الخميس 2022/05/19

آخر تحديث: 19:08 (بيروت)

النواب التغييريون.. لماذا خيّب بعضهم آمال الناخبين؟

الخميس 2022/05/19
النواب التغييريون.. لماذا خيّب بعضهم آمال الناخبين؟
increase حجم الخط decrease
يتعرّض "نواب التغيير" الذين فازوا في الانتخابات النيابية، لانتقادات عديدة في مواقع التواصل الاجتماعي. هذه الحملات التي تطاولهم لا تقتصر فقط على أنصار أحزاب السلطة الحاكمة، بل تتعداهم إلى الناشطين المعارضين للسلطة، إذ يبدو أن نجاح هؤلاء النواب شكّل لهم نوعاً من خيبة الأمل، وذلك بعد انتشار عدد من التصريحات والمواقف التي أدلى بها النواب التغييريون قبل انتخابهم أو بعده. 
فقد انتشر فيديو للنائب عن المقعد العلوي في طرابلس، فراس السلوم، يحتفل فيه بفوزه بالمقعد النيابي على وقع أغان للرئيس السوري بشار الأسد، ما شكّل صدمة لدى زملائه في لائحة "التغيير الحقيقي"، فيما صدر بيان عن "الجماعة الإسلامية" في طرابلس والتي ترشحت في اللائحة نفسها مع سلوم، أعلنت فيه البراءة من سلوم وطالبته بالاستقالة. 

في المقلب الآخر، فإن الفائزة عن مقعد الأقليات في دائرة بيروت الأولى، سينتيا زرازير، كانت قد كتبت تغريدة تعود إلى العام 2016، طالبت فيها بإبادة الشعب السوري، ما عرّضها لانتقادات عديدة باعتبارها مرشحة في لائحة بولا يعقوبيان والمجتمع المدني المعروف بمواقفه المناهضة للعنصرية اللبنانية تجاه الشعب السوري. وإن كانت زرازير قد قدمت اعتذاراً علنياً عن هذا الموقف، قبل الانتخابات، وهي التي عانت كثيراً من الوصاية السورية على لبنان في الماضي.. إلا أن كثيرين بدوا غير مصدّقين لأصالة هذا الاعتذار، وكثر لم يهتموا بمعرفة ما جاء فيه، معتبرين أنه، مهما كانت الصعاب التي قد يتعرض لها المرء، فهو إن لم يكن عنصرياً في عُمقه، يستحيل أن يدلي بمثل هذه العبارات.

معروفة أيضاً المعارك المريرة التي خاضها المجتمع المدني والتغييريون في سبيل تشريع الزواج المدني الاختياري، والمطالبة بقانون موحد للأحوال الشخصية، وفصل الدين عن الدولة، إلا أن المرشح عن المقعد السني في دائرة البقاع الثانية، ياسين ياسين، المحسوب على التغييريين، كان قد صرّح بشكل واضح أنه لن يصوت لصالح الزواج المدني ولا لأي قانون منافٍ للشريعة الإسلامية، ما شكّل خيبة أمل للعديد من الناشطين في المجتمع المدني. 
وتصريح ياسين ياسين الذي أطلقه في 16 أيار، ينتاقض مع تصريح سابق له عبر قناة "أم تي في"، يعود إلى 27 نيسان، يدعم فيه الزواج المدني الاختياري.

وكان الكثير من الناخبين الذين صبّوا أصواتهم لصالح اللوائح التغييرية، ينتظرون موقفاً واضحاً ومعارضاً لسلاح حزب الله، وأن يقوم النواب الجدد بالعمل لحصر السلاح في يد الدولة على جميع الأراضي اللبنانية. إلا أن بعض هؤلاء الناخبين أصيبوا بخيبة أمل، بعد تصريحات الفائز عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة الجنوب الثالثة، إلياس جرادة، إثر إجاباته الدبلوماسية التي اعتُبرت رمادية بشأن السلاح، مطالبين بمواقف أقوى، متناسين أن جرادة كان أسيراً سابقاً لدى العدو الإسرائيلي، وأن موقفه له خصوصية تختلف عن المرشحين التغييريين في الشمال وبيروت. 
كذلك كانت للعديد من النواب الفائزين، مواقف رمادية من سلاح الحزب، إثر مطالبة البعض بتحييد الحديث عنه إلى حين التوصل إلى اتفاقيات إقليمية بخصوصه، والإقرار، بالتالي، بعجز لبناني عن مواجهته.

وجاهر ياسين ياسين، بدوره، بأنه ضد زواج المثليين وحقوقهم، ووكان موقفه غامضاً بشأن الزواج المدني، فيما يتهم ناشطون النائب وضاح الصادق بأنه مدافع عن المصارف اللبنانية.
المشكلة مع النواب التغييريين هي أنهم عبارة عن أفراد، ليسوا أحزاباً لديها مبادئ وإيديولوجيا صارمة وواضحة تُلزم منتسبيها عبر العمل السياسي الطويل، كما لا يستطيع المواطن، مهما دأب، أن يمحص في تاريخ وأفكار كل منهم.. وبالتالي، لن يستطيع التنبؤ بميولهم المستقبلية وقراراتهم. والمطلوب من النواب التغييريين الجدد، ومن المعارضة بشكل عام، أن تتمأسس وتشكل أحزاباً أو كيانات سياسية أو كتلاً برلمانية على الأقل ذات عناوين واضحة تنال ثقة الجمهور بغض النظر عن الأفكار الشخصية لمرشحيها. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها