السبت 2023/11/04

آخر تحديث: 13:13 (بيروت)

غزة: انهيار مراسل تلفزيوني وهو ينعي زميله القتيل

السبت 2023/11/04
غزة: انهيار مراسل تلفزيوني وهو ينعي زميله القتيل
سلمان البشير (AP)
increase حجم الخط decrease
يبدو أن نوبة الحزن التي أطلقها مراسل "تلفزيون فلسطين" سلمان البشير على الهواء مباشرة، كانت بمثابة انعكاس للمزاج العام في غزة. فمن القاعات المزدحمة بمستشفى "ناصر" جنوبي القطاع، كان البشير ينقل تقاريره في وقت متأخر عن موجات الجرحى والقتلى الفلسطينيين الذين يصلون المستشفى جراء القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع الساحلي.

أحد الضحايا، الذين تم نقلهم إلى مشرحة المستشفى مع 10 من أفراد عائلته، كان زميله المخضرم محمد أبو حطب (49 عاماً). وقبل ساعة واحدة فقط، كان أبو حطب بث تقريراً حياً عن الحرب بين إسرائيل و"حماس" من الموقع نفسه لصالح "تلفزيون فلسطين"، وهي شبكة مملوكة للسلطة الفلسطينية التي تتخذ من الضفة الغربية مقراً لها.

وأثناء البحث عن كلمات تصف ما تعنيه خسارة أبو حطب له وللشبكة، انهار البشير، وكان صوته يحمل حزناً وتعباً، عندما قال: "لا يمكننا أن نتحمل الأمر بعد الآن، نحن منهكون. سوف نقتل. واحداً تلو الآخر"، فيما انفجرت المذيعة التي تعمل في رام الله، على الشاشة باكية، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".

وكان البشير يشعر بالغضب عندما تحديث عن تجاهل العالم للخسائر الفادحة التي خلفتها الحرب على المدنيين في غزة. وقال: "لا أحد ينظر إلينا أو إلى حجم هذه الكارثة أو الجرائم التي نشهدها في غزة". وكان مازال ممسكاً بمايكروفونه، ثم خلع سترته الواقية من الرصاص التي تحمل كلمة "صحافة" وخلع خوذته.


وقال البشير وهو يلقي المعدات على الأرض: "سترات الحماية والخوذات هذه لا تحمينا. لا شيء يحمي الصحافيين. نفقد حياتنا بلا مبرر". وترددت كلماته، التي بثها "تلفزيون فلسطين" مباشرة، في جميع أنحاء وسائل التواصل الاجتماعي.

ومساء الخميس الماضي، قال صحافيو "تلفزيون فلسطين" أن أبو حطب، بعدما ختم عرض تقرير حي عن ارتفاع عدد القتلى في غزة، توجه إلى منزله القريب في خان يونس، حيث يعيش مع زوجته وأطفاله الستة وشقيقه وعائلة شقيقه. وفي طريقه تحدث الى مدير مكتب التلفزيون رأفت القدرة، الذي قال عنه: "كان احترافياً للغاية، كما هو حاله دائماً. في تلك المحادثة، كان يركز على ما سيقدمه في اليوم التالي، وكيف سنعمل".

وصباح الجمعة، قصفت غارة جوية إسرائيلية منزله، ما قضى على عائلة أبو حطب بالكامل، فيما لم تتضرر منازل جيرانه إلا بشكل محدود جراء الانفجار، فيما يبدو أنه استهداف مباشر له. وعندما سئل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت زعم أنه "ليس لديه علم بالتقارير" عن وفاة أبو حطب.

وتقول إسرائيل أنها تلاحق المسلحين وليس المدنيين، وتلقي باللوم على "حماس" في العمل في مناطق سكنية مكتظة بالسكان الذين يتم أخذهم كدروع بشرية. ويهدف الهجوم البري الإسرائيلي على شمال غزة، والذي بدأ قبل أسبوع، إلى إطاحة حكم "حماس" في غزة. وفي الوقت نفسه، استمرت الغارات الجوية في أنحاء المنطقة بلا هوادة.

وأصيب زملاء أبو حطب في "تلفزيون فلسطين"، حيث أمضى 26 عاماً في تقديم التقارير، بالصدمة يوم الجمعة. وتذكروه كرجل هادئ ولطيف كان يحضر الحمص محلي الصنع للصحافيين المنهكين الذين كانوا يخيمون خارج مستشفى "ناصر" خلال الحرب، حتى في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد الذي جعل من الصعب العثور على طعام وماء. وقال زملاؤه أنه عندما اندلعت الحرب لأول مرة، هرع إلى العمل ولم يتوقف عن العمل أبداً.

من جهته، قال ناصر أبو بكر، "نقيب الصحافيين الفلسطينيين" في رام الله وصديق أبو حطب القديم: "لقد كان على الهواء مباشرة طوال الوقت يغطي خان يونس ومدينته وشعبه والبسطاء". وكان أبو بكر قلقاً بعد محادثتهما الهاتفية الأخيرة في الليلة التي سبقت وفاته.،وقال أن أبو حطب بدا مرهقاً ومكتئباً.

وتذكر أبو بكر المحادثة الأخيرة: "قال لي: كل شيء فظيع. لا أعلم متى سأقتل". وقبل أن يغلق الخط، كان لأبو حطب طلب أخير: "من فضلك، من فضلك، ادعُ الله أن يحمينا".

وكان المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة "حماس" في عزة، قد تقدم "بالتعازي من الأسرة الصحافية الفلسطينية ومن الزملاء الصحفيين ومن عوائل الصحفيين وذويهم، كافة باستشهاد كوكبة من الإعلاميين والذي بلغ عددهم 46 صحافيا وصحافية، والذين استشهدوا خلال استهدافهم بشكل مباشر بصواريخ الاحتلال الإسرائيلي ومنهم استشهد جراء هدم منازلهم فوق رؤوسهم هم وعائلاتهم".

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي، أن "جرائم الاغتيال التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين عامة والصحافيين والإعلاميين بشكل خاص، تعكس دموية الاحتلال وإرهابه المنظم بحق الصحفيين الفلسطينيين، حيث القتل والاعتقال والتدمير الممنهج للمؤسسات الصحافية الفلسطينية ولمنازل الصحافيين بشكل متعمد، بهدف تغييب الرواية الفلسطينية التي تنقل مجازر الاحتلال وقتله للشعب الفلسطيني وإبادته وتهجيره".

وشدد المكتب على أن عمليات الاغتيال "يجب أن تدفعنا لملاحقة الاحتلال على ما ارتكبه من جرائم بحق الصحافيين الفلسطينيين وتقديمه للمحاكم الدولية كي لا يفلت من العقاب وحمل هذه الجرائم والملفات بحق الصحافيين والتي ترتقي لجرائم حرب وتقديمها لمحكمة الجنايات الدولية باعتبار أن الصحافيين الفلسطينيين محميون بموجب كافة القوانين الدولية".

وذكر المكتب الإعلامي الحكومي أن وحدة الرصد سجلت 46 شهيداً وشهيدة من الإعلاميين والصحافيين وهم:

1. الشهيد محمد الصالحي
2. الشهيد ابراهيم لافي
3. الشهيد محمد جرغون
4. الشهيد أسعد شملخ
5. الشهيد سعيد الطويل
6. الشهيد هشام النواجحة
7. الشهيد محمد أبو رزق
8. الشهيد عائد النجار
9. الشهيد محمد أبو مطر
10. الشهيد رجب النقيب
11. الشهيد أحمد شهاب
12. الشهيد عبد الرحمن شهاب
13. الشهيد حسام مبارك
14. الشهيد هاني المدهون
15. الشهيد عصام بهار
16. الشهيد محمد بعلوشة
17. الشهيد عبد الهادي حبيب
18. الشهيد علي سليمان
19. الشهيد أنس أبو شمالة
20. الشهيد سميح النادي
21. الشهيد خليل أبو عاذرة
22. الشهيد محمود أبو ظريفة
23. الشهيد محمد علي
24. الشهيدة إيمان العقيلي
25. الشهيد محمد لبد
26. الشهيد أحمد مسعود
27. الشهيد رشدي السراج
28. الشهيد محمد الحسني
29. الشهيد سائد حلبي
30. الشهيد جمال الفقعاوي
31. الشهيد أحمد أبو مهادي
32. الشهيد ياسر أبو ناموس
33. الشهيدة سلمى مخيمر
34. الشهيدة دعاء شرف
35. الشهيدة سلام ميمة
36. الشهيد ماجد كشكو
37. الشهيد عماد الوحيدي
38. الشهيد حذيفة النجار
39. الشهيد نظمي النديم
40. الشهيد مجد عرندس
*41. الشهيد اياد مطر
42. الشهيد محمد البياري
43. الشهيد محمد أبو حطب
44. الشهيد زاهر الأفغاني
45. الشهيد مصطفى النقيب
46. الشهيد هيثم حرارة





increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها