انضم الإعلامي المصري باسم يوسف إلى الجدل الدائر حول تجسيد ممثلة من أصول أفريقية لدور الملكة كليوباترا في فيلم مرتقب من إنتاج "نتفليكس".
ويوسف، المعروف في العالم العربي ببرامجه الكوميدية التي تسخر من الأنظمة الحاكمة إبان الربيع العربي قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة بفعل حصار سياسي وأمني عليه بعد قيام نظام 30 يونيو في مصر، ظهر في مداخلة مع الإعلامي بيرس مورغان في قناة "TalkTV" البريطانية، للحديث عن الجدل المثار حول الفيلم إثر الانتقادات المصرية الكثيفة للعمل قبل عرضه، من باب أنه يزور التاريخ بنسب الحضارة الفرعونية إلى شعوب أفريقية غير مصرية، ضمن حركة أوسع تسمى "المركزية الأفريقية" (أفروسينترك) تتهم بأنها تمارس "الاستحواذ الثقافي".
واستنكر معلقون مصريون في الأسابيع القليلة الماضية قيام الممثلة البريطانية أديل جايمس بأداء دور كليوباترا لأن الملكة الفرعونية كانت تتحدر من أصول يونانية وبالتالي فإن بشرتها ليست سوداء، وهي ليست من أصول إفريقية. فيما يجادل أصحاب الفيلم بأن هناك أبحاثاً مختلفة حول لون بشرة الملكة وأصولها العرقية من جهة، وبأن جايمس أقرب لكليوباترا من ممثلات أدين دورها في السابق مثل إليزابيث تايلور.
والجدل حول لون بشرة كليوباترا، أو عرقها، ليس جديداً، بل كان موجوداً حتى عندما أدت ممثلات بيضاوات دورها في السابق مثل الأميركية إليزابيث تايلور وحتى السورية سلاف فواخرجي.
وقال يوسف في مداخلته: "الأمر ليس مرتبطاً بأصحاب البشرة البيضاء أو السوداء بل مرتبط بعملية الاستحواذ الثقافي وفلسفة التاريخ التي يقوم بها أتباع المركزية الأفريقية"، مضيفاً أن هذه الحركة "بدأت في القرن الماضي بهدف حسن النية، أي تثقيف الأميركيين من أصول أفريقية عن التاريخ الغني لغرب أفريقيا مثل الإمبراطورية العظمى في بنين وغانا ومالي"، معتبراً أن مصر، رغم كونها ضمن القارة الإفريقية، إلا أنها تنتمي لتصنيف انتروبولوجي وحضاري مختلف.
وأردف يوسف: "لذلك أنت تجد أشخاصاً مثل كيفن هارت والذي يؤمن بهذه النظريات ويدعي أن أجداده بنوا الأهرام، أنا آسف فأجدادك لديهم حضارة رائعة غربي أفريقيا، لكنهم لم يبنوا الأهرام".
وفيما قال مورغان أن التمثيل كمهنة لا ينبغي أن يتطلب مماثلة الممثل للدور الذي يلعبه، جندرياً وجنسياً وعرقياً، لأن عمل الممثل أن يمثل فقط... ردّ يوسف بأن المشكلة هي كون العمل وثائقياً، بمعنى أن الدقة التاريخية مطلوبة هنا أكثر من الأعمال الدرامية، إضافة إلى عدم حساسية "هوليوود" للتحيزات العرقية عندما يكون الحديث عن المصريين والشرق أوسطيين، بنفس حساسيتها تجاه "الأقليات" الأخرى.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها