الأحد 2021/06/06

آخر تحديث: 18:30 (بيروت)

إيران.. الملاذ الأخير لجمهور "حزب الله"

الأحد 2021/06/06
إيران.. الملاذ الأخير لجمهور "حزب الله"
increase حجم الخط decrease


"بدي نفط من إيران بالليرة اللبنانية". جملة متداولة في "تويتر" على نطاق واسع. تحت وسم "بدي نفط" ووسم "حق الشعب مش حق الزعما"، وهما وسمان يكادان ان يحتلا المرتبة الأولى في قائمة "الترند" اللبناني، يغرد أنصار حزب الله وبيئته الحاضنة مطالبين الدولة باستيراد جميع مستلزماتها، خصوصاً النفط، من إيران.

يستند هؤلاء إلى ما قاله الأمين العام لحزب الله في خطابات سابقة عن استعداد إيران لتزويد لبنان بكل ما يحتاجه وتقاضي الثمن بالليرة اللبنانية، موجهين الاتهام إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بالعرقلة، واصفين اياه بـ"المعرقل الأول" للاستيراد من إيران بتوجيهات من الولايات المتحدة الأميركية.
تعتمد بيئة حزب الله، في الجنوب خصوصاً على مصدرين للحصول على العملة الصعبة، رواتب عناصر الحزب بالدولار الأميركي والتحويلات التي يرسلها المغتربون إلى ذويهم والذين يشكلون نسبة كبيرة من أبناء الجنوب. غير أن هذه الأموال، ليس طائلة، فرواتب عناصر الحزب لا تتخطى السبعمائة دولار، ويرسل المغترب شهرياً إلى عائلته بين مئة دولار أميركي و500 دولار، حسب حاجاتهم وقدرته على الدفع. 

خلال العام 2020، شعر هؤلاء أن الدولار، على قلته، يحميهم من الأزمة ويحافظ إلى حد ما على نمط حياتهم الذي اعتادوا عليه ما قبل الانهيار الاقتصادي. ومع رفع سعر الدعم عن المواد الغذائية وانقطاع الأدوية والبدء بتقنين المحروقات، بالاضافة إلى تردي الخدمات، بدأ هؤلاء يشعرون أن الأزمة باتت تطاولهم بشكل مباشر. 

فارتفاع الأسعار جعل من المئة دولار أميركي غير كافية لشراء مستلزماتهم، كما ان امتلاك الفرد للدولارات الأميركية، لا يعفيه من الوقوف في طوابير محطات الوقود. ومع حلول  فصل الصيف، تصبح الحاجة إلى الكهرباء ماسة، سواد لأجهزة التكييف أو لتبريد المواد الغذائية القابلة للتلف بفعل الحرارة. ومع شح استيراد المحروقات، وانقطاع كهرباء الدولة بشكل شبه دائم في بعض المناطق، والبدء بتقنين كهرباء المولدات الكهربائية، يصبح الدولار الذي يتقاضاه الفرد غير مفيد. 

وضعت أزمة الوقود والكهرباء جمهور الحزب في موقع صعب. من جهة، لديه خياره السياسي الذي لا يزال يجد صعوبة في التخلي عنه، لأسباب متعددة تتعلق بالعقيدة لدى البعض وبالمنفعة المباشرة أو غير المباشرة لدى البعض الآخر. 
هو خيار جعل هذا الجمهور يعود للمطالبة باستيراد النفط من إيران، غير مدرك بما يعترض ذلك من عقبات ونتائج قد تكون تبعاتها أكبر من تبعات انقطاع المحروقات على البلد. 
في وقت سابق من العام 2020، عند انتشار الهلع من انقطاع المواد الغذائية، سرت شائعات تقول بأن إيران أرسلت بواخر محملة بالمواد الغذائية إلى لبنان، حتى أن البعض زعم بأن البواخر أفرغت حمولتها في اللاذقية وتتجه الشاحنات إلى الحدود اللبنانية، انتظر جمهور الحزب طويلاً لكن لم يصل شيء.

يطالب اللبنانيون، جماهير أحزاب السلطة بالأخص، الدولة بحقوقهم. الدولة نفسها التي لم يبذلوا أي جهد لبنائها بل اعتبروها بقرة حلوب. وحين انقطع لبنها بدؤوا بأكلها. ففي الكثير من مناطق الضاحية الجنوبية، تعتبر سرقة الكهرباء أمراً عادياً، حيث أن نسبة الجباية منها قليلة جداً. 

عوّدت الأحزاب، حزب الله وحركة أمل بشكل خاص، جماهيرها على الاتكالية. لدى وقوع أي مشكلة يكون اللجوء الى المحسوبيات هو الحل أمام القضاء، في حالات المرض، تكون الواسطة هي وسيلة الدخول للمستشفى. هي الاتكالية نفسها التي استعملتها السلطة لشراء الشعب، عبر أموال المغتربين. في تغريداتهم في "تويتر" التي طالبوا بها بالكهرباء والنفط، لم يطرح جمهور الحزب أي حل عملي للأزمة، بل اعتمدوا اسلوب التسول نفسه، نفط إيراني بالليرة اللبنانية، أي بالمجان. 
<blockquote class="twitter-tweet"><p lang="ar" dir="rtl">أنا مواطن لبناني بدي نفط من ايران وبالليرة اللبنانية ...<a href="https://twitter.com/hashtag/%D8%AD%D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8_%D9%85%D8%B4_%D8%AD%D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%B9%D9%85%D8%A7?src=hash&amp;ref_src=twsrc%5Etfw">#حق_الشعب_مش_حق_الزعما</a> <a href="https://t.co/kxZA2SqJnq">pic.twitter.com/kxZA2SqJnq</a></p>&mdash; علي محمد المقداد - ⚔️خادم علي🛡 (@Ali_Mcdad_) <a href="https://twitter.com/Ali_Mcdad_/status/1401505368551919620?ref_src=twsrc%5Etfw">June 6, 2021</a></blockquote> <script async src="https://platform.twitter.com/widgets.js" charset="utf-8"></script>
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها