الخميس 2021/09/02

آخر تحديث: 20:31 (بيروت)

لبنانية "دلوعة" تسببت في حملة "تزوجني بلا مهر" المسيئة

الخميس 2021/09/02
لبنانية "دلوعة" تسببت في حملة "تزوجني بلا مهر" المسيئة
الفيديو "صفر" سجلته فتاة تتحدث لهجة لبنانية في "تيك توك"
increase حجم الخط decrease
الفيديو "صفر" الذي دفع الى هاشتاغ #تزوجني_بدون_مهر، ظهر في مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، وبدا أنه فيديو أسّس لحملة ذكورية، شارك فيها عشرات الآلاف من المغردين العرب، وتتحدث عن طلب اللبنانيات الزواج بلا مهر، ولم تشارك فيه اللبنانيات. 
والحملة المسيئة للبنانيات، تظهرهن في موقع الباحثات عن عريس، هرباً من فقر وعوز، بل وحصرتهن في الكليشيه المحيط دوماً بالمرأة اللبنانية باعتبارها سلعة "سيكسي"، وأكثر من ذلك، قرنت هذه الصور بصور مشاركات في تظاهرات 17 تشرين.

ولم يعرف اللبنانيون عن الحملة الا من خلال مواقع وصحف عربية تداولت خبراً مفاده أن الفتيات اللبنانيات أطلقن حملة عنوانها "تزوجني بدون مهر"، لتشجيع الرجال على الزواج بهن خلال الظروف الصعبة التي يمر بها البلد. وبنى المغردون العرب على فرضية أن الشاب اللبناني بات عاجزاً عن تأمين متطلبات الزواج من منزل وعرس ومهر. حيث يتراوح مهر العروس في لبنان عادة بين خمسة آلاف وعشرين ألف دولار أميركي. 

تداولت هذه المواقع صوراً لفتيات لبنانيات يحملن الأعلام اللبنانية وادعت أن الصور تعود للبنانيات مشاركات في حملة "تزوجني من دون مهر"، إلا أن التدقيق في الصور، يبين لنا أنها تعود للعام 2017، حيث شارك اللبنانيون بكثافة في المظاهرات احتجاجاً على الأوضاع المعيشية والنظام السياسي الفاسد.

واليوم الخميس، ظهر الفيديو "صفر" الذي أسس للحملة. تظهر فتاة "دلوعة" بمقطع فيديو قصير تتحدث اللهجة اللبنانية في "تيك توك"، وتبدو وكأنها تمزح، وتقول فيه أن الأزمة الاقتصادية لم تترك للبنانيين فرصة للعيش، فهم يعيشون بلا ماء ولا كهرباء ولا انترنت ولا دواء.. وطالبت بتأمين عريس لها "حتى لو كانت قدماه الاثنتين شمال"، و"المهم ان أخرج من البلد". 

والحملة المسيئة، هي المثال الفاضح لتسليع المرأة، وعرضها كسلعة للفرار من الجوع والعوز الى الزواج. أي زواج؟ مقابل المأكل والمشرب والدواء؟ والحال ان اللبنانيات لا يمكن أن يعرضن أنفسهن لهذا الغرض. عزة أنفسهن أكبر من عرض للزواج مقابل الغذاء. تلك مقايضة مقيتة، وتشويه لواقع لبنان وأدبيات نسائه. 


وخلافاً لهذا الفيديو، انتشرت الحملة المسيئة انتشار النار في الهشيم. ادعت مواقع عربية أن اللبنانيات أطلقن الحملة تحت وسم "تزوجني بدون مهر" في "تويتر" وباقي منصات التواصل الاجتماعي. غير أن غالبية التغريدات تحت هذا الوسم كانت لشبان عرب يتهافتون، عن مزاح أو عن جد، لحجز فتاة لبنانية للزواج، ولا توجد أي تغريدات لفتيات لبنانيات تحت الوسم، ولم تشارك لبنانيات في الحملة. وانتشرت أيضاً صورة ادعى ناشروها أنها تعود لفتيات لبنانيات، وتبين بعد التدقيق أنها صورة لخريجي كلية التربية في جامعة طرطوس السورية العام 2020.

الحملة التي لم تلق أي رواج في لبنان، على عكس ادعاء العديد من المواقع. لكنها لاقت تفاعلاً كبيراً في دول عربية أخرى، كالخليج ومصر، وغالبية التفاعل كان في سياق التنمر الذكوري والجنسي، علماً أن حملة مشابهة كانت قد انطلقت في سوريا بعد اندلاع الحرب.
وأعرب عدد من الشباب العرب عن دعمهم لهذه الخطوة وللفتيات اللبنانيات، فيما دعا عدد آخر إلى تطبيق هذا المبدأ في دول عربية أخرى لما يشكله المهر عبء على كاهل الشاب العربي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها