الإثنين 2024/01/22

آخر تحديث: 21:40 (بيروت)

باسيل ينجز "الإنتقال السلس": نهاية التحالف مع الحزب

الإثنين 2024/01/22
باسيل ينجز "الإنتقال السلس": نهاية التحالف مع الحزب
increase حجم الخط decrease
حدث وتصريح، كشفا انتقالاً سلساً أجراه "التيار الوطني الحر"، من التحالف مع "حزب الله" الى الخصومة معه. منصور فاضل، الذي يقدم خطاباً مقبولاً من الحزب، لم يعد نائباً لباسيل، بينما نائبه الثاني ناجي حايك، المعروف بخصومته مع الحزب، أعلن في الإعلام نهاية العلاقة، حتى لو لم يقرّ باسيل بها. 

والتغييران في جسم التيار، يثبتان النقلة النوعية التي أنجزها رئيس التيار، النائب جبران باسيل، عملياً، من دون إعلانها. مهّد للانتقال من ضفة الى أخرى إعلامياً. كانت تصريحات حايك في السابق لا تحمل أي مؤشر، قبل أن يتبوّأ منصباً قيادياً في التيار، لتصبح تصريحاته رسمية يُعتدّ بها، وتلزم، حكماً، باسيل في علاقاته السياسية.
 

وحايك، يعد واحداً من الصقور الذين فرضت المرحلة السابقة استبعاده من المشهد الرسمي في التيار، بالنظر الى أن خطابه الحاد والمعارض لـ"الثنائي الشيعي"، كان من شأنه أن يعكّر صفو العلاقة. لم يعد باسيل يجد حرجاً في تلك الأدبيات الحادة، فعيّنه في أيلول/سبتمبر الماضي، نائباً لرئيس "التيار" للشؤون الخارجية.

وبمعزل عن أن تعيينه في هذا الموقع من شأنه أن يستقطب قاعدة مسيحية كانت ممتعضة من تحالف التيار مع الحزب، إلا أن مضيّه في نهج هجومي متواصل على الحزب، بلا أي تعديل في أدبياته الخطابية في الاعلام تجاه الحلفاء المفترضين، يثبت أن التيار بات في موقع آخر. في حلّ من التحالفات التي يُقال إنها أثّرت في قاعدة التيار الشعبية في الشارع المسيحي، وفي المقابل، لم تعطه ما كان يصبو اليه من تزكيته كمقرِّر أول في الشأن السياسي المسيحي ومواقع المسيحيين في الدولة، بمعزل عن خصوم آخرين له من حلفاء الحزب الآخرين. 

وبعد ثلاثة أيام على تغريدة لمنصور فاضل قال فيها إن مقاتلي "حزب الله" يحبون الحياة أيضاً ويستشهدون من أجلها، خلافاً لأدبيات قاعدة شعبية واسعة عند المسيحيين تعارض تدخل الحزب في حرب المؤازرة لغزة من جنوب لبنان، تحدثت معلومات صحافية عن إقالة فاضل من موقعه، وأُرجع الأمر الى "مداورة" في التيار، مع احتفاظه بمهام التنسيق مع الحزب في بعض الملفات. 


وعلى النقيض، أعاد حايك، الأحد، تغريد خبر من موقع التيار الالكتروني محفور في الوجدان المسيحي، يتناول إحياء التيار لذكرى هجوم فصائل فلسطينية مدعومة من سوريا على الدامور وزغرتا، وأدت الى تهجير سكان الدامور في العام 1976. تعرّض حايك للانتقاد، كون التذكير في هذه المرحلة، يؤشر الى انتقادات غير معلنة لحزب الله على ضوء المشاركة في معركة دعم غزة.. ودافع عن فكرته، يوم الإثنين، بتوجيه سؤال الى "الممتعضين من استذكاري لتاريخنا، كانت الحرب بين مكون لبناني وبعض الفلسطينيين والسوريين والأغراب"، قائلاً: "لماذا تقفون ضد مكون لبناني كان يقاتل الغرباء؟"


وتأتي التغريدة بعد يومين على تصريح له في مقابلة مصورة، قال فيها إن "حزب الله" لم يعد حليفاً، وقال إن التيار لا حليف له، بل هو متحالف مع الجميع في المواضيع المتفق عليها، ويأخذ موقفاً سلبياً من القوى في المواضيع غير المتفق عليها، وهذا الأمر ينطبق على "حزب الله". ووصف تفاهم ما مخايل بأنه "لم يكن تحالفاً"، بل محاولة. 


في الآونة الأخيرة، بات ناجي حايك يتصدر الصورة كمتحدث باسم "التيار الوطني الحر". لم يُخفِ ذلك في لقائه المصوّر، مما يؤكد أن التيار قد طوى صفحة التحالف مع الحزب، وأنجز الانتقال بشكل كامل، وبات في موقع سياسي مختلف، رغم كل التصريحات الأخرى التي تتحدث عن محاولات الترميم والتصويب وحل الخلافات. وبذلك، يفقد الحزب حليفاً سياسياً مسيحياً يمتلك كتلة نيابية وازنة لا يمكن تخطيها لانتخاب رئيس للجمهورية، في ظل الخلافات مع الكتل المسيحية الأخرى.   
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها