الإثنين 2021/03/01

آخر تحديث: 20:55 (بيروت)

الراعي.. بطريرك نداء الـ2000؟ 2005؟ أم 2009؟

الإثنين 2021/03/01
الراعي.. بطريرك نداء الـ2000؟ 2005؟ أم 2009؟
الجمهور الممانع يخشى جبهة تنتج ضغطاً يُلزم "حزب الله" بتسوية على سلاحه (المدن)
increase حجم الخط decrease
تختلط أوصاف البطريرك الماروني، بشارة الراعي، في مواقع التواصل الاجتماعي، ولدى المجموعات التي تهاجمه منذ السبت الماضي، وتتعدد المقارنات مع تجارب البطريرك الراحل نصرالله صفير.

هل هو بطريرك العام 2000 الذي أسس لـ"نداء بكركي"، ومهّد بذلك للانسحاب السوري من لبنان؟ أم بطريرك العام 2005 الذي بارك ثورة الأرز ومنع إسقاط رئيس الجمهورية إميل لحود؟ أم بطريرك العام 2009 الذي أطلق نداء قبيل الانتخابات النيابية التي خسرتها قوى 8 آذار؟ 

تتعدد التعليقات وتتضارب الإسقاطات. ثمة جمهور يريد مقارنة البطريرك الماروني بشارة الراعي مع سلفه، الخصم في السياسة، لإنتاج تشابه يبرّر الهجوم عليه، وهو هجوم آخذ في التضخم، ويتنقل من مراكز القوى الدينية الى مراكز القوى السياسية، وصولاً الى الشارع الذي شهد مسيرة دراجات نارية رفضاً لطروحات البطريرك الجديدة. 

تلك الإسقاطات، على اختلاف ظروفها، تلتقي عند نقطة واحدة تستحق التشبيه، هي تجربة "نداء بكركي" الذي مهّد للانسحاب السوري بعد خمس سنوات، مروراً بمباركة "لقاء قرنة شهوان" ثم بالاحتجاجات في 7 آب 2001 ضد الوجود السوري. كان النداء بمثابة طريق تم شقّه للخروج السوري. وتثير نداءات الراعي، اليوم، بخصوص المؤتمر الدولي والحياد، هواجس لدى الجمهور الممانع من تأسيس جبهة تصل في نهاية المطاف الى ضغط يُلزم "حزب الله" بتسوية بخصوص سلاحه. 

فالهجوم غير المنظم، يطرح كل الفرضيات بغرض تبرير مخاوفه، وهو على معرفة كاملة بأن قدرات التأثير لدى بكركي، ما زالت قائمة. فالنداء الذي أطلقه البطريرك الراحل قبيل الانتخابات النيابية، ساهم في كسر قوى "8 آذار"، على ضفتيها المسيحية والإسلامية، كما أن الموانع التي فرضها صفير في وجه إسقاط الرئيس الراحل اميل لحود، أبقته في سدة الرئاسة حتى اليوم الأخير من ولايته. وعليه، فإن أي نداء أو مبادرة من بكركي، تأخذها القوى السياسية على محمل الجدّ، فيما تعبث الجماهير على الهامش، رفضاً أو تهويلاً لا يُصرف في النقاشات السياسية.

ما زال من المبكر النظر الى مبادرة بكركي بخصوص الحياد أو المؤتمر الدولي، كمبادرة قابلة للتطبيق فوراً، فهي محكومة بتوافق دولي في مجلس الأمن، ما زال غير متوافر حتى الآن، ذلك أن الولايات المتحدة لا تضع لبنان ضمن لائحة الدول المهمة لها في الشرق الاوسط، بحسب تقرير نشرته "فورين بوليسي" السبت الماضي. 

أما الحياد، فلا يحظى بإجماع من قوى مؤثرة، وفي مقدمتها "حزب الله"، لكن أبواب النقاش ما زالت مفتوحة، ذلك أن بكركي لم تتم مواجهة طروحاتها بـ"بلوك" شيعي، بدليل عدم إدلاء "المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى" بموقف واضح، في مقابل تصعيد الإفتاء الجعفري على لسان المفتي أحمد قبلان. 

ولم تعمد القوى السياسية الشيعية الى "كسر الجرة" مع بكركي. فإلى جانب دعوات "حركة أمل" الى وقف المزاودات السياسية، لم يقفل "حزب الله" باب النقاش، وهو موقف يخفي أصلاً الفتور في العلاقة مع بكركي منذ الصيف الماضي، علماً أن العلاقة كانت متوهجة إثر زيارة الراعي الى دمشق في 2013، وخمدت الى حد كبير لدى زيارته القدس في 2014. 

كل النقاشات مؤجلة، حتى هذا الوقت، ما لم تتحرك قوى دولية تجاه دعم المبادرة أو تأجيل البحث فيها. فهي مرتبطة بظروف موضوعية، لا تترك للهامش الذي يتحرك فيه المناصرون هجوماً أو تأييداً، أي موقع في المعادلة، للتأثير في مجرياتها، وهو كلام يصعد مثل "تريند" في مواقع التواصل، ولا يبقى منه إلا الذكرى. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها