الأربعاء 2021/02/03

آخر تحديث: 17:52 (بيروت)

مارتن سميث خدع الأسد مرةً.. فهل يخدع الجولاني أيضاً؟

الأربعاء 2021/02/03
مارتن سميث خدع الأسد مرةً.. فهل يخدع الجولاني أيضاً؟
increase حجم الخط decrease
أثارت الصورة الجديدة لزعيم تنظيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني، مرتدياً بزة رسمية للمرة الأولى، سخرية واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال ناشطون إنه مهما غيّر الجولاني من مظهره الخارجي فإنه يبقى إرهابياً، لافتين إلى أن ارتداء البزة الرسمية والتخلي عن المظهر الديني أو العسكري اللذين التزم بهما حتى تاريخ التقاط الصورة الجديدة، هي محاولات مكشوفة للتقرب من الغرب وتقديم نفسه كشخصية متحضرة يمكن التعامل معها.

وسخر أحد المعلقين في "فايسبوك" بالقول إن الجولاني ظهر هذه المرة مرتدياً بزة رسمية من أجل مقابلة صحافية غربية، وفي المقابلة المقبلة سيتحدث عن حقوق المثليين والنساء، في إشارة للقمع الذي تمارسه "هيئة تحرير الشام" التي تحكم مناطق واسعة شمال غربي سوريا، والتي لا تخفي علاقاتها مع جهات إرهابية عالمية مثل "تنظيم القاعدة".


وكان الصحافي الأميركي مارتن سميث، قد نشر صورة عبر حسابه في "تويتر" تجمعه بالجولاني في إدلب، وقال فيها: "عدت للتو من زيارة إلى إدلب استغرقت 3 أيام، التقيت فيها مؤسس جماعة جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، وتحدثنا عن هجمات 11 أيلول، والقاعدة، وأميركا".

ولا يعتبر سميث غريباً عن الشأن السوري، ففي العام 2015، قدم واحداً من أفضل الإنتاجات الوثائقية الغربية عن الحرب في سوريا، بعنوان "Inside Assad's Syria" لصالح شبكة "PBS" الأميركية، رافق فيه جنود النظام وشخصيات بارزة فيه كالمخرج نجدة أنزور، لإعطاء لمحة عن الفارق الشاسع بين التصريحات الرسمية الكاذبة والواقع الذي تصوره الكاميرا ويعلق عليه شخصياً، بطريقة أظهرت كمية التناقض الذي تحمله الدعاية الرسمية.

ومن المثير فعلاً مشاهدة ما سيقدمه سميث عن الجولاني لاحقاً، حيث لم يحدد بعد موعد عرض المقابلة، وليس واضحاً إن كانت جزءاً من جهد إعلامي أوسع كأن تكون عنصراً من فيلم وثائقي يعده سميث عن هيئة تحرير الشام أم لا.

وسميث (72 عاماً) هو صحافي وصانع أفلام وثائقية شهير حائز على العديد من الجوائز العالمية خلال السنوات الأربعين التي قضاها في العمل على إنتاج التقارير وإعدادها، وغطى العديد من الأحداث في العالم، من الثورة في أميركا الوسطى وسقوط الشيوعية في روسيا، إلى ظهور القاعدة والحروب في العراق وأفغانستان وسوريا.

وانضمت وزارة العدل الأميركية إلى النقاش بنشرها صورة للجولاني مذكرة بمكافأة الـ10 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه. وقالت عبر حساب "مكافأة من أجل العدالة" التابع لها في "تويتر"، متوجهة للجولاني: "يمكنك أن تلبس بذلة حلوة أيها الوسيم، لكنك تبقى إرهابياً". ودعت إلى إسال أي معلومات عن الجولاني للحصول على مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار، عبر "تيليغرام" أو "سيغنال" أو "واتس آب".


وبعيداً عن السخرية، كتب الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، عرابي عبد الحي عرابي، عبر حسابه في "تويتر" بأن "تغيير أبي محمد الجولاني مظهره ليس بالنقطة التي يجب التوقف عندها"، مضيفاً أن النقطة التي يجب التوقف عندها هي "كيف يمكن للباحثين الغربيين الوصول إلى أدق المعلومات وإجراء المقابلات مع التنظيمات والجماعات، بينما يخشى الباحثون المحليون على أرواحهم إن كتبوا كلمةً أو وصلوا لمعلومة عابرة؟".


وكان الجولاني قد أطل في شباط/فبراير من العام الماضي في حوار مع "مجموعة الأزمات الدولية" كان الأول له مع منصات إعلامية وبحثية غربية، حاول فيها الترويج لـ"هيئة تحرير الشام" على أنها فصيل معتدل، مشيراً إلى فك ارتباطها عن "القاعدة" قبل سنوات. وتبقى الهيئة من أكبر منتهكي حقوق الإنسان في سوريا، حيث تقمع وتعتقل وتغتال الصحافيين والناشطين، وأحدهم كان الناشط البارز رائد الفارس، في العام 2018.

"الشبكة السورية لحقوق الإنسان" أكدت في آخر تقرير لها، أنّ قرابة 2116 مواطناً سورياً ما زالوا قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، رغم تفشي فيروس كورونا.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها