السبت 2022/01/08

آخر تحديث: 15:27 (بيروت)

بعد إقبال ضعيف لأيام.. محامٍ مستعد لشراء عباءة السيد؟!

السبت 2022/01/08
بعد إقبال ضعيف لأيام.. محامٍ مستعد لشراء عباءة السيد؟!
ريم حيدر الملقبة بـ"أم العباءة"
increase حجم الخط decrease
لم يعجب جمهور الممانعة أن تقوم ريم حيدر بعرض عباءة زعيم "حزب الله"، حسن نصرالله، للبيع عبر منشور في "فايسبوك"، بمبلغ مليوني دولار أميركي "فريش"، وهي التي استحصلت عليها بعد حرب تموز 2006، لتمرغ نفسها وأولادها بعرقها، حسب قولها، متمنية أن توزعها على الزعماء العرب كي يستحصلوا على القليل من كرامة نصرالله.

والعباءة بالنسبة للجمهور لا تقدر بثمن، ليس من اللائق أن يتم بيعها كما لو كانت سلعة يتحكم بقيمتها السعر والمال المدفوعة ثمناً لها، من يبيعها كأنه يضرب بعرض الحائط كل الكرامة والعزة والقدسية التي يمثلها أمين عام حزب الله.


إعلاميون وناشطون وأنصار، جميعهم تسابقوا لذم حيدر، انهالوا عليها بالشتائم، اتهموها بحرف البوصلة وتوالت التبليغات على حسابها في "فايسبوك" إلى أن أغلق بعد وقت قصير من نشرها لإعلان بيع العباءة المقدسة.

نصرالله بالنسبة لجمهوره، ولماكينته الإعلامية مترفع فوق البيع والشراء، أو ربما يريد هؤلاء احتكار الصورة لأنفسهم كي يحددوا سعرها بأنفسهم، أو قد لا يعجب هؤلاء السعر البخس الذي وضعته حيدر ثمناً للعباءة وخافوا من ضعف الإقبال على الشراء وعدم وصول المزاد إلى مئات ملايين الدولارات.


مليونا دولار لا شيء أمام عظمة نصرالله، المتيمون به من أنصار حزب الله، كما توحي تغريداتهم في مواقع التواصل، مستعدون لبذل أرواحهم مقابل عباءة السيد، أو حذائه، أو حتى ثيابه الداخلية، لكن أحداً منهم ليس مستعداً لدفع مليوني دولار ثمناً للعباءة، وهو ما يظهره ضعف الإقبال الشديد على الشراء، حتى أن هذا الجمهور المتيم لم يكلّف نفسه عناء إطلاق حملة جمع تبرعات لشراء العباءة المقدسة.

لكن، كان لافتاً منذ يومين، المنشور في صفحة "المحامي ديب هزيمة"، الذي كتب أنه حاول التواصل مع ريم حيدر لقبول عرضها ودفع المبلغ الذي طلبته، لكنه لم يفلح، فخاطبها عبر منشوره وأرفقه برقم هاتفه. وفي التعليقات على المنشور، استغرب البعض حيازته لمثل هذا المبلغ، وبالدولار، في هذه الظروف التي يمر بها اللبنانيون. واعتبروا أنه من الأجدى أن يساعد بهذا المبلغ، إن كان يملكه فعلاً، أبناء بلده الذين يعانون أزمة اقتصادية غير مسبوقة، فيما استمر البعض الآخر برمي ريم حيدر باللعنات. وثمة أيضاً من شكّك في الأمر واعتبره فخاً لاستدراج ريم حيدر للظهور، بعدما أقفلت حسابها في فايسبوك واختفت، أو ربما حركة استعراضية لحفظ ماء الوجه بعدما لم يظهر بين مناصري الحزب من يقول أنا أشتري وأنقذ هذه "التحفة" التي لا تقدر بثمن.



ولا يمكن إخراج صورة نصرالله من إطارها التجاري، هي موجودة على القداحات وحمالات المفاتيح، على القبعات وعلى الكنزات التي تباع في محلات التجزئة في الضاحية الجنوبية، معلقة في المطاعم والمقاهي لاجتذاب الزبائن، وهذه الأخيرة لم تكتف بالصورة، بل حتى صوت نصرالله تحول إلى علامة تجارية، تسمعه في المقاهي، كأنها تقول للناس: "هذا المقهى يبث خطاب نصرالله".

تماماً كصورة تشي غيفارا الذي حولته الرأسمالية إلى علامة تجارية لزيادة إقبال المستهلكين على شراء السلع، أصبح نصرالله منذ زمن بعيد، علامة تجارية، يوزع حزب الله وكالات استعمالها على السلع لمن يريد من جمهوره ويحجبها عن الآخرين.

بالتالي، ما فعلته ريم حيدر لا يتنافى مع التسليع الذي يقوم به جمهور حزب الله كل يوم لصورة نصرلله، مع فارق وحيد، أن ريم لا تملك وكالة حصرية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها