الأربعاء 2021/05/05

آخر تحديث: 20:09 (بيروت)

الحريري والفرنسيون.. التفاوض عبر الإعلام

الأربعاء 2021/05/05
الحريري والفرنسيون.. التفاوض عبر الإعلام
من يلتقي لودريان من الشخصيات السنّية إذا استثنى الحريري؟ (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
لم تخرج المعطيات عن زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الى لبنان، من حيّز انتشارها في وسائل الإعلام، كذلك ارتداداتها التي ما زالت ضمن الحيز الإعلامي ومنصات مواقع التواصل.

ترك الفرنسيون عشرات التصورات عن مقاطعة لودريان، الرئيس المكلف سعد الحريري، في زيارته الى بيروت، وعاجله الحريري بالردّ، على شكل تسريب اعلامي، حول خيار الانسحاب والاعتذار عن تكليفه لتشكيل الحكومة العتيدة، كأحد الخيارات المطروحة أمامه.

ما جرى هو رسائل، سلكت مسرح وسائل الإعلام، واستدرجت تفاوضاً، في الإعلام أيضاً، من دون لقاءات مباشرة.

يريد الفرنسي أن يفرض معادلة "الحريري مقابل باسيل". يحمّل الطرفان مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، ويساوي بينهما، وهو ما يرفضه فريق الحريري الذي يعتبر أن المساواة بين ملتزم بالمبادرة الفرنسية ورافض لها، فيه ظلم.. والحال إنه يضغط في هذا الاتجاه لتحقيق حلحلة ومصالحة بين الطرفين، ليقينه بأن أي تسوية بين الحريري وباسيل ستدفع الأزمة الحكومية الى الحلحلة، وتعيد انطلاق السيستم العالق عند خلافات الطرفين.

لا يرضى الحريري بهذا التصرف. فما جرى لم يكن ضمن الأروقة المغلقة، بحثاً عن تسوية أو انزلاقاً الى تصعيد. ما جرى، لجهة استثنائه من اللقاءات، وحصرها في رئيسَي الجمهورية ومجلس النواب (وجهات أخرى)، يمثّل ابتزازاً للحريري، لن يقبله، ليس بحكم شخصه فقط، ولا بحكم ارتكازيته كنقطة محورية في النزاع السياسي القائم، بل بحكم تمثيله موقعاً سياسياً وطائفياً.

فالحريري اليوم، هو ليس رئيس "تيار المستقبل" فقط. هو الرئيس المكلف تشكيل الحكومة. هو الشخصية السنّية الأبرز الموجودة في الحكم. إذا التقى لودريان، رئيس الجمهورية الماروني، ورئيس البرلمان الشيعي، فمن يلتقي من الشخصيات السنّية إذا استثنى الحريري؟

هذا المبدأ صنع التفافاً حول الحريري. رؤساء الحكومات السابقين يدعمون أي خطوة يتخذها. حتى لو وصلت الى حد الاعتذار عن الاستمرار في تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة. فهو يدافع عن موقع سنيّ في المقام الأول، وعن شخصه ومكانته في النزاع السياسي. وطالما أن الحكومة يشكلها طرفان شريكان دستورياً، هما رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية، فعلى وزير الخارجية الفرنسي أن يعيد النظر ويحتوي "الفاول" الذي يمكن أن يرتكبه، منعاً لتأزم اضافي.

سيبحث الفرنسيون عن مخرج لاحتواء الأزمة مع طائفة بأكملها. تلقفوا الرسائل التي وصلت خلال الأيام الأخيرة عبر وسائل الإعلام. سيفكرون في مخرج للحريري نفسه، ليرضى باستقبال لودريان، في حال طلب ذلك، لأن الناس ستنظر إلى أن وزير الخارجية الفرنسي يزور الحريري تحت الضغط، ولم تكن الزيارة مقررة من بدايات الأمر. سيبحث الجميع عن مخارج تحفظ ماء وجه الأطراف جميعاً، لاحتواء استقالة الحريري التي، إن وقعت، ستُدخل النظام في ارتباك غير مسبوق، وتُمني الفرنسيين خسارة اضافية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها