الخميس 2023/05/25

آخر تحديث: 14:30 (بيروت)

50 مليون شخص يعيشون "العبودية الحديثة"

الخميس 2023/05/25
50 مليون شخص يعيشون "العبودية الحديثة"
من تحركات العاملات المنزليات في لبنان للمطالبة بحقوقهن
increase حجم الخط decrease
تغذى أغنى عشرين دولة في العالم، العمل القسري، ويعيش فيها حوالى 50 مليون شخص في ظل "العبودية الحديثة"، بحسب تقرير صادر عن مؤسسة "ووك فري" الحقوقية الرائدة.

وذكر التقرير أن ست دول من مجموعة العشرين يقطنها أكبر عدد من الأشخاص الخاضعين للعبودية الحديثة؛ إما عن طريق العمل القسري أو الزواج القسري. وتصدرت الهند اللائحة بنحو 11 مليون ضحية، تلتها الصين بـ5.8 مليون، وروسيا بنحو 1.9 مليون، وإندونيسيا بـ1.8 مليون، وتركيا بـ1.3 مليون، ثم الولايات المتحدة بـ1.1 مليون شخص.

وجاء في التقرير الذي نقلته وكالة "أسوشييتد برس" أن "معظم الدول التي لديها أدنى معدل لانتشار العبودية الحديثة، سويسرا والنروج وألمانيا وهولندا والسويد والدنمارك وبلجيكا وأيرلندا واليابان وفنلندا، هم أعضاء أيضاً في مجموعة العشرين. ورغم ذلك، حتى في هذه البلدان، مازال آلاف الأشخاص يجبرون على العمل أو الزواج رغم مستويات التنمية الاقتصادية المرتفعة، والمساواة بين الجنسين، وتوافر الرعاية الاجتماعية والاستقرار السياسي، إضافة إلى أنظمة العدالة الجنائية القوية".

وكشف التقرير أن كوريا الشمالية وإريتريا وموريتانيا تسجل أعلى مستويات للعبودية في العالم، وضمن البلدان التي حلت في المراتب العشر الأولى على المؤشر السعودية والإمارات والكويت حيث يقيد نظام "الكفالة" حقوق العمال الأجانب، بحسب وكالة "فرانس برس".

وبين الدول العربية، جاءت سوريا في المركز السادس من ناحية انتشار العبودية الحديثة تلاها لبنان في المركز السابع، حيث توجد قوانين الكفالة وغياب القوانين واستغلال العاملات الأجنبيات وغير ذلك.

وتشترك البلدان العشرة حيث مستويات العبودية الحديثة تعد الأعلى، بسِمات أبرزها "محدودية الحماية المتوفرة للحريات المدنية وحقوق الإنسان". ويقع العديد من هذه الدول في مناطق "مضطربة" تشهد نزاعات أو عدم استقرار سياسي أو تضم عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يعدون "أكثر عرضة للخطر"، مثل اللاجئين أو العمال الأجانب.

ومن بين البلدان الأخرى التي شملتها لائحة الدول العشر الأولى تركيا التي تستضيف مليون لاجئ من سوريا وطاجيكستان وروسيا وأفغانستان.

وذكرت "منظمة العمل الدولية" التابعة للأمم المتحدة و"المنظمة الدولية للهجرة" و"ووك فري" في تقرير مشترك في أيلول/سبتمبر الماضي أن 50 مليون شخص يعيشون في ظل "عبودية حديثة"، من بينهم 28 مليوناً يعملون قسراً، و22 مليوناً تزوجوا قسراً، بحلول نهاية العام 2021، بزيادة قدرها عشرة ملايين شخص في خمس سنوات فقط منذ نهاية العام 2016.

وعلقت المديرة المؤسسة لـ"ووك فري" غريس فورست في بيان: "العبودية الحديثة تتغلغل في كل جانب من جوانب مجتمعنا وتنسج في ملابسنا وتضيء أجهزتنا الإلكترونية وتوسم طعامنا". وأورد التقرير أن العبودية "تتجلى بشكل أكبر في سلاسل التوريد العالمية، حيث تستورد دول مجموعة العشرين ما قيمته 468 مليون دولار من المنتجات التي شابها عمل قسري، ومن بينها الإلكترونيات والملابس وزيت النخيل والألواح الشمسية والمنسوجات".

وأكملت "ووك فري"، ومقرها استراليا، أن تقريرها المكون من 172 صفحة وضع تقديرات حول العبودية العالمية في 160 دولة، اعتماداً على آلاف المقابلات مع ناجين من خلال استبيانات تمثيلية لعائلات من مختلف الطبقات.

وأضافت المؤسسة أن زيادة ما يقرب من عشرة ملايين شخص أجبروا على العمل أو الزواج قسراً تعكس "تأثير الأزمات المتفاقمة التي من بينها النزاعات المسلحة المعقدة، والتدهور البيئي واسع النطاق، والاعتداءات على الديموقراطية في عديد من البلدان، والتراجع العالمي لحقوق المرأة، والآثار الاقتصادية والاجتماعية لجائحة فيروس كورونا".

وأكمل التقرير بأن هذه العوامل عطلت التعليم والتوظيف بشكل كبير، ما أدى لزيادة معدلات الفقر المدقع والهجرة القسرية وغير الآمنة "التي ترفع مخاطر جميع أشكال العبودية الحديثة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها