الأربعاء 2023/11/22

آخر تحديث: 15:38 (بيروت)

إسرائيل تشرعن اغتيال فرح وربيع.. وإعلامها يكشف النوايا الأمنية

الأربعاء 2023/11/22
إسرائيل تشرعن اغتيال فرح وربيع.. وإعلامها يكشف النوايا الأمنية
تشييع الشهيدين ربيع المعماري وفرح عمر أمام مبنى قناة "الميادين" (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
لم تغمض وسائل الإعلام العبرية عيونها عن واقعة استشهاد الصحافيَين اللبنانيين في قناة "الميادين"، فرح عمر وربيع المعماري، لكنها حاولت صراحة أن تُحمّل حزب الله المسؤولية، بحجة أنه صعّد وتيرة استهدافاته للعمق الإسرائيلي في اليومين الأخيرين.
وتحت عنوان "اليوم الأعنف"، قال مراسل التلفزيون الإسرائيلي المتواجد في الجانب الفلسطيني من الحدود مع لبنان، إن استهداف الصحافيين جرى خلال الرد الإسرائيلي على قصف حزب الله، في وقت سابق، لموقع عسكري "حساس" بصواريخ "بركان" واستخدام مسيّرات انتحارية ضد أهداف إسرائيلية، مشيراً إلى أنّ مقتلهما جرى في سياق رد إسرائيل "القوي" باستهداف سيارات ومواقع في مناطق متعددة في لبنان، بينها سيارة تواجد فيها نائب قائد "القسام" في لبنان مما أسفر عن اغتياله، وأيضاً استهدافات أخرى لعناصر "حزب الله" وبنيته العسكرية. 

وحاولت وسائل إعلام عبرية أخرى، تحميل الصحافيين أنفسهم المسؤولية، عبر الإيحاء تارة بوجودهم قرب مواقع "حزب الله"، وهو ما تدحضه الصور الموثقة من موقع استهدافهما، أو  اعتبارهما ذراعاً إعلامياً للحزب، في إطار مساعٍ إسرائيلية لشرعنة اغتيال الصحافيين وتحريف ما جرى، وصولًا إلى التملص من الجريمة عن قصد.

وبالرغم من أن المراسل الإسرائيلي لم يقل حرفياً إن الاحتلال اعتبر الصحافييين هدفين له بوصفهما عاملين في قناة تعدها إسرائيل مقربة من "حزب الله"، لكن ما يُفهم من سياق الاستهداف الإسرائيلي المتزامن مع حملة دعائية تستهدف كل شيء، وفي خضم إمعان إعلام إسرائيل ومسؤوليها في وصف "الميادين" أخيراً بـ"الناطقة بلسان حزب الله"، وليست فقط مقربة منه.. يدل على أن الاحتلال لم يخطئ فرح وعمر، كونه يتعامل مع كل صحافي لبناني أو فلسطيني بمثابة جندي يستحق الاغتيال كلما سنحت الفرصة. 

فالاستهداف جرى هذه المرة لصحافيين في "الميادين"، لكن رسالة الترهيب موجهة جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية للتوقف عن التغطية، أو قول شيء ضد إسرائيل، وصولاً الى وضع مراسل "المنار"، علي شعيب، في لائحة المستهدفين.. فإسرائيل تعتقد أنها في مرحلة "تستوجب" منها تحييد الإعلام كأولوية قبل أي هدف عسكري آخر.

الاستهداف..في خضم حملة دعائية
تحوز إسرائيل تكنولوجيا "عالية الدقة"، فتعرف جيداً مَن تستهدف، وكيف تحيّد الصحافيين من القصف، لكنها تعتبر استهدافهم بمثابة الوسيلة الوحيدة لترهيب الصحافيين من الوجود في الميدان ونقل ما يجري على الحدود، علّها تغلق عدسات الكاميرات وتُسكت الإعلام إلى أجل غير مسمى، بغض النظر عن مرجعية الصحافيين والقنوات التي يعملون فيها. 

وهذا ما دلّت عليه عملية مراقبة أمنية إسرائيلية مستمرة لمحتوى وسائل الإعلام العربية، خصوصاً الفلسطينية واللبنانية في خضم الحرب على قطاع غزة. مع العلم، أن واقعة استشهاد الصحافيين فرح وربيع، جاءت بعد أيام من تصاعد وتيرة التحريض الإسرائيلي على "الميادين" ومنع نشاطها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بدعوى أنها "ناطقة باسم حزب الله وتخدم رسائله". 

وقد عقد وزراء ومسؤولون إسرائيليون متخصصون في الأمن، جلسات متعددة لنقاش تغطيات الفضائيات العربية وتأثيرها في مسار المعركة الدائرة في غزة، أو ما تصفها تل أبيب بـ"حرب الاستنزاف" على الجبهة الشمالية مع لبنان.

إسرائيل تراقب ردود الأفعال
مع ذلك، لم تنسَ هيئة البث الإسرائيلية، أن تضيء على ردود الأفعال اللبنانية والعالمية، إثر واقعة استشهاد الصحافيين اللبنانيين، إذ أشارت إلى أنها تسببت بحزن كبير في لبنان، وغضب شديد على الصعيد السياسي والعسكري في الدولة اللبنانية، وأيضاً انتقادات من دول غربية. وهذا يتساوق مع اهتمام المؤسسة الرسمية في الدولة العبرية، بمراقبة ردود الأفعال اللبنانية والعالمية على استهداف الصحافيين.

وقالت وسائل إعلام عبرية إن "حزب الله" توعد بـ"ردّ حازم" بعد استهداف الصحافيين والمدنيين وعناصر له، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي زاد تأهّبه للساعات التالية مع تغيير الحزب لمعادلات الاستهداف وحرب الاستنزاف الدائرة في الجبهة الشمالية، من منطلق أن كل الاحتمالات والسيناريوهات قائمة.

الصحافيون..والمعادلات الجديدة
وهنا، برز تساؤل في كل نشرات الاخبار في محطات التلفزة العبرية خلال الساعات الأخيرة، وهو: هل تؤثر صفقة "الهدنة المؤقتة" في غزة، على مجريات الأمور في الجبهة الشمالية؟
وتباينت وجهات نظر المحللين العسكريين في إسرائيل، فبعضهم قال إن الصفقة غير ملزمة لحزب الله، وأن الأخير، على خلفية معادلاته الجديدة التي حددها بعد استهداف الصحافيين والمدنيين، لن يضع قيوداً على تصرفاته.

مع ذلك، أبدت تحليلات إسرائيلية أخرى أملها في أن تمكن هدنة غزة المؤقتة، من دفع حزب الله إلى ترتيب الأمور وتهدئة الأوضاع على الحدود.

أما الصحافي الإسرائيلي من أصول لبنانية، إيدي كوهين، فكعادته انتهز فرصة استهداف إسرائيل للصحافيين فرح وربيع، لمشاركة تغريدة في موقع "اكس"، تسخر من رد حزب الله وتهديده لإسرائيل بعد استشهاد صحافيين ومدنيين.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها