الثلاثاء 2022/08/16

آخر تحديث: 13:06 (بيروت)

كرنفال مرميتا: النظام يروج للحياة الطبيعية.. ومسيحيون يرونه شعوذة!

الثلاثاء 2022/08/16
كرنفال مرميتا: النظام يروج للحياة الطبيعية.. ومسيحيون يرونه شعوذة!
increase حجم الخط decrease

شارك المئات من السكان والمغتربين السوريين في النسخة الخامسة والأربعين من كرنفال مرمريتا الذي انطلق في حمص. وارتدى المشاركون ملابس مفعمة بالألوان وقادوا سيارات وشاحنات مزينة، وتجولوا في شوارع المدينة التي مزقتها الحرب.

وانطلق الكرنفال للمرة الاولى قبل 45 عاماً كحدث ترفيهي من أجل السكان المحليين في المدينة، لكنه سرعان ما اكتسب شهرة واسعة. وقال زاهر يازجي، المنسق العام للكرنفال لوكالة "رويترز": "بداية كان الهدف منه ظاهرة احتفالية، فرح لأهالي البلدة، بعدها اكتشفنا أنه يحرك العجلة الاقتصادية للمنطقة كلها وصار يستقطب المغتربين" مضيفاً أن الكرنفال يستضيف "أهم الحفلات على مستوى الوطن العربي" حسب تعبيره.

وخلال النصف الأول من الشهر الجاري، تعاون خبراء التجميل والخياطون وأصحاب الأعمال الآخرين معا من أجل إقامة هذا الكرنفال. وانتشرت صور في مواقع التواصل تظهر أزياء تنكرية وألواناً صاخبة. وتم نقل الصورة في الإعلام الرسمي وشبه الرسمي على أنه "انتصار على الإرهاب" و"عودة للحياة الطبيعية".



لكن تلك الدعاية تبقى مضللة، لأن الكرنفال لا يعكس واقع الحياة اليومية في الداخل السوري، حيث الفقر والبؤس الاقتصادي وانعدام الخدمات وغياب أي حضور لمؤسسات الدولة. وفيما يعيش أكثر من 85% من السوريين تحت خط الفقر، باتت جرائم القتل والخطف منتشرة ولا يمر أسبوع من دون حوادث من هذا النوع، كان آخرها حادثة قتل الطفلة جوى استنبولي (4 أعوام) قبل أيام بشكل مروع من دون الكشف عن أي تفاصيل بشأنها.

ويقام الكرنفال السنوي، الذي توقف بين العامين 2011 و2015 في مناسبة ذكرى انتقال العذراء. وظهرت موجة من السخرية من المشاركين به، على أساس ديني بشكل يظهر مدى الشرخ الكائن في المجتمع السوري والذي لم تتسبب الحرب السورية به بقدر ما ساهمت في إظهاره للعيان فقط، حيث فشل النظام السوري، عن عمد على الأغلب، في خلق هوية وطنية مقابل هويات طائفية متصارعة في ما بينها يتحكم بها عبر عقد تحالفات مع مفاصل تلك الطوائف من رجال الدين ورجال الأعمال.

واللافت أن مجموعة من الصفحات المسيحية في سوريا عبرت هذا العام عن امتعاض واستياء من الكرنفال بوصفه "شعوذة" وطقوساً غربية مسيئة للديانة المسيحية، ورأت تلك الصفحات أن ما يحدث في البلاد هو "هرطقة" و"ابتعاد" عن تعاليم الدين الصحيحة، حسب وصفهم.

وبعض المسيحيين الذين يعتمد عليهم النظام السوري في دعايته للترويج للانفتاح في البلاد ووجود العلمانية، يقدمون أفكاراً محافظة بدورهم، تنتقد ملابس النساء وأجواء الفرح، وتدعو للالتزام بالتقاليد. وفي بعض الصفحات مثل "جنود المسيح" على سبيل المثال، يلاحظ وجود مزيد من تلك الأفكار التي تتجاوز التبشير نحو تمجيد العنف أيضاً على أساس ديني.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها