الأربعاء 2021/03/10

آخر تحديث: 15:17 (بيروت)

هل يغزو مُخبرو الرقابة "كلوب هاوس" السعودية؟

الأربعاء 2021/03/10
هل يغزو مُخبرو الرقابة "كلوب هاوس" السعودية؟
increase حجم الخط decrease
يخوض سعوديون نقاشات متنوعة حول الإصلاحات السياسية والعنصرية وحتى حقوق المتحولين جنسياً، وغيرها من المواضيع الحساسة في المملكة عبر تطبيق "كلوب هاوس" الصوتي، ما أثار مخاوف من المراقبة لدى المستخدمين.

ويكتسب التطبيق الذي حظرته الصين، زخماً في دول الخليج، حيث انطلقت محادثات جريئة حول مواضيع حساسة في دول يكبح بعضها حرية التعبير. ويسمح هذا التطبيق الصوتي الأميركي الذي لا يمكن الانضمام إليه إلا بدعوة، للأعضاء، بالاستماع والمشاركة في محادثات مباشرة تجري في "غرف" رقمية.

وفي هذه "الغرف"، يتناول الحوار الأكثر جرأة، السعودية، حيث قامت حسابات موالية للحكومة معروفة باسم "الذباب الإلكتروني" في الماضي بالتضييق على حرية النقاش على منصات أخرى، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس"، علماً أن التطبيق يحظى بشعبية كبيرة لدرجة قيام بعض المستخدمين في المملكة بطرح دعوات للانضمام إليه عبر "تويتر"، ما يعكس رغبة دفينة للحوار والنقاش، رغم الخوف من الرقابة.

وعلقت الناشطة السعودية الأميركية، أماني الأحمدي، المقيمة في الولايات المتحدة أن "كلوب هاوس يزدهر لأن عدداً كبيراً من المثقفين السعوديين يهتمون بمناقشة مواضيع تعتبر محرّمة وتخضع للرقابة في المجال العام". لكن بعدما استضافت الأحمدي مؤخراً محادثة حول "العنصرية في السعودية"، انتشرت في "تويتر" صور ومقاطع فيديو تظهر هويات وآراء المشاركين في المحادثة، بالإضافة إلى نظريات مؤامرة تتعلق بدوافعهم.

أثار هذا الأمر مخاوف من إمكانية مراقبة مستخدمي هذا التطبيق، حيث شكل نشر الصور ومقاطع الفيديو خرقاً لقوانينه التي تحظر تسجيل المحادثات. وأغلقت "غرفة رقمية" أنشئت في تطبيق "كلوب هاوس" للحديث عن إطلاق سراح الناشطة لجين الهذلول، بعدما هدد بعض المتحدثين بفضح المشاركين علناً، بحسب مصدرين مطلعين على الجلسة.

وأشارت الأحمدي: "أرى بعضاً من المتصيدين السعوديين عبر الانترنت يقومون بنقل محادثات كلوب هاوس إلى تويتر عبر تسجيلها". وأضافت: "مازالت هذه منصة جديدة وهناك العديد من المخاوف المتعلقة بأمن" المتحدثين، فيما لم يرد "كلوب هاوس" على طلب "فرانس برس" للتعليق بشأن الخروقات المحتملة.

في السياق، قال مستخدم سعودي للتطبيق أن البعض بدأ بفرض ما يبدو بأنه رقابة ذاتية على المنصة، حيث يباشر العديد من المشاركين الحديث بقوله "أنا متواجد في داخل السعودية أو في موقع حساس". ورغم المخاطر، يشارك العديد من السعوديين في محادثات متنوعة حول العديد من القضايا التي تجسد التغيير الذي يتطلع إليه الكثير من الشباب في المملكة.

ففي إحدى "الغرف الرقمية"، تحدثت امرأة سعودية عن عدم وجود حريات مدنية في المملكة التي تخضع لنظام ملكي مطلق. وقالت السيدة حسبما نقله مشاركون، أن "التفكير ليس مجانياً، التفكير ثمنه غال، ثمنه العمر وثمنه سنوات في السجون". وأضافت: "نحن لسنا حظيرة نرغب فقط في الأكل والشرب، هذا طموح البهائم. من حقنا أن نفكر ومن حقنا أن نعارض كأي دولة وهذه أبسط حقوق المواطنين".

وفي غرفة اخرى، أثنت مستخدمة على فرص التوظيف الجديدة للنساء في المملكة، لكنها أوضحت أن الأمر له كلفة باهظة. وأكدت: "نحن الآن في طريق المساواة"، مشيرة إلى أن "معظم الرجال من السعوديين مستاؤون ويقولون لماذا تملك المرأة وظائف أكثر منا". وفي غرفة اخرى، شاركت سعودية متحولة جنسياً من المملكة تجربتها المروعة مع التحرش والمضايقة، بحسب مستخدمين.

في ضوء ذلك، أثارت هذه المحادثات غير المسبوقة دعوات حثيثة من قبل مؤيدين للحكومة لأن تقوم الدولة بتنظيمها. وكتب الإعلامي السعودي سلمان الدوسري مقالاً في صحيفة "الشرق الأوسط" بعنوان "المعضلة الأخلاقية كلوب هاوس"، قال فيه أن التطبيق "الذي أحدث جدلاً مجتمعياً قوياً، على الأقل في السعودية ودول الخليج، ليس بسبب فكرته (..) بسبب قدرته على الضجيج العالي الذي تُحدثه نقاشاته بشكل قد يتسبب في ضرب المجتمع بأسره بلا أي ضوابط تنظيمية أو أخلاقية".

ونشر الأكاديمي السعودي فهد العتيبي مقطع فيديو قال فيه أن "التطبيق خطر على الأمن الوطني لأي دولة من الدول" بما في ذلك المملكة. ولم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات السعودية. فيما يؤكد مستخدمو التطبيق من السعوديين أن الأمر مسألة وقت قبل أن تفرض الجيوش الإلكترونية الموالية للحكومة سيطرتها على "كلوب هاوس" وأنشطته كما فعلت على منصة "تويتر".

إلى ذلك، قال مدافعون عن حقوق الإنسان أنه تم سجن الكثير من منتقدي النظام في السعودية بسبب تغريداتهم، بينما أصبحت وسائل الاعلام الاجتماعي سلاحاً بيد الحكومة، بينما رأى أحمد قطَنَّش وهو أحد مؤسسي "مؤسسة الكواكبي" التي تدعم الناشطين في الشرق الاوسط أن "كلوب هاوس يعوض عن فراغ هائل الآن، وشعبيته في الخليج تظهر أن الناس كانوا في انتظار وسيلة جديدة للتعبير عن آرائهم واستكشاف الأفكار والنقاش بحرية ودون رقابة".

وأضاف قطنش: "أخشى أن تقوم الحكومة السعودية إما بالقمع عبر منع التطبيق أو مراقبة الغرف واعتقال الأشخاص لممارسة حقهم في حرية التعبير كما فعلوا مع تويتر في السنوات الأخيرة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها