الخميس 2023/06/01

آخر تحديث: 16:26 (بيروت)

"فاغنر" تفتش عن مرتزقة...في "فايسبوك" و"تويتر"

الخميس 2023/06/01
"فاغنر" تفتش عن مرتزقة...في "فايسبوك" و"تويتر"
نشطت الميليشيا الروسية طوال السنوات التسع الماضية في أوكرانيا وسوريا وعدد من الدول الأفريقية (رويترز)
increase حجم الخط decrease
لجأت مجموعة المرتزقة الروسية "فاغنر" إلى منصتي "تويتر" و"فايسبوك" سعياً لتجنيد أطباء ومشغلي طائرات من دون طيار وحتى أخصائيين نفسيين، لمساعدتها في المعارك التي تخوضها، خصوصاً أوكرانيا التي قررت موسكو غزوها منذ أكثر من عام من دون أفق واضح لنهاية الحرب.

وجذبت إعلانات الوظائف التي نشرتها "فاغنر" أكثر من 12 ألف مشاهد خلال الشهور العشرة الأخيرة، وفقاً لمجموعة البحث البريطانية "لوجيكالي" التي تركز على الأخبار الزائفة، حسبما أفادت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية.

وفي ستين منشوراً بعشرات اللغات، بينها الفرنسية والفيتنامية والإسبانية، شاركت "فاغنر" معلومات حول وظائف متاحة في مجالات القتال العسكري وتكنولوجيا المعلومات والقيادة والصحة. وتضمنت أيضاً أرقام هواتف وحسابات "تيلغرام" تابعة لـ"فاغنر"، والإعلان عن رواتب شهرية تبلغ 240 ألف روبل (2800 يورو)، مع مزايا تشمل الرعاية الصحية.

ولم يتمكن الباحثون من ربط المنشورات بمجموعة "فاغنر" مباشرة، لكن الإعلانات حملت بصمة المليشيا ومؤيديها، علماً أن المجموعة العسكرية نشطت طوال السنوات التسع الماضية في أوكرانيا وسوريا وعدد من الدول الأفريقية، واتُهمت مراراً بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان.

وقال المسؤول عن الأبحاث في "لوجيكالي" كايل وولتر: "نحن متأكدون من أن هذه المنشورات تستخدم اللغة نفسها التي اعتمدتها سابقاً حسابات أكدنا أنها تعود لمجموعة فاغنر، في منصات مثل تيلغرام وفي كيه"، وهو شبكة روسية رائجة للتواصل الاجتماعي.

ولم يتضح ما إذا كانت حملة التوظيف لاقت نجاحاً. لكن من المؤكد أن المنشورات التي تتضمن تأجيجاً للعنف وترويجاً للهجمات العسكرية الروسية على أوكرانيا تنتهك سياسات "فايسبوك" و"تويتر" المتعلقة بهذا النوع من المحتوى.

وفي تحليل منفصل أجراه مسؤول غربي وشاركه مع "بوليتيكو"، أكد أن رقمي هاتف على الأقل، تضمنتهما المنشورات، يعودان مباشرة إما لمجموعة "فاغنر" أو لخدمة الاستخبارات الروسية. وعلّق وولتر قائلاً: "بعض هذه المنشورات هي أفلام دعائية تتضمن أرقام هواتف، ليتمكن المتابع من التواصل مباشرة مع ممثلين لمجموعة فاغنر. وفيما نشهد الخطر الذي تشكله مجموعة فاغنر حول العالم، فإن السماح لهذه المنشورات بالانتشار على شبكة الإنترنت يثير قلقاً شديداً".

وردّت "تويتر" على طلب من "بوليتيكو" للتعليق على المسألة برسالة آلية تقتصر على رمز تعبيري للبراز، وهو الرد الأوتوماتيكي الذي اعتمدته المنصة بأوامر من مالكها الجديد أيلون ماسك، الذي سمح لمروجي نظرية المؤامرة ومروجي المعلومات المضللة والحسابات الأجنبية المروجة للبروباغندا بالازدهار في المنصة مجدداً. علماً أن المنصة استقالت الأسبوع الماضي، من ميثاق الاتحاد الأوروبي لمكافحة المعلومات المضللة.

ومن المقرر أن يدخل قانون المحتوى الجديد للاتحاد الأوروبي للقضاء على المحتوى غير القانوني والأكاذيب، الذي يحمل اسم قانون الخدمات الرقمية "DSA"، حيز التنفيذ في 25 آب/أغسطس المقبل. وقد تؤدي الانتهاكات الجسيمة للقانون إلى فرض غرامات تصل إلى 6% من إجمالي أرباح الشركات.

أما شركة "ميتا" المالكة لـ"فايسبوك"، فصنفت "فاغنر" على أنها منظمة خطيرة، ما يعني أن وجودها على المنصات المملوكة لها ممنوع. كما أشارت الشركة إلى أنها تحذف المنشورات التي تتضمن "تمجيداً أو دعماً لمجموعة فاغنر فور اكتشافها، وبينها المنشورات التي تهدف إلى تجنيد أفراد جدد".

وتنشط "فاغنر" في الصراعات في مالي ووسط أفريقيا، لكنها برزت خاصة بقتالها لصالح روسيا منذ غزوها أوكرانيا في العام الماضي، كما شاركت في الحرب السورية بفظائع موازية أيضاً. وقادت المليشيا في الآونة الأخيرة كثيراً من عمليات القتال العنيف في باخموت، المدينة الواقعة شرق أوكرانيا التي شهدت معارك استنزاف وحشية. وفقدت "فاغنر" نحو 20 ألف مقاتل في أوكرانيا وفقاً لقائدها يفغيني بريغوجين.

وبعيداً عن "فاغنر"، صارت الوكالات الحكومية حول العالم تلجأ أكثر فأكثر إلى منصات التواصل الاجتماعي لتجنيد أفراد جدد، وتحديداً الشباب، فوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" مثلاً دعت في مقطع فيديو في "تيلغرام"، المواطنين الروس غلى تزويدها بمعلومات استخبارية عن بلدهم، في أيار/مايو الماضي.

ويظهر مقطع الفيديو موظفاً حكومياً روسيّاً وزوجته في منزلهما مع طفل، ويبدو أنهما يعيشان حياة صعبة، ويتساءلان عما إذا كانت هذه هي الحياة التي يحلمان بها. ويقترح الفيديو أن بإمكان الروس العمل على تحسين الأوضاع، من خلال توفير معلومات استخباراتية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مع الحفاظ على حسهم الوطني. كما أوضح طريقة القيام بذلك باستخدام متصفح "تور" للوصول إلى "الشبكة المظلمة" على الإنترنت وأدوات لتشفير الاتصالات.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها