الثلاثاء 2021/05/18

آخر تحديث: 14:33 (بيروت)

غادَر الحلقة ساعةً وعاد..الرواية الكاملة لإساءة شربل وهبة للسعودية

الثلاثاء 2021/05/18
غادَر الحلقة ساعةً وعاد..الرواية الكاملة لإساءة شربل وهبة للسعودية
increase حجم الخط decrease
تبّرأ لبنان الرسمي من وزير خارجيته شربل وهبة الذي وضع لبنان في موقف حرج، ووتّر علاقته مع المملكة العربية السعودية إثر حلقة تلفزيونية في قناة "الحرة"، أساء فيها للمملكة ودول الخليج، واتهم أصدقاء لبنان بإحضار "داعش" الى أراضيه. 
ولم تستطع البيانات الصادرة عن الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، والرئيس المكلف سعد الحريري، إخماد الغضب السعودي المتنامي في مواقع التواصل، وصولاً الى دعوات لطرد اللبنانيين من السعودية. 


وظهر وهبة في حلقة تلفزيونية مع الزميلة ليال الاختيار، وتسرّب بداية الأمر مقطع فيديو يقول فيه إن الفرنسيين لم يأتوا على ذِكر سلاح "حزب الله"، وأن هذا السلاح يتحمل مسؤوليته الحزب وحده، وليس الدولة اللبنانية. وقال إن الحزب قاتل بسلاحه هذا، اسرائيل، ثم قاتل به "الدواعش الذين أتت بهم دول أهل المحبة والصداقة والأخوة"، وأضاف وهبة: "دول المحبة جلبت لنا الدولة الإسلامية (داعش) وزرعوها لنا في سهل نينوى والأنبار وتدمر"، ما اعتبره البعض إشارة إلى دول الخليج، لا سيما المملكة العربية السعودية، خصوصاً أنه سأل لاحقاً: "مَن قتل الخاشقجي؟".


تصريحات مسيئة
لكن الأزمة حصلت قبل ذلك، خلال المواجهة بين وزير الخارجية اللبناني، وصحافي سعودي قال "إنكم بعتم لبنان لأجل إرضاء رغبات حزب الله"، ووصف الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل بـ"الثنائي المرح"، وهو ما استفز وهبه الذي قال ان رئيس الجمهورية اللبنانية له كل الاحترام. وبعدها، فكّ الميكروفون واستعد لمغادرة الحلقة، قائلاً: "يريد أن يهين رئيس الجمهورية وأنا أسكت؟ لن اسكت... أنا من لبنان يهينني شخص من أهل البدو؟"


وأثارت تلك التصريحات غضباً سعودياً عارماً، وذكّره مغردون سعوديون بأن السعودية تقود العالم من خيمة، وذلك في إشارة الى قمة العشرين التي عقدت في الصحراء. وغرّد المُستشار في الديوان الملكي ورئيس مجلس إدارة "الهيئة العامة للترفيه" في السعودية، تركي آل الشيخ: "أولاً افتخر أني بدوي، وأفتخر أني راعي غنم اللي على فكرة هي وظيفة أكثر من 25 رسول ومنها حبيبي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم... وأفتخر أني من أرض الأبطال والصحابة... اللي أقدر أقوله، الله يعين الشعب اللبناني الشقيق، فمنهم أشخاص نحبهم وطيبون ومبدعون وشرفاء وكرام".


غادر الحلقة.. وعاد بعد ساعة

وقالت مصادر مطلعة على المقابلة، إن وهبة ترك الحلقة لمدة ساعة، بعد الاصطدام مع الصحافي السعودي وغضبه مما سمّاه "إهانة الرئاسة". وأشارت المصادر لـ"المدن" الى انه "خلال الحلقة كان يهاجم السعوديين، ولم تنشر المحطة بعض اللقطات بذريعة إنه قالها إثر انفعاله رداً على الصحافي السعودي". وقالت المصادر انه اشترط حذف التصريحات التي أدلى بها ضد السعودية مقابل عودته الى البلاتوه". 
وبالفعل حذفت المحطة بعض التصريحات، تلك التي تم تبريرها بأنها ناتجة عن غضب وانفعال، وهي تصريحات تكفّل مغردون سعوديون بنشرها، ومن ضمنها الحديث عن البداوة. لكن وهبة طلب أيضاً إزالة تصريحات أخرى، لا سيما تلك التي تحدث فيها عن جمال خاشقجي. وقالت المصادر: "أبلغوه في المحطة انه طالما قال تصريحاته أثناء وجوده في الحلقة، فإنها جزء منها". وعليه، تواصل وهبة مع السفارة اللبنانية في واشنطن، وطلب منهم التدخل مع إدارة "الحرة" في واشنطن، لكن "الحرة" لم تتجاوب مع طلبه.
وقالت المصادر إن ما قاله وهبة عن "داعش" جاء أثناء حلوله في الحلقة بعد استرضائه، أي بعدما ترك الحلقة وعاد إليها بعد ساعة". 


تنديد وتبرؤ رسمي

أمام هذه الأزمة المستجدة مع السعودية، تحركت المؤسسة السياسية الرسمية اللبنانية لتطويقها. ولم تجد الرئاسة اللبنانية الا التبرؤ من وزير الخارجية، قائلة إن تصريحاته تعبر عن رأيه الشخصي ولا تعكس موقف الدولة ورئيس الجمهورية ميشال عون". وأكدت الرئاسة في بيان، "عمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج الشقيقة وحرصها على استمرار هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة، وحرص عون على رفض ما يسيء الى الدول الشقيقة والصديقة عموماً، والمملكة العربية السعودية ودول الخليج خصوصاً".

وقال الرئيس المكلف سعد الحريري "إن الكلام الذي أطلقه وزير الخارجية على قناة الحرة، كلام لا يمت للعمل الدبلوماسي بأي صلة، وهو يشكل جولة من جولات العبث والتهور بالسياسات الخارجية التي اعتمدها وزراء العهد، وتسببت بأوخم العواقب على لبنان ومصالح أبنائه في البلدان العربية". وأضاف: "إذا كان هذا الكلام يمثل محوراً معيناً في السلطة اعتاد على تقديم شهادات حسن سلوك لجهات داخلية وخارجية، فإنه بالتأكيد لا يعني معظم اللبنانيين الذين يتطلعون لتصحيح العلاقات مع الأشقاء في الخليج العربي ويرفضون الإفراط المشين في الإساءة لقواعد الأخوة والمصالح المشتركة".

وقالت رئاسة حكومة تصريف الأعمال، إن الرئيس حسان دياب أجرى اتصالاً هاتفياً بالوزيرلا وهبة لاستيضاحه حيثيات المواقف التي أدلى بها، وأكد دياب حرصه على أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومع جميع الدول الشقيقة والصديقة، وعدم الإساءة إليها، خصوصاً أن هذه الدول لطالما وقفت إلى جانب لبنان، مؤكداً ثقته بأنها لن تتخلى عنها اليوم. ودعا الرئيس دياب إلى تجاوز ما حصل والعودة إلى أفضل العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء.

وكان وهبة قد أوضح صباحاً في بيان: "فوجئت بتفسيرات وتأويلات غير صحيحة لكلامي في مقابلة تلفزيونية مع قناة "الحرّة"، فما قلته لم يتناول الأشقاء في دول الخليج العربي، ولم أتطرق إلى تسمية أي دولة. لكني فوجئت أكثر ببعض البيانات التي صدرت في لبنان والتي تحوّر كلامي وتدفع لتوتير العلاقات مع الأشقاء في المملكة ودول الخليج، تحقيقاً لمصالح شخصية على حساب مصلحة لبنان". وجدد تأكيده "الحرص على أفضل العلاقات مع جميع الدول الشقيقة والصديقة للبنان"، ودعا المصطادين في المياه الراكدة "إلى التوقف عن الاستثمار في الفتنة بين لبنان وأشقائه وأصدقائه".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها