على الرغم من تنصل "حزب الله" رسمياً من مسؤوليته عن الإشكال الذي حصل مع دورية اليونيفل في قرية العاقبية جنوبي لبنان، والذي أدى إلى مقتل عنصر في اليونيفل وجرح آخرين بعد انقلاب آليتهم إثر تعرضها لإطلاق نار، إلا أن ما يُستشف من إعلاميين تابعين لحزب الله وتغريداتهم في مواقع التواصل هو أن للحزب يداً في الإشكال، وعبره يحاول الحزب إيصال عدد من الرسائل إلى القوات الدولية العاملة في لبنان ومَن خلفها في المجتمع الدولي.
تقدم مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في "حزب الله"، وفيق صفا، في تصريح لوكالة "رويترز"، بالتعازي من قوات اليونيفل، معتبراً أن الإشكال وقع بين الأهالي وجنود القوات الدولية، من دون أن تكون له خلفيات سياسية أو أمنية، مطالباً بترك المجال للأجهزة الأمنية للتحقيق في الحادث، وعدم إقحام الحزب. إلا أن إعلاميين مقربين من الحزب وضعوا الأمر في سياق آخر. فالإشكال ليس فردياً، كما أوحى البعض، والموضوع ليس سائق سيارة تابعة لليونيفل أدى تهوره لدهس أحد المواطنين ما استتبع رد فعل من الأهالي. بل اعتبر هؤلاء أن قوات اليونيفل دخلت منطقة خارج نطاق عملها، معتبرين أن هذا الأمر ليس بريئاً إنما هو مقصود لأهداف أمنية تتعلق بالتجسس، بحسب تغريدات مقربين من الحزب.
ويكمن الخلاف بين "حزب الله" وقوات اليونيفل في أن قرار مجلس الأمن الأخير القاضي بالتجديد للقوات الدولية لعام إضافي، أصر على أن هذه القوات لا تحتاج إلى إذن مسبق للقيام بمهامها، ولها حرية الحركة ضمن مناطق عملها، وهو ما يعارضه حزب الله.
معارضون لحزب الله انتقدوا تصرفاته، واستخدامه للأهالي في سياق هجومه على القوات الدولية، والتلطي خلفهم لتحقيق أهداف سياسية، حيث أن الإشكالات بين الحزب واليونيفل تعود إلى بدء وجود هذه القوات على الأراضي اللبنانية ويستعمل الحزب الأسلوب نفسه لمهاجمتها.
حجم الخط
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها