الثلاثاء 2022/11/22

آخر تحديث: 20:10 (بيروت)

"صالون زهرة 2".. من أين أتى كل هؤلاء الرجال؟

الثلاثاء 2022/11/22
"صالون زهرة 2".. من أين أتى كل هؤلاء الرجال؟
صارت "زهرة" مطيعة لزوجها وتخشى أن تسرقه امرأة أخرى
increase حجم الخط decrease
فشلت أولى حلقات الجزء الثاني من مسلسل "صالون زهرة"، بإيجاد خيط يصلها بشكل جيد بالجزء السابق الذي حقق نجاحات كبيرة، بعدما أغلقت الحكاية تماماً مع نهاية الجزء الأول.

عوامل عديدة ساهمت في فشل الجزء الجديد، أبرزها السيناريو السطحي والحبكات الخيالية، ففي بعض اللحظات يشعر المشاهد أنه في مسلسل مخصص للأطفال؛ إذ تبدو الحوارات والأحداث أشبه بتلك التي تظهر في أفلام الكرتون، حيث تبدو الأحداث غير منطقية على الإطلاق وتُخلق فجأة من العدم.

يبدأ المسلسل بافتتاح "زهرة" (نادين نجيم) صالون حلاقة رجالي الى جانب صالونها النسائي، ويظهر الرجال بالمئات يصطفون في طوابير لزيارة صالونها. وعدا عن كون البداية فاقعة وغير منطقية، فإنها أيضاً تنسف في لحظات كل الهالة التي تم بناؤها في الجزء الماضي لشخصية "زهرة"، ومكانتها وما كانت تمثله في حارتها.

فـ"زهرة" كانت مكروهة من قبل رجال حيّها، ومن المفترض أن الحي الذي تقطنه هو حي شعبي يشعر فيه الرجال بأنهم أوصياء على النساء؛ وذلك ما كان يميز "زهرة" التي كانت طوال الوقت تواجه المفاهيم الاجتماعية القائمة، وهو الأمر الذي كان يحدد آلية سير الخط الدرامي الرئيسي بالعمل ويصعّب المهمة على "أنس" (معتصم النهار) في الوصول لصالون زهرة واقتحامه.. فكيف تغير الحال هكذا؟ ومن أين تأتي كل هذه الطوابير؟ 


أحداث الجزء الجديد تتراكب بطريقة سطحية ورديئة، لتبرر عودة "أنس" إلى تجارة المخدرات فقط! ففي افتتاح صالون "زهرة" الجديد، الذي سمّته "موس وشفرة"، يقوم "أنس" بتوزيع الأراكيل على أهالي الحي ويكتشف في ما بعد أن تلك الأراكيل كانت تحتوي على مخدرات وأن عليه العمل لسداد ثمنها. 

تصوير مشاهد تعاطي أهالي الحي للمخدرات، خلال حفلة الافتتاح، أقل ما يقل عنه أنه مثير للغثيان، فهي عبارة عن تهريج متواصل على أنغام مقاطع من الأغاني الشعبية الرائجة، ليبدو المشهد وكأننا نشاهد مقاطع هزلية للهواة على تطبيق "تيك توك"، لكنها أطول وأثقل ظلاً.

إضافة إلى كون السيناريو سيئاً، فإن أداء الممثلين الرئيسيين (نادين نجيم ومعتصم النهار) متراجع بشكل كبير، وتتفاقم المشكلة بشكل أكبر مع الشخصيات الثانوية، التي تأخذ قصصهم مساحة أكبر في هذا الجزء، كشخصية "لينا" (لين غرة) و"زيكو" (حسين مقدم) و"فادي" (جنيد زين الدين)، الذين تأخذ شخصياتهم مساحة أكبر من دون وجود مبرر درامي لذلك، ورغم فشلهم بتقديم أي ملامح لشخصيات جيدة. وذلك يأتي على حساب الشخصيات الجديدة الجيدة، التي تبدو الأمر الوحيد المثير بالعمل ككل، لا سيما شخصيتي "أم أنس" التي تؤديها سامية الجزائري، وخالته التي تؤديها هدى الشعراوي؛ اللتين تمكنتا من إضافة الكثير عند دخولهم إلى المسلسل بعد ساعات من الفراغ الدرامي المقنّع بالتهريج. 

الغريب في الأمر أن النص يبدو رديئاً حتى في مشاهد سامية الجزائري وهدى الشعراوي، لكن يبدو أن الممثل الجيد قد يتغلب أحياناً على رداءة النص.

تفقد الشخصيات الرئيسة في الجزء الثاني من المسلسل هويتها تماماً، وكأنها شخصيات مختلفة عن تلك التي شاهدناها في الجزء الماضي؛ فشخصية "زهرة"، على سبيل المثال، كانت  شخصية مستقلة ترفض أي شكل من أشكال الوصاية التي يفرضها الرجال وترفض الخضوع لهم، وكانت تنشر بعض الأفكار النسوية. 

في هذا الجزء تصبح النقيض تماماً عن الصورة التي كانت عليها؛ حيث تحولت فجأة إلى صورة نمطية عن المرأة المتزوجة الخاضعة لسلطة زوجها بالكامل، وتخاف أن تعصى أوامره وتلاحقه خوفاً من أن تخطفه منها نساء أخريات؛ لتتحول فجأة إلى نسخة عن شخصية جارتها "هنادي"، التي تربطها بها علاقة عداوة دائمة وكانت تشكل وجه النقيض عنها.

وبالإضافة للمشكلات الكثيرة التي ظهرت بالحلقات الأربع الأولى، فهناك مشكلة إضافية قد تؤثر سلباً في مشاهدات ما تبقى من الحلقات العشر (التي تصدر تباعاً، بمعدل حلقتين كل أسبوع)، وهي مشكلة تتعلق بتوقيت العرض، الذي تتزامن حلقاته المقبلة مع بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي تخطف اهتمام المشاهدين في كل أنحاء العالم، والتي ستجعل أعداد المشاهدات تتناقص في الحلقات المقبلة، خاصةً أن أحداث المسلسل غير مشوقة على الإطلاق ومكشوفة ولا تثير الفضول، ومن الصعب أن تشوّق الجمهور لانتظار المسلسل من أسبوع للآخر، حتى لو لم يكن هناك بديل، فكيف سيكون الوضع في زحمة كأس العالم وأخباره؟

لكن الآراء السلبية التي بدأت تنتشر حول المسلسل لن تؤثر في عجلة إنتاجه؛ فربما سنشهد جزءاً ثالثاً منه، خصوصاً بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المنتج صادق الصباح عقب خلاف سيرين عبد النور ونادين نسيب نجيم، إذ قال إن نجيم هي من أعمدة الشركة الثلاثة، إلى جانب تيم حسن وقصي خولي؛ لتؤكد هذه التصريحات أن مسألة إنتاج جزء جديد هي مسألة وقت ليس إلا.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها