الخميس 2024/02/01

آخر تحديث: 13:51 (بيروت)

"قوات سوريا الديموقراطية" مستمرة في تجنيد الأطفال السوريين قسراً

الخميس 2024/02/01
"قوات سوريا الديموقراطية" مستمرة في تجنيد الأطفال السوريين قسراً
مايا شاكر (13 عاماً) اختُطفت من أمام منزلها وأرسلت إلى معسكر تجنيد رغم كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة
increase حجم الخط decrease
أعرب المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا ستيفان شنيك، عن قلقه إزاء التقارير المتعلقة بالتجنيد القسري للقاصرين في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديموقراطية"، مطالباً بحماية الأطفال في سوريا ووقف هذه الممارسات بحقهم.

وقال شنيك في منشور عبر منصة "إكس": "مازلنا نشعر بالقلق إزاء التقارير المتعلقة بالتجنيد القسري للقاصرين في الجماعات المسلحة من قبل أطراف النزاع في ‎سوريا، لذلك يستحق الأطفال حماية خاصة في النزاعات المسلحة، وتحمل جميع الأطراف المسؤولية ويجب أن تتوقف عن هذه الممارسات من دون تأخير".

وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" أفادت في تقرير عن اختطاف "قوات سوريا الديموقراطية" للطفلة مايا شاكر (13 عاماً) من أمام منزلها قبل اقتيادها إلى معسكرات التجنيد رغم كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما انتشرت قصتها بين الناشطين السوريين في مواقع التواصل.


وتقوم "قوات سوريا الديموقراطية" بحملات اعتقال واسعة في المناطق التي تسيطر عليها، بغرض التجنيد الإجباري، وتتركز حملات الاعتقال في الأرياف، حيث تضعف التغطية الإعلامية في المدن والقرى، ويصعب إحصاء أو معرفة هوية وأعداد المعتقلين، بحسب وسائل إعلام سورية معارضة.

ويوجد نحو 309 أطفال قيد التجنيد الإجباري في المعسكرات التابعة لـ"قوات سوريا الديموقراطية" بحسب "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" التي قالت العام في تموز/يوليو الماضي، أن سوريا جاءت العام 2022 في المركز الرابع من ناحية حصيلة الانتهاكات بحق الأطفال بعد الكونغو وإسرائيل/فلسطين والصومال، فيما جاءت ثانياً بعد الكونغو من حيث عدد الأطفال المتضررين من تلك الانتهاكات.

وتحققت الشبكة حينها من وقوع 2438 انتهاكاً جسيماً ضد الأطفال في سوريا ، تضمَنت القتل والتشويه، والتجنيد، والاحتجاز والاختطاف، والعنف الجنسي، والهجمات على المدارس والمشافي، واستخدامهم لأغراض عسكرية، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم، ما أدى لتضرر ما لا يقل عن 2407 طفلاً.

وأوضحت الأمم المتحدة في تقرير صدر أواخر حزيران/يونيو الماضي، أن عدد الأطفال الذين جندتهم الجماعات المسلحة في سوريا ارتفع بشكل مضطرد على مدى السنوات الثلاث الماضية، حيث وثقت تجنيد 813 طفلاً العام 2020، و1296 آخرين العام 2021، ليرتفع الرقم إلى 1696 طفلاً العام 2022.

ومن بين أولئك الذين وجدت الأمم المتحدة أنهم يجندون الأطفال، حليف للولايات المتحدة في المعركة ضد متطرفي "داعش" "قوات سوريا الديموقراطية" التي يقودها الأكراد الذين كانوا مسؤولين عن 637 حالة تجنيد قسري لأطفال، العام 2022، ما يعادل نحو نصف الحالات المسجلة في البلاد ككل. فيما تم توثيق 611 حالة تجنيد من قبل "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، الذي اشتبك مع "قوات سوريا الديموقراطية" في الماضي، فيما كانت "هيئة تحرير الشام" الجهادية مسؤولة عن 383 حالة تجنيد في مناطق سيطرتها في إدلب.

وأشار التقرير إلى 25 حالة تجنيد أطفال من قبل القوات الحكومية السورية والمليشيات الموالية لها، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس". لكن ذلك لا يعود إلى معايير أخلاقية لدى النظام السوري بل لحقيقة أنه يجند كافة الذكور في مناطق سيطرته منذ سن 18 عاماً بحسب قوانين الخدمة الإلزامية التي تقول منظمات حقوقية أنها ترتقي إلى مستوى انتهاك لحقوق الإنسان.

وفي تصريحات سابقة، علق المدير التنفيذي لمنظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" بسام الأحمد، وهي منظمة مجتمع مدني مستقلة، أنه يتم تجنيد الأطفال في جميع أنحاء سوريا، وأنه في بعض الحالات يتم تجنيد الأطفال قسراً، وفي حالات أخرى، يقوم القاصرون بالتسجيل لأنهم هم أو عائلاتهم بحاجة إلى الراتب، فيما ينضم البعض لأسباب أيديولوجية، أو بسبب الولاءات العائلية والقبلية. وفي بعض الحالات، يرسل الأطفال إلى خارج سوريا للقتال كمرتزقة في صراعات أخرى.

وتعقدت محاولات إنهاء تجنيد الأطفال بسبب خليط الجماعات المسلحة العاملة في كل جزء من سوريا. وفي العام 2019، وقعت "قوات سوريا الديموقراطية" اتفاقية مع الأمم المتحدة تعد بإنهاء تجنيد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً وإنشاء عدد من مكاتب حماية الأطفال في منطقتها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها