ما هو وسام "أميّة" الذي منحه الأسد لنجاح العطار؟

وظهر الأسد مع زوجته أسماء، وهما يمسكان بيدي العطار (87 عاماً) ويساعدانها على السير، قبل "تكريمها" بالوسام الذي قال الأسد أنه "لا يمنح صاحب الإنجاز زيادة في مكانته، أو مجرد تقدير لما قام به لأن أهمية الوسام تأتي من حامله أولاً، وبالرسالة التي يحملها ثانياً"، مضيفاً أن سوريا "تفخر بتكريم قاماتها الذين أعطوا وطنهم من غزير إنتاجهم ومبادئهم على مدى عقود وأجيال، فيصبح التكريم هنا مناسبة وطنية بامتياز".



ومع المنشورات الكثيرة التي تساءلت عن الوسام الذي لم يسمع به أحد من قبل، قال موقع "التاريخ السوري المعاصر" الذي يوثق تاريخ البلاد المعاصر، إن الوسام أقرّه المرسوم الاشتراعي رقم 49 في تموز/يوليو 1934، والمرسوم الاشتراعي رقم 117 في آذار/مارس 1935. ويُمنح الوسام لشخص قدّم خدمات كبرى لبلده، بصرف النظر عن كونها عسكرية أم مدنية، ويعتبر من أرفع الأوسمة السورية، كما يمكن منحه للأجانب، وله درجات.

ويأتي الوسام بشكلين، أحدهما وسام فقط، والآخر يتكون من نجمة ثمانية ذات خطوط، مغطاة بالمينا الأخضر والأبيض ومزينة بنقوش عربية تتوسطها كلمة "أميّة". هذه الكلمة أيضاً محاطة بثلاث نجوم صغيرة، إلى جانب كتابة اسم صانع الوسام على الجانب الخلفي منه "توفيق بشاي".

وللوسام ثلاث درجات، الأولى باسم "ذي الوشاح"، ويحمل أصحابه رصيعة على يسار صدورهم، ويتشحون بوشاح حريري مموج بالأخضر والأبيض، ويعلق الوسام في نهايته. أما الدرجة الثانية، وهي التي نالتها العطار، فهو الوسام "ذو الرصيعة"، ويعلق أصحابه الرصيعة على يمين صدورهم، بينما يعلقون الوسام بشريط حريري يوضع حول الرقبة. والدرجة الثالثة هو الوسام "ذو العقد"، ويتكون من الفضة، وقطره 63.5 مم من أبعد نقطتين فيه.

ويكون رئيس الجمهورية رئيساً لجوقة الوسام، ويصدر مرسوماً لمنحه، وأسباب منحه، وكيفية حمله. ويعتبر حامل الوسام عضواً في جوقته طوال حياته، ولا يجوز لأحد حمل الوسام "ذا الرصيعة" ما لم يكن حاملاً لهذا الوسام منذ ثلاث سنوات على الأقل. ويحفظ الوسام لدى صاحبه ثم ورثته، ولا يجوز وهبه أو مصادرته.



ومن الأوسمة الأخرى التي تُمنح في سوريا، وسام "الاستحقاق السوري"، الذي يُمنح بمرسوم، تقديراً للخدمات والإسهامات في مجال السياسة والعلوم والفنون والاقتصاد وغيرها، بما يخدم سوريا والعالم العربي. ومنحه الأسد بعد العام 2011 لوزير الخارجية السوري السابق، وليد المعلم، ولعالم الآثار السوري خالد الأسعد، سلّمته العطار لأسرته في آب 2020، وللممثل ياسين بقوش وغيرهم.

والعطار واحدة من أبرز مسؤولي النظام، وهي أول امرأة تتقلد منصب "نائب رئيس الجمهورية" بوصفه أعلى منصب تصل إليه سيدة في البلاد. واللافت أنها لا تنتمي لحزب "البعث" الحاكم، بحسب وسائل إعلام سورية معارضة.

وتعمل العطار على العناية بالترجمة في وزارة الثقافة، لكنها أصدرت كتباً كثيرة تمجد عائلة الأسد، آخرها كان قبل أشهر بعنوان "الرئيس الأسد مسيرة من البطولة والتضحيات"، علماً أنها كانت عضواً في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتّاب، وعضواً في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب.

وإلى جانب الوسام الجديد حصلت العطار على عدد من الأوسمة الأخرى، منها وسام "الصداقة بين الشعوب" الممنوح من رئيس مجلس السوفيات الأعلى لاتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية سابقاً، ووسام "الثقافة البولونية" ووسام "الاستحقاق برتبة الضابط الكبير" من الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران العام 1983. ووسام "جوقة الشرف برتبة كوماندوز" من ميتران أيضاً العام 1992.

وحصلت كذلك على وسام "السيدة العظيمة" من فرسان مالطا، ووسام "الصليب المقدس" من الرئيس البولوني العام 1999. وكذلك وسام "الكنز المقدس ذو الوشاح الكبير" في أرفع درجاته من إمبراطور اليابان العام 2002 وميدالية الشرف من الرئيس التشيلي العام 2004.