السبت 2023/06/10

آخر تحديث: 13:48 (بيروت)

الموالون في ذكرى رحيل حافظ الأسد.."إنهض يا أبا الفقراء"

السبت 2023/06/10
الموالون في ذكرى رحيل حافظ الأسد.."إنهض يا أبا الفقراء"
increase حجم الخط decrease
امتلأت الصفحات الموالية للنظام السوري، بصور الرئيس الراحل حافظ الأسد في ذكرى وفاته الثالثة والعشرين، السبت، بشكل يذكّر بأن مشكلة سوريا السياسية لم تبدأ العام 2011 بالثورة التي انقلبت حرباً خلفت كارثة إنسانية، بل بدأت قبل نحو خمسين عاماً عندما أمسك "القائد المؤسس" بزمام السلطة في البلاد بانقلاب عسكري العام 1970، قبل أن يرث الرئاسة ابنه بشار العام 2000 إثر وفاته عن عمر ناهز 70 عاماً.

وفرض حافظ الأسد حكماً بوليسياً قمعياً، حوّل البلاد إلى منطقة معزولة ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، ولم يكتف بإنشاء المعتقلات وتصفية البلاد من المعارضين والأصوات المستقلة بشكل ممنهج، بل عمد إلى تقييد الحريات الفردية وأدلجة التعليم بأساليب مختلفة، ناعمة ومباشرة، كما سيطر على الفضاء الرمزي بوضع اسمه على معظم المؤسسات الرسمية والمنشآت والمشاريع التي حصلت في عهده، وصولاً إلى وضع صوره وتماثيله في مختلف المدن السورية أيضاً.



وفي ذكرى رحيله، بدا حافظ في منشورات الموالين له، وكأنه لم يمت، حيث تكررت عبارات الولاء الأبدي والمديح وأبيات الشعر الركيكة التي كان أعضاء مجلس الشعب يصدحون بها أمام الكاميرات. وذلك ليس مستغرباً لأن الأسدية تعني الأبدية، وهو ما يوضحه الشعار اليومي لطلاب المدارس السورية طوال عقود: "قائدنا إلى الأبد، الأمين حافظ الأسد".

ومعظم الصفحات الإخبارية والترفيهية باتت تدار من قبل الجيش السوري الإلكتروني وفروع المخابرات، وهو ما تحدث عنه ناشطون موالون وصحافيون أجبروا على ترك البلاد من أجل ممارسة نشاطهم في "فضح الفساد" أو تخلوا عن النشر في مواقع التواصل نهائياً خلال الأعوام الخمس الماضية. وليس غريباً بالتالي قراءة منشورات تصف حافظ الأسد بـ"الزاهد الذي أفنى حياته من أجل خدمة شعبه" أو مشاهدة صور له بالأبيض والأسود مع عبارة "عظيم الأمة" في استذكار لعنوان صحيفة "الثورة" الرسمية يوم وفاته: "عظيم الأمة في ذمة الله".



وفي السنوات الماضية، كان موالو النظام يرددون عبارة "انهض يا أبا الفقراء" لاستحضار روح حافظ الأسد إلى الحياة اليومية، مع تحول الرجل إلى مخلّص لتلك الطبقة من السوريين من المشاكل الاقتصادية والخدمية التي وجدوا أنفسهم فيها رغم "انتصار النظام على الحرب الكونية"، علماً أنه طوال سنوات الثورة السورية، بقي ظل حافظ الأسد في مواقع التواصل، حيث انتشرت مقارنات بين كيفية إدارة بشار لـ"الأزمة" وبين ما كان والده ليفعله.

واستخدم النظام السوري ببراعة رمزية الأب المؤسس، من أجل خلق سياق الاستمرارية التي تطلب من الموالين ردّ الدَّين له بالولاء لابنه. وهو ما عاد للظهور في الصفحات الموالية، اليوم، حيث تكررت عبارات مثل: "في ذكرى رحيلك نجدد العهد و الولاء والوفاء للوطن و لجيشنا الباسل وقائدنا الغالي الرئيس الدكتور بشار الأسد".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها