الأربعاء 2022/09/21

آخر تحديث: 20:48 (بيروت)

عون بعد ست سنوات: لا حليف إلا OTV

الأربعاء 2022/09/21
عون بعد ست سنوات: لا حليف إلا OTV
increase حجم الخط decrease
لا تُحتسب العهود الرئاسية بالسنوات، بل بالتغيرات التي تحدثها في تاريخ الدول، بالإنجازات. وهذا عهد الرئيس ميشال عون شارف على نهايته، ولا تبدو الأزمة اللبنانية التي انفجرت في عهده مُشرفة على الانتهاء. 
وبين مقولتي "تنذكر ما تنعاد" و"ستبكون بعد رحيل عون"، كان توصيف العهد في أسابيعه الأخيرة حاداً، على المستويات الشعبية والحزبية والتغطية الإعلامية. 

ولم يكن عون رئيساً جامعاً لكل اللبنانيين منذ أدائه القسم الرئاسي، وذلك على خلفية الانقسامات السياسية في البلاد، رغم أنه نال في السنوات الثلاث الماضية، تأييد البعض، مثل "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل"، قبل أن يخرجا ضده مع اندلاع حراك 17 تشرين.

المتغير الأساس كان في لحظة 17 تشرين 2019، إذ بات عون في عيون معارضيه، "مرشح حزب الله" للرئاسة، فيما السنوات الثلاث الأخيرة التي عاشها اللبنانيون مع انكشاف الانهيار وتسارعه، زادت نقمتهم على "العهد القوي". 

وفي الأسابيع الأخيرة لولاية عون الرئاسية، تمحورت تعليقات اللبنانيين حول الأزمات التي عايشوها في عهده. كدخول لبنان التاريخ من بوابة أكبر أزمة اقتصادية منذ 150 عاماً، وثالث أكبر انفجار غير نووي في العالم، وأكبر سرقة موصوفة لأموال المودعين في المصارف. أما خصومه في السياسة، فأطلقوا نعوتاً كررتها جماهيرهم في مواقع التواصل. 

عدّاد النهاية
وبات الاستحقاق الرئاسي الشغل الشاغل للصحافة. واستحدثت مواقع إخبارية معارضة، عدّاداً يحتفي بنهاية العهد، وركزت الصحافة الورقية والالكترونية على مآلات الاستحقاق الرئاسي، ومرحلة "ما بعد عون"، بينما تساءل محللون عن "بقاء الجمهورية". 

حيّد "تلفزيون لبنان" الرسمي نفسه عن توصيف الرئيس، واكتفى بتوصيف حياة "اللبنانيين الغارقين في درك سحيق والمكتوين بذل العيش".. علماً أن موظفي التلفزيون أنفسهم، إلى جانب زملائهم في الوكالة الوطنية للإعلام، خاضوا إضرابات وعبّروا بطرق شتى عن احتجاجهم على ما آلت إليه رواتبهم في ظل الانهيار وعلى بدلات النقل، وغيرها من الأزمات التي يعانونها في وظائفهم. أما باقي القنوات اللبنانية، فكل وفق سياستها التحريرية تقارب الاستحقاق، الذي يأخذ حيزاً كبيراً من التغطية. 

وسلطت تقارير تلفزيونية عديدة على الفراغ الحكومي الذي شهده العهد، فقد استحدثت قناة mtv تقارير إخبارية يومية تحت عنوان "الاستحقاق الرئاسي"، وأخرى تحت عنوان "عهود ورئاسات"، وواكبت الأولى تطورات الاستحقاق الحالي، وسلطت الثانية الضوء على عهود رئاسية مضت، لم تخل رسائلها من الغمز السياسي، كختام تقرير عن الرئيس فؤاد شهاب بالقول: "اللبنانيون يترحمون على عهده". 

قناة LBCI  بدورها، استحدثت سلسلة تقارير بعنوان "إلى رئاسة الجمهورية"، حذرت في أحدها من خطر الفراغ الرئاسي "الكارثي"، وذكرت في تقرير آخر، أن البلاد لا تحتمل فراغاً مشابهاً كالذي تلا عهد ميشال سليمان، يوم كان الناتج المحلي 51 مليار دولار، بينما هو اليوم 18 مليار فقط، ويوم كان سعر صرف الدولار 1500 ليرة، وليس 33 ألف ليرة، فيما احتياطي مصرف لبنان اليوم 9 مليارات دولار فقط. 

قناة "الجديد" بدورها، بدأت مجموعة تقارير، بعنوان "طريق القصر"، لتضيء على مرشحين رئاسيين محتملين، فيما أضاءت في أحد تقاريرها على تجربة عون، خاتمة إياه بالقول: "وحدهم من لا يعتبرون من أخطاء الماضي مكتوب عليهم تكرارها"، وهي تغمز من قناة حكومة عون العسكرية قبل اتفاق الطائف.

أما قناة nbn، فغالباً ما جاء قصفها للعهد على شكل اقتباس في مقدمات نشراتها الإخبارية لكلام الرئيس نبيه بري، فيما قناة "المنار" أوحت في مقدمة نشرتها، الأسبوع الماضي، بدفع "حزب الله" نحو حكومة تنفي حجة عون بالشغور، وهي "السبيل الى حكومة مكتملة المواصفات في غياهب المماطلة والمزايدات".

أما قناة otv، فلطالما بيضت صفحة العهد بحجة تقليص صلاحياته، منزهة إياه عن المنظومة، كونها قناة "النيار الوطني الحر" بالطبع. فجوهر الأزمة عندها "لا يعود بطبيعة الحال الى السنوات الست الأخيرة، بل إلى 32 عاماً على الأقل، اي منذ إقرار التعديلات الدستورية المنبثقة عن وثيقة الطائف". وبعد دخول لبنان المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد، قسمت المحطة السياسيين إلى فئتين: "فئة تسعى لتفادي الوقوع في الشغور الرئاسي، وعلى رأسها جبران باسيل، وفئة تبحث عن توتير وتحريض عوض الحلول"، في هجوم متكرر في مقدمات نشراتها أخيراً على جعجع، كمرشح محتمل للرئاسة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها