الثلاثاء 2022/08/16

آخر تحديث: 13:08 (بيروت)

إعلام النظام السوري يتجاهل خبر الاعتداء على سلمان رشدي

الثلاثاء 2022/08/16
إعلام النظام السوري يتجاهل خبر الاعتداء على سلمان رشدي
increase حجم الخط decrease
في العالم الوردي الذي يعيش فيه إعلام النظام السوري، حيث تزقزق العصافير وتشرق الشمس وتتكاثر البطاريق، لا وجود للكاتب البريطاني سلمان رشدي الذي تعرض لاعتداء وحشي في نيويورك قبل أيام، كاد أن يودي بحياته.

وغابت أي معلومات عن رشدي، حتى بصورة أخبار عابرة في نشرات الأخبار والصحف الرسمية والإذاعات شبه الرسمية، تماماً. ولم يتم حتى كتابة مواد رأي عن رعاية الغرب لرموز الليبرالية الحديثة الشريرة التي تستهدف تخريب قيم الشعوب فكرياً، وهي عبارات يستخدمها الإعلام الرسمي في الحوادث المشابهة التي تلعب دور البطولة فيها صحف أو شخصيات ناقدة للإسلام، مثل مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية على سبيل المثال.

النظام السوري وجد نفسه في ورطة وجودية، فهو من جهة يدعي العلمانية ويعادي الأصولية الإسلامية التي يرعاها في واقع الأمر، ومن جهة هو حليف للنظام الإيراني الذي احتفلت صحفه وموالوه بالحادثة عطفاً على إصدار فتوى هدر دم رشدي العام 1989 من قبل مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني ما مهد للاعتداء عليه من قبل موال لحزب الله ومتعاطف مع إيران في مدينة نيويورك الاسبوع الماضي، أي بعد 33 عاماً. واختار بالتالي التعامل مع الخبر الذي تصدر وسائل الإعلام في الكوكب، على أنه لم يحدث أصلاً.

الخبر الوحيد الذي يمكن رصده في الإعلام السوري الموالي، كان في موقع "سناك سوري" الذي نشر خبراً بعنوان "مثقفو سوريا أدانوا إهدار دم سلمان رشدي قبل عقود" في إشارة إلى بيان نشر قبل عقود عارض فتوى الخميني ووقعه مثقفون سوريون حينها، من أجل القول على ما يبدو أن سوريا لطالما كانت دولة منفتحة وعلمانية قبل أن تغيرها الثورة الإسلامية.

ولم يتضمن الخبر أي إشارة للعلاقة الوثيقة بين دمشق وطهران أو أن عدداً كبيراً من الموقعين على البيان هم أصلاً من المعارضين الذين قمعهم نظام الأسد بالملاحقة والترهيب والاعتقال والقتل والنفي. ويتم تعميم بيانهم على المشهد الثقافي السوري كجهد لتلميع صورة النظام مثلما هو معتاد في الموقع.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها