الجمعة 2022/04/15

آخر تحديث: 14:52 (بيروت)

فؤاد حميرة لـ"المدن": رشا شربتجي سرقت مسلسلي.. وهذه الأدلّة

الجمعة 2022/04/15
فؤاد حميرة لـ"المدن": رشا شربتجي سرقت مسلسلي.. وهذه الأدلّة
increase حجم الخط decrease
أثارت تصريحات الكاتب السوري فؤاد حميرة، الذي غاب عن الدراما السورية المحلية منذ اعتقلته قوات النظام العام 2013، موجة من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، بقوله أن مسلسل "كسر عضم" الذي مازال عرضه مستمراً، مسروق من مسلسل "حياة مالحة" الذي كتبه في وقتٍ سابق.


ودعم حميرة تصريحاته النارية، بنشر مجموعة من الوثائق التي تثبت بالفعل سرقة العمل، منها ورقة من نص "كسر عضم" نسي الكاتب الجديد تغيير أسماء الشخصيات الرئيسية فيها، لتبقى آثار حميرة موجودة بشكل واضح. إضافةً إلى نشره شهادات من فنانين وعاملين في الوسط الفني تؤكد سرقة العمل، أبرزها شهادة من المخرج والممثل السوري سيف الدين السبيعي، الذي أكد ان العمل عُرض عليه بعدما طرأ عليها العديد من التعديلات.

وأوضح حميرة في حديث مع "المدن" تفاصيل القصة: "بعتُ مسلسل حياة مالحة العام 2011 لشركة كلاكيت المملوكة لإياد نجار، الذي أوكل مهمة الإخراج لرشا شربتجي. حينذاك كانت شربتجي تمتلك 400 صفحة من نص العمل، ولم تحصل على النص كاملاً بسبب تركها للمشروع وتوجهها نحو مشروع آخر بعد اندلاع الثورة السورية، إذ تهرب عدد من الممثلين من الاشتراك في العمل، كونه معارضاً للنظام. جرى اجتماع في مكتب نجار، مع عدد من الممثلين، وهم شاهدون على ما حصل حينها، من بينهم الفنانة سمر سامي. حينها انسحب الممثل زهير رمضان من الاجتماع رافضاً الاشتراك في عمل ضد النظام، فيما تحجج البعض بأن الوقت حساس وغير مناسب لتقديم العمل، خصوصاً أن العمل ينتهي بمشهد لتظاهرة ضد الدولة والظلم والفساد".

وأضاف حميرة: "بعدما نشرت القصة في مواقع التواصل الاجتماعي، راسلتني المخرجة رشا شربتجي التي بدت مصممة على أن نص "كسر عضم" غير مسروق، وذكرت بأنه من المستحيل أن تقبل بأي سرقة من هذا النوع، وقالت لي بأنها ستنشر أوراق النص الذي تملكه، أي الـ400 صفحة، وستنكر أنني أكملت العمل، وهو ادعاء كاذب منها لأن العمل كان مباعاً لشركة عماد ضحية وكان مكتملاً، كما تقول أنني لم أكتب أي عمل فني بعد مسلسل "غزلان في غابة الذئاب" الذي قامت هي بإخراجه، رغم أني في الواقع كتبت بعده أعمالاً كثيرة، منها "الحصرم الشامي" و"شتاء ساخن" و"ممرات ضيقة"، وهي مسلسلات يبدو أن رشا شربتجي لا تعتبرها مشاريع فنية".

وعن الخطوط المتشابهة بين "كسر عضم" و"حياة مالحة"، يعلّق حميرة: "النص عمره 11 سنة، وينتهي العمل بمشهد لأول تظاهرة تقوم ضد الظلم والفساد، حيث يرفض الناس السكوت عن الظلم. ويجب أن ننوه بأن الثورة السورية لم تكن قد اندلعت بعد على أرض الواقع حين كتبت النص الذي يتحدث عن مسؤول كبير مصاب بفيروس الإيدر يدعى أبو جرير، ويقوم بفعل المستحيل كي لا يعلم أحد بإصابته، وليستطيع الحفاظ على صورته ومكانته، ولا يشعر بالهزيمة وقربه من الموت. وتتحول علاقته مع الناس إلى علاقة قائمة على خوف متبادل، فهو دائماً يخاف انكشاف حقيقته، والناس يخافون جبروته وسلطته. ابنه جرير، يمتلك مؤسسة إعلامية، يتقرب عبرها من المثقفين والفنانين، ويحاول أن يبرز نفسه كشخص مثقف وليبرالي، وعندما تتعرض مصالح أبيه للخطر، يتخلى عن قناعه الأخلاقي، ويتفوق بتشبيحه وجبروته على أبيه".

ويكمل حميرة: "المسؤول أبو جرير ينقل فيروس الإيدز إلى زوجته السابقة، وهو تجمعه علاقة قوية بأخويها اللذين يدعمانه بالسلطة، وتربطهم علاقات فساد قوية، لذلك يصمتان عندما يعلمان بأنه نقل الفيروس لأختهما، كما أنه متزوج من ابنة سائقه في السر. هذه الخطوط الدرامية موجودة بالكامل في "كسر عضم"، لكن تم قذفها 11 سنة إلى الأمام، ويمكن للمشاهد أن يلاحظ أن العمل يحتوي على روح الكتابة ذاتها الموجودة في مسلسل "غزلان في غابة الذئاب" لأن الكاتب واحد. وعند متابعة المسلسل، نرى الخلل فيه، تحديداً في البنية الدرامية وبالأخص الشخصيات، لأن بعض الأحداث في القمم وأخرى في الأرض، بسبب إقحام الكاتب الجديد شخصيات جديدة خلطها مع الشخصيات الأساسية الموجودة في النص الأصلي".

ويبدو أن هذه لم تكن المحاولة الأولى لإعادة كتابة نص "حياة مالحة" من دون الاستعانة بالكاتب الأصلي أو استئذانه. يقول حميرة: "نشب بيني وبين المنتج إياد نجار خلاف في منزل رشا شربتجي، وحصلت بيننا قطيعة. بعد فترة من الزمن، أرسل النص إلى الكاتب سامر رضوان لتعديله، لكن الأخير رفض تعديل نص كتبه فؤاد حميرة، وحينها رشا شربتجي لم تُبد أي اعتراض، علماً أن إرسال النص لكاتب ثان هو بمثابة طعنة في قدرات الكاتب الأصلي".

وحول حقوق نشر النص، قال حميرة: "لا حقوق نشر في سوريا، عندما يتم بيع النصوص لشركات الإنتاج في سوريا، يفقد الكاتب أي حقوق في النص، فتكون للشركة حرية الحذف والتعديل. الدراما في سوريا صعدت على أيدي الكتّاب، وليس المخرجين، فالمشاهد يريد أن يرى الحكاية ولا تهمه حركة الكاميرا وكيفية تقطيع المشاهد".

وربما يكون أسوأ ما في الأمر، الطريقة التي تم بها ترويج العمل، حيث راحت الصفحات السورية المتخصصة في الدراما تروج بأن شربتجي، بمسلسلها الجديد، تدعم المواهب الشابة، وراحت منصات مثل "إي تي سيريا" تبالغ في الترويج للمسلسل وكاتبه علي صالح، الذي يُعتبر "كسر عضم" أول نص تلفزيوني يكتبه. ويعلق حميرة: "هذا الكاتب كان ملتحقاً بورشة لكتابة السيناريو لدى الكاتبة رانيا الجبال، هل يتذكر الجمهور أي نص لرانيا الجبال؟ وكيف يمكن أن تنتج ورشتها كاتباً لديه مثل هذا النص؟".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها