الخميس 2023/06/29

آخر تحديث: 15:24 (بيروت)

انتهى "الثمن" وسيبدأ "كريستال": دوامة استنساخ الأتراك بالتعريب...بعد الدبلجة!

الخميس 2023/06/29
انتهى "الثمن" وسيبدأ "كريستال": دوامة استنساخ الأتراك بالتعريب...بعد الدبلجة!
باسل خياط ورزان جمال في "الثمن"
increase حجم الخط decrease
في ختام الحلقة الأخيرة من مسلسل "الثمن"، تم الإعلان عن مسلسل جديد تبداً منصة "شاهد" بعرضه في الأيام المقبلة بعنوان "كريستال"، بوصفه النسخة العربية من مسلسل "حرب الورود" التركي، الذي عرضته مجموعة "إم بي سي" مدبلجاً قبل أعوام!.. لينضم إلى قافلة المسلسلات التركية المعرّبة التي يعرف الجمهور العربي حكايتها مسبقاً، ومنها "الثمن" المقتبس عن التركي "ويبقى الحب"، ومسلسل "ستيليتو" المستنسخ عن "جرائم صغيرة".

هذه المسلسلات التركية، وفي إعادة إنتاجها بطاقم وسيناريو عربي، يتم تصويرها في تركيا أيضاً! وتتاليها بهذا الشكل المتزايد يحيل إلى مجموعة من الأسئلة: لماذا تصر "إم بي سي" على إعادة إنتاج المسلسلات التركية التي سبق وعرضتها مدبلجةً في قنواتها؟ خصوصاً أن نسبة كبيرة من محبي هذا النمط  الدرامي سبق وشاهدوا الأعمال التركية الأصلية! ولماذا يتم التركيز على هذا النمط من الأعمال الدرامية الطويلة للغاية، والتي لا يقل عدد حلقاتها عن 70 حلقة، بينما تميل الأعمال الدرامية العربية الأصلية، التي تفضلها المنصات الرقمية، نحو التكثيف والاختصار لمواكبة المنصات العالمية؟

والحال أن غالبية المسلسلات العربية التي عرضتها منصة "شاهد" يتراوح عدد حلقاتها بين 6 حلقات و15 حلقة. كما باتت هناك مسلسلات رمضانية مكونة من 15 حلقة فقط، في موسم كان الطبيعي فيه أن يكون المسلسل من 30 حلقة. ومن المسلسلات نصف الشهرية التي عرضتها منصة "شاهد" في الموسم الرمضاني الأخير: "الوصاية" و"الصفارة" و"تغيير جو".



ما يلاحظ أيضاً في المسلسلات التركية المعربة، أن صنّاعها يلجأون إلى تغيير بعض الخطوط الدرامية فيها، وإعطاء وعود للمشاهدين بأن نهايات النسخ العربية ستكون مختلفة عن المسلسلات التركية الأصلية. ربما يتم اعتماد هذه الصيغة من الإنتاج، كمحاولة لخلق نوع من الإثارة والتشويق لدى المشاهد، لعل النهاية المختلفة تحث الجمهور على متابعة حكايات مألوفة بالنسبة إليهم. لكن هذا الأمر كانت له نتائج كارثية على الحبكات الدرامية، خصوصاً في مسلسل "الثمن"، الذي أدى التلاعب بخطوطه الرئيسية إلى خلق خلل درامي، بحيث لم يعُد مُقنعاً البتة.

تتمحور حكاية "الثمن" حول المهندسة سارة، التي أدت دورها الممثلة رزان جمال. أرملة، تعيش مع ابنها المصاب بالسرطان. وعقب توظفها بشركة هندسية، يحتاج ابنها إلى إجراء عملية كلفتها 250 ألف دولار. وفي محاولة يائسة منها، تطلب استدانة المبلغ من مديرها زين، الذي أدى دوره الممثل باسل خياط. يوافق زين على منحها المبلغ بشرط أن تقضي ليلة معه، ليتورط زين في ما بعد بحبها، وينافسه على حبها شريكه في العمل كرم، الذي لعب دوره نيكولا معوض.

حكاية مثلث الحب المركبة والمتشعبة، التي امتدت في النسخة التركية على ثلاثة أجزاء، قامت الكاتبة يم مشهدي باختصارها في جزء واحد، مكون من 89 حلقة. وفي سبيل ذلك حذفت العديد من الشخصيات والخطوط الدرامية الرئيسية، ما أحدث خللاً درامياً واضحاً في المسلسل. وعلى صعيد الحبكة تحديداً تغير شخصيات توجهاتها وعلاقاتها بباقي الشخصيات من دون مبرر، كما هو الحال مع شخصية سمية (والدة زين) التي كانت تكره سارة بشكل أعمى، وفجأة أصبحت تساندها وتدعمها بشكل أعمى أيضاً.

الخلل الواضح في الحبكة يعود لاقتطاع الأحداث من سياقها وتطورها الطبيعي واختزالها من قبل مشهدي بأبسط شكل ممكن، لحل العقدة الرئيسية بأسهل حل، وهو موت شخصية "كرم"، الحدث الرئيسي الذي يكسر عقدة مثلث الحب. علماً أن المشكلة الأساسية التي تواجه الثنائي سارة وزين، لم تكن متعلقة بالطرف الثالث في مثلث الحب، وإنما بعقلية زين الذكورية، التي تجد سارة صعوبة في تقبلها، خصوصاً بعدما استغل حاجتها للمال لممارسة الجنس معها.

كما أن اختزال الأجزاء الأصلية الثلاثة من المسلسل في جزء واحد، لم يؤد إلى مسلسل بإيقاع سريع ومشدود، لأن أكبر مشكلات المسلسل تتعلق ببطء إيقاعه وبرودته، التي جعلت عدداً كبيراً من المتابعين يعزفون عن متابعته بعد انقطاع عرض حلقات المسلسل في شهر رمضان. والمسلسل يحتوي على كثير من المشاهد واللقطات المجانية، حيث يتم تصوير حركة الممثلين بشكل بطيء أثناء عبورهم أرجاء قصورهم الفارهة، وأثناء صعودهم ونزولهم أدراجها. كما أن العديد من الحلقات بلا أي حدث درامي، كما هو الحال في الحلقات التالية لموت كرم، إذ استمرت مراسم العزاء لأكثر من حلقتين، من دون أن يُستثمر الوقت في أي حدث درامي.

والآن مع اقتراب موعد عرض مسلسل "كريستال"، هل سيتمكن المسلسل من تجاوز المشكلات التي عانتها المسلسلات التركية المعرّبة السابقة، والتي أشار لها الكثير من المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي؟ أم أن عجلة الإنتاج ستمضي في طريقها من دون الالتفات إلى كل ما لاقته هذه المسلسلات من نقد لاذع؟ 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها