الثلاثاء 2021/06/29

آخر تحديث: 19:49 (بيروت)

أي طبقة سياسية يريد النائب فضل الله تغييرها؟

الثلاثاء 2021/06/29
أي طبقة سياسية يريد النائب فضل الله تغييرها؟
increase حجم الخط decrease
تساءل النائب حسن فضل الله، في حديث عبر "إذاعة النور" التابعة إلى "حزب الله"، في ما إذا كان الشعب اللبناني سيعمل على التجديد للطبقة السياسية الحالية أم سيعمل على تغييرها. وهو تساؤل حذفت إذاعة النور التغريدة الذي تضمنته في وقت لاحق، لسبب مجهول، وليس غريباً على النائب فضل الله تحييد حزبه عن الطبقة السياسية والحديث عنها كأن هذا الحزب غير مشارك في صناعة القرار.


فالحزب يبذل قصارى جهده ليظهر إعلامياً وكأنه يقف على الحياد في ما يخص الأزمات الداخلية اللبنانية، ويعزل نفسه عن باقي الأفرقاء السياسيين، لدرجة أن أمينه العام حسن نصرالله، في خطابه الأخير، رفض لعب دور الحكم بين حلفائه المتخاصمين. 

وبالتوازي مع الجهد الذي يبذله الحزب إعلامياً للحفاظ على صورة النأي بالنفس، إلا أنه عملياً، هو شريك أساسي في صنع القرار والسياسات وبالتالي الأزمة.

التعليقات على تغريدة الإذاعة المأخوذة من تصريح النائب فضل الله، عكست استغراب قارئيها. حيث بدا أن من يحدثهم عن تغيير الطبقة السياسية ليس نائباً في البرلمان عن أقوى حزب في لبنان، بل ناشط في المجتمع المدني أو مدرباً لفريق كرة قدم. وقد تكون السخرية التي تعرض لها النائب فضل الله في التعليقات سبباً في حذف التغريدة عن صفحة إذاعة النور. 

وهذا ليس أول تصريح لفضل الله يثير سخرية الناشطين، إذ ما زال اللبنانيون يذكرون خطبته الشهيرة في المجلس النيابي حين صرح بامتلاكه مستندات، لو تم الكشف عنها لأودت برؤوس كبيرة إلى السجن، وما زالوا إلى اليوم يطالبون فضل الله، عبثاً، بالكشف عن تلك المستندات. 

وحتى لو تم تحييد "حزب الله" عن الطبقة السياسية اللبنانية الفاسدة، فإن مهمة التغيير تبقى شبه مستحيلة بالنسبة إلى أنصار الحزب وبيئته، بحسب المعايير التي وضعها نصرالله في خطابه الأخير وفي خطاباته الأخرى. 

فالرئيس نبيه بري و"حركة أمل" بشكل عام، تنظر إليهم قاعدة "حزب الله" الشعبية على أنهم من رموز الفساد في الدولة وأحد الأسباب الرئيسية للإنهيار ومنع الإصلاح، غير أن نصرالله كان واضحاً في خطابه بالتشديد على العلاقة الاستراتيجية مع "أمل" وعلاقة الأخوة مع الرئيس بري للحفاظ على تماسك البيت الشيعي. 

ما ينطبق على "حركة أمل" ينطبق بدوره على "تيار المستقبل"، وما يسميه جمهور الحزب، "الحريرية السياسية"، وإليها تُنسب كل السرقات وصفقات الفساد في البلاد. مع ذلك، فإن سعد الحريري الآن هو مرشح "حزب الله" الوحيد لرئاسة الحكومة. 

أما "التيار الوطني الحر"، الذي باتت رموزه مكروهة في بيئة "حزب الله"، إلا أن قيادة الحزب، كما تدل خطابات نصرالله، غير مستعدة للتخلي عن علاقة التحالف مع التيار. وعليه، فإن التغيير الذي يطالب به النائب فضل الله، أصبح عسيراً على التفسير، إلا إذا قصد عدم انتخاب "القوات اللبنانية" و"الكتائب" و"الاشتراكي"، أي الأقلية في المجلس النيابي، والذين باتت مشاركتهم في الحكومات مؤخراً سطحية، إن لم تكن معدومة. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها