السبت 2024/01/27

آخر تحديث: 12:37 (بيروت)

"سي.إن.إن" تستقصي: الإسرائيليون قتلوا فلسطينية ترفع راية بيضاء...ويرفضون التعليق

السبت 2024/01/27
"سي.إن.إن" تستقصي: الإسرائيليون قتلوا فلسطينية ترفع راية بيضاء...ويرفضون التعليق
تفحصت "سي أن أن" أربع حالات، من بينها حالة هالة خريس التي حدثت في منطقة يصنفها الجيش الإسرائيلي "آمنة"
increase حجم الخط decrease
قتل الجيش الإسرائيلي سيدة فلسطينية تمسك بيد حفيدها بين مدنيين يرفعون رايات بيضاء في غزة أثناء محاولتهم الفرار، حسبما أظهرت مقاطع فيديو متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت تثير فيه عمليات القتل موجات غضب بشأن تكتيكات جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة.


وأوضحت شبكة "سي إن إن" الأميركية في تحقيق عن الحادثة التي وقعت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وانتشرت صورها بعد ذلك باسابيع، أن السيدة تدعى هالة خريس، وقتلت قنصاً برصاص الجيش الإسرائيلي رغم رفعها الراية البيضاء بشكل واضح بين مجموعة من المدنيين الذين كانوا أيضاً يرفعون الرايات البيضاء، فيما رفض الجيش الإسرائيلي الرد على أسئلة "سي إن إن" بهذا الخصوص.


وأمضت أسرة خريس أسابيع تفكر بشأن ما إذا كانت ستنزح أم لا، مع دخول القوات الإسرائيلية إلى حي الرمال في مدينة غزة، وكانت الدبابات تمر أمام باب منزلهم وأصوات القنابل والطائرات من دون طيار وإطلاق النار تدوي في كل مكان حولهم. وبعد ليلتين من القصف العنيف، قررت العائلة أن عليها الرحيل.

وقالت سارة خريس (18 عاماً) لـ"سي إن إن": "استيقظنا في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، وهو اليوم الذي لن أنساه طوال حياتي، أتذكر كل التفاصيل فيه، الدقائق والساعات والثواني .. كان ذلك الصباح فوضوياً حيث قامت والدتي هالة بإعداد وجبة إفطار سريعة، وسط موجة من تعبئة الحقائب، وخصصت وقتاً للصلاة قبل أن تسمع أصوات الجيران وهم يصرخون بأن طريق الإخلاء جاهز وعلى الجميع الخروج".

وأضافت سارة: "ارتدينا الأحذية واندفعنا خارجاً وانضممنا إلى آخرين رفعوا الرايات البيضاء خلال النزوح". وأوضحت أن والدتها هالة كانت تسير في المقدمة متقدمة على بقية أفراد عائلتها مع حفيدها تَيم (4 سنوات) ممسكين بأيدي بعضهما بعضاً. وفي أثناء سيرهما في شارع مليء بالحطام، انطلقت رصاصة قناص قتلت هالة على الفور.

ومقطع مقتل هالة هو واحد من عدد متزايد من المقاطع التي تظهر مدنيين عزلاً يحملون أعلاماً بيضاء يقتلون بالرصاص في غزة. وقال "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، ومقره جنيف، أنه يحقق في تسعة حوادث مشابهة. وتفحصت "سي أن أن" أربع حالات، من بينها حالة خريس التي حدثت في منطقة يصنفها الجيش الإسرائيلي كـ"منطقة آمنة".

وقال أولاد هالة أن وجود لقطات توثق مقتل والدتهم هو نعمة ونقمة في وقت واحد، وعبروا عن أملهم في أن يكون الفيديو المؤلم دليلاً في تحقيق مستقبلي محتمل بشأن مقتلها، حتى لو كان يذكرهم مراراً وتكراراً باليوم الذي فقدوا فيه والدتهم.

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على اتهامات العائلة، لكن صور الأقمار الصناعية والصور من الفترة نفسها، أظهرت أن القوات الإسرائيلية كانت متمركزة في المنطقة، بما في ذلك مدرسة على بعد 200 متر فقط أسفل الطريق، غربي المكان الذي قتلت فيه هالة. وقالت العائلة أنها أبلغت بأن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" نظمت طريقاً للإخلاء على طريق يمتد جنوباً، لكن في أثناء فرارهم، تغيرت الرسالة باتجاه الشرق. ولم تسمع هالة الصيحات التي تطالبها بالرجوع إلا بعد فوات الأوان.

وأوضحت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" أنها لم توافق قط على المساعدة في عملية الإجلاء، ما يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها العائلات في الحصول على معلومات واضحة حول كيفية النزوح. وقالت المنظمة الإنسانية في بيان: "نظراً إلى مدى خطورة الوضع وعدم أمانه، ومازال، ليس من ضمن دور اللجنة الدولية إعطاء تعليمات بشأن الإجلاء، لأننا لن نكون قادرين على ضمان سلامتهم".

وقال محمد، ابن هالة: "بدأت أنادي والدتي، تعالي إلى هنا، تعالي إلى هنا، لكنها لم تسمع، وكانت تسير نحو مصيرها. سمعت أصوات طلقات نارية فسقطت على الأرض. لقد صدمت. وقفت في مكاني متجمداً، ولم أفهم ما حدث".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها