السبت 2020/09/05

آخر تحديث: 19:40 (بيروت)

ما السبب الحقيقي لاعتقال الصحافي المُوالي كنان وقاف؟

السبت 2020/09/05
ما السبب الحقيقي لاعتقال الصحافي المُوالي كنان وقاف؟
increase حجم الخط decrease
أطلقت سلطات النظام السوري، السبت، سراح الصحافي الموالي كنان وقاف بعد اعتقاله ثلاثة أيام، إثر نشره تحقيقاً انتقد فيه الفساد في قطاع الكهرباء، الذي يثير غضباً واستياء كبيرين بين السوريين في الأيام الأخيرة، لا سيما مع موجة حر شديدة واستمرار سياسة التقنين الرسمية، من دون مبرر واضح، سوى تمرير صفقات مشبوهة تهدف إلى خصخصة قطاع الكهرباء في البلاد.

واللافت في القضية ليس حادثة الاعتقال في بلد شمولي يقبع في المرتبة 174 من أصل 180 دولة على مؤشر حرية الصحافة الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود" للعام 2020، بل تضارب التصريحات الرسمية بشأنها من جهة، ونوعية التهم التي تم تلفيقها لوقاف، بشكل أثار سخرية واسعة من غباء المسؤولين في "الدولة السورية".

ويمكن رصد ثلاثة تُهم على الأقل وجهت لوقاف، أولها قضية التحقيق الصحافي حول الكهرباء، والثانية تحدثت عنه صحيفة "الوحدة" التي نشرت التحقيق، وعزت توقيفه إلى "قيادة سيارة من دون أوراق ثبوتية"، والثالثة نقلتها الصحيفة نفسها عن قائد شرطة طرطوس موسى حاصود الجاسم الذي قال أن توقيف وقاف جاء بسبب "قيادته سيارة مهربة وحيازته أوراقاً غير نظامية إضافة إلى تهربه من الخدمة العسكرية".

وتراجعت الصحيفة والجاسم عن الاتهامين الأخيرين، بعدما أشار المعلقون في مواقع التواصل إلى أن وقاف معفى من الخدمة الإلزامية في البلاد لأنه "وحيد" بمعنى أنه لا يمتلك أشقاء ذكوراً، حسب القانون السوري.

فيما يتعلق بما نقلته مؤسسة و جريدة الوحدة عن تخلف الصحفي فيها والموقوف حاليا كنان وقاف عن خدمة العلم فان الصحفي كنان...

Posted by Belal Slyten on Friday, September 4, 2020


في ضوء ذلك، اضطرت الصحيفة للاعتذار عن "الخطأ" وقالت أن الاعتقال جاء بسبب "شكوى قدمها بحقّه مازن حماد، حول نشره تحقيقاً صحافياً عن كهرباء محافظة طرطوس ورد فيه اسم حماد، في جريدة الوحدة، وصفحته الشخصية على "فايسبوك"، وصلة حماد بالموضوع، والفساد بعقود توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية"، حسب تعبيرها. أما الجاسم فتراجع عن اتهاماته بالقول أنها أتت "نتيجة التشابه في الكنية بين وقاف وموقوف آخر يُدعى خليل وقاف".

وزير الإعلام: الإفراج عن الصحفي كنان وقاف بأقرب وقت.. قائد شرطة طرطوس يعتذر أكد قائد شرطة محافظة طرطوس، العميد موسى...

Posted by ‎جريدة الوحدة- اللاذقية‎ on Friday, September 4, 2020


وهنا، دخلت شبكة "روسيا اليوم" الحليفة للنظام، على الخط، بنشرها وثيقة إخلاء سبيل وقاف، وأظهرت التهم الموجهة إليه وهي: "قدح إدارة عامة، وتحقير والنيل من هيبة الدولة باستخدام الشبكة"، ما ينفي الأكاذيب السابقة حول وجود اتهام شخصي ضده، كما يظهر من الورقة المسربة أن هنالك عقوبات ما لم يفصح عنها، سوف تطال وقاف الذي تعهد بتنفيذها كشرط لإطلاق سراحه.

ولم تتوقف القصة هنا، بل امتدت إلى وزارة الإعلام، بتصريحات للوزير عماد سارة لصحيفة "الوطن" شبه الرسمية، في وقت متأخر الجمعة، قال فيها أنه "اعتباراً من اليوم لن يتم توقيف أي صحافي قبل أن يتم اطلاع وزارة الإعلام على أسباب التوقيف ومسبباته"، مضيفاً أن "وزير العدل تواصل مع القضاة وأكد على ضرورة عدم اعتقال أي صحافي قبل الرجوع اليه ومن ثم التنسيق مع وزارة الإعلام للوقوف على أسباب الاعتقال وموجباته".

أكد وزير الاعلام عماد سارة في اتصال مع "الوطن" انه اعتباراً من اليوم لن يتم توقيف أي صحفي قبل أن يتم اطلاع وزارة الإعلام...

Posted by ‎مراسلون سوريون _ Syrian Reporters‎ on Friday, September 4, 2020


ومنذ العام 2017، يتحدث سارة شخصياً عن قانون جديد للإعلام "سيبصر النور قريباً"، يلغي عقوبة السجن للصحافيين واعتقالهم، لكن ذلك القانون لم يصدر مطلقاً، خصوصاً أنه قوبل برفض من الناشطين والصحافيين الموالين، لكونه يعطي صلاحيات قمعية واسعة للأجهزة الأمنية المستحدثة في وزارة الداخلية بشكل يحد من حرية التعبير شبه المعدومة أصلاً في البلاد.

وما يجعل تصريحات سارة الأخيرة خالية من المعنى، حقيقة أن قانون الإعلام الصادر العام 2012، رغم تضمنه الكثير من الخطوط الحمر الفضفاضة، مثل المس برموز الدولة أو المواد التحريضية وغيرها من العبارات، احتوى أيضاً مادة صريحة تنص على عدم جواز اعتقال الصحافي أو استجوابه، ولو كان مرتكباً لجُرم، من دون إبلاغ "المجلس الوطني للإعلام" الذي استحدثه النظام خلال قانون 2011، أو فرع اتحاد الصحافيين الذي يتبع له الصحافي المذنب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها