الخميس 2021/05/27

آخر تحديث: 16:01 (بيروت)

"ابو عنتر" مدير الانتخابات السورية

الخميس 2021/05/27
"ابو عنتر" مدير الانتخابات السورية
increase حجم الخط decrease
من المعروف جيداً أن الانتخابات في سوريا لا تحظى بالشرعية الدولية والشعبية على حد سواء، ولا يعود ذلك لفرض غالبية السوريين لوجود نظام الأسد الذي طالبت الثورة السورية قبل عشر سنوات بإسقاطه ولا إلى جرائم الحرب التي مارسها النظام لقمع الثورة، بل أيضاً للطريقة التي يتم فيها التعامل مع الانتخابات نفسها من قبل النظام بغض النظر عن تلك الجزئية.


وأظهر مقطع فيديو مسرب من أحد المراكز الانتخابية، ما هو معروف لجميع السوريين الذين عايشوا مسرحية الانتخابات في البلاد التي تحكمها عائلة الأسد منذ سبعينيات القرن الماضي، وفيه يقوم أحد الموظفين القائمين على متابعة اللجان الانتخابية بملء البطاقات لصالح الرئيس بشار الأسد نيابة عن المواطنين الذين يجب عليهم فقط وضع البطاقة في الصندوق.



ولا يحتاج النظام إلى ممارسة هذه النوعية من التصرفات المهينة، بل يكفيه إعلان النتائج لصالح الأسد، لكن هذا الواقع ليس جديداً ولا مفاجئاً بل هو فج ويظهر كيف أن النظام لا يتغير بل يحافظ على عاداته القديمة، حتى لو ادعى عكس ذلك، ومهما طرح نفسه كنظام سياسي ملائم للقرن الحادي والعشرين. والأكثر من ذلك هو الكيفية التي يتم فيها احتقار السوريين، بما في ذلك أولئك الداعمون للنظام أو الذين أتوا مرغمين لإظهار دعمهم، بدلاً من ممارسة تلك المسرحية بطريقة أكثر "لباقة" تضمن لأولئك السوريين كرامتهم بالحد الأدنى، وللمسرحية عنصر الإقناع!

على أن توقع أمر مشابه من نظام أجرامي كنظام الأسد يعتبر ضرباً من الخيال، فالنظام يعمد منذ عقود إلى أسلوب كسر النفسية في التعامل مع السوريين على افتراض أنهم كائنات أدنى شأناً من النخبة الحاكمة و"ألقيادة الحكيمة" ولم يكن من المفاجئ بالتالي أن تحمل الثورة السورية اسم ثورة الكرامة العام 2011.

ويعيد الفيديو إلى الأذهان مشهداً من مسلسل "عودة غوار" للممثل دريد لحام العام 1998. وفيه ينظم أبو عنتر الذي لعب دوره الممثل الراحل ناجي جبر انتخابات "ديموقراطية" في السجن، في محاكاة رمزية لمعنى الانتخابات في سوريا الأسد بوصفها سجناً كبيراً. علماً أن سوريين وعرب أعادوا نشر المقطع في مواقع التواصل طوال فترة الانتخابات. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها