الثلاثاء 2022/01/18

آخر تحديث: 18:55 (بيروت)

سيناريوهات حول "قبضاي" اقتحم مصرفاً في جبّ جنين

الثلاثاء 2022/01/18
سيناريوهات حول "قبضاي" اقتحم مصرفاً في جبّ جنين
فرع "بنك بيروت والبلاد العربية" الذي شهد الحادثة
increase حجم الخط decrease
سيناريوهات عديدة رسمها الناشطون بعد تسليم اللبناني الذي احتجز موظفي مصرف "بنك بيروت والبلاد العربية" في جب جنين: "لن توجه اليه تهمة السرقة ولا الاستيلاء.. ستوجه اليه تهمة الارهاب، واحتجاز الاشخاص بالقوة، والخطف وحيازة السلاح"، لكنه في الوقت نفسه "فعلها". 


وكان مودع لبناني يتحدر من كفريا، قد احتجز عدداً من موظفي مصرف "بنك بيروت والبلاد العربية" في جب جنين في البقاع الغربي، بعد رفض البنك تسليمه مبلغاً من حسابه، قبل أن يفرج عن الرهائن ويسلم نفسه للقوى الأمنية، لكن بعدما تسلم مبلغاً مالياً سلّمه لأحد أفراد عائلته. 


لم يعارضه كثيرون، رغم علمهم بأن ما قام به غير قانوني، إلا أنه "جاء كردّ فعل على احتجاز أمواله"، حسبما برر له رواد مواقع التواصل الذين ايدو بغالبيتهم استخدامه القوة للحصول على حقه من المصارف.. وهم المظلومون المقهورون مثله.
 

وطالب المودع منفّذ عملية احتجاز الرهائن لوقت قصير "بسحب مبلغ خمسين ألف دولار من حسابه، وحين رُفض طلبه رفع سلاحاً حربياً وقنبلة بوجه الموظفين، وصبّ كذلك مادة البنزين في أرجاء المصرف مهدداً بحرقه وتفجيره في حال لم يتم التجاوب مع طلبه". 


والحال إن ما قام به الشاب الذي وصفه البعض بالـ"قبضاي"، يحتاج الى نقاش، ويحتاج الى القليل من التمعن في العواقب والتداعيات. فرغم أن كثيرين يعتبرونه عملاً بطولياً، إلا أنه في الواقع احتجز موظفي المصرف، الذين لا ذنب له بالضرورة، وهدد سلامتهم وكاد يودي بحياتهم لو رفضوا التسوية معه وإعطائه ما يريد. كما أن تبرير هذا الفعل، يشجع آخرين على القيام بالعملية نفسها، وبالتالي، فإن أمن موظفي المصرف سيكون على المحك، وهم غالباً ينفذون أوامر لا يد لهم في صناعتها، بل كبار المسؤولين المحميين والمحصنين والذين لا أحد يستطيع الوصول إليهم أو الضغط عليهم، ولا حتى بالقضاء. 


سيأخذ القضاء كل تلك الأمور في الاعتبار، لدى مثول الشاب القبضاي أمام القاضي للمحاكمة، وسينظر في الأمر من الزاويتين. ومن جهة أخرى، توجب محاكمته بالتأكيد، تحرك الدولة التي أدت الى هذه الفوضى، بالإهمال والتآمر والفساد وسوء الإدارة، ما أفضى إلى تهديد حياة مواطنين لبنانيين، سواء موظفين في المصارف، أو مودعين هم ضحايا أكبر سرقات القرن، كما قادت مواطناً عادياً إلى اليأس واقتراف فعل جُرميّ ما عاد أمامه سواه، وبالتالي إلى السجن بعد تحويله إلى مذنب. 

الدولة بخطة الاستحواذ على أموال المودعين، حولت مواطنيها الى مذنبين ومجرمين وإرهابيين. وتنبأ كثيرون بأن ما قام به المودع في جب جنين، قد يدفع آخرين للسير على خطاه، وهنا مكمن الخطورة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها