السبت 2020/08/29

آخر تحديث: 20:04 (بيروت)

"هيومان رايتس ووتش": أطلقوا سراح عماد حجاج فوراً

السبت 2020/08/29
"هيومان رايتس ووتش": أطلقوا سراح عماد حجاج فوراً
increase حجم الخط decrease
طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات الأردنية بالإفراج فوراً عن رسام الكاريكاتور المعتقل عماد حجاج، وإبطال التهم التعسفية الموجهة إليه.


وقال  نائب مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة، جو ستورك، في بيان: "وصف الرسوم الكاريكاتورية الساخرة بالجريمة الإرهابية يؤكد فقط أن الأردن مصمم على كمّ أفواه المواطنين الذين يتكلمون بحرية. هذا الاعتقال رسالة مفادها أن السلطات الأردنية تفضل انتهاك حقوق مواطنيها على المجازفة بجَرح مشاعر زعيم".

ويعد حجاج، البالغ من العمر 53 عاماً، من أبرز رسامي الكاريكاتور في الأردن والعالم العربي، واعتقلته سلطات بلاده في 26 آب/أغسطس الجاري لنشره رسماً ساخراً يصور ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد يحمل بين يديه حمامة على جناحها رسم علم إسرائيل وقد بصقت الحمامة في وجه بن زايد، وكتب عليها "تف- 35"- بدلاً من "إف-35" في إشارة ساخرة لمعارضة إسرائيل لبيع المقاتلات الأميركية المتقدمة للإمارات بعد الاتفاق الذي أبرم بوساطة أميركية.

وفي 27 آب/أغسطس، أعلن المدعي العام أنه أمر باحتجاز حجاج 14 يوماً وأحاله إلى "محكمة أمن الدولة" بتهمة "تعكير صفو العلاقات الأردنية مع دولة أجنبية"، وهي جريمة بموجب "قانون منع الإرهاب" الأردني. ورأت "هيومن رايتس ووتش" أن الاعتقال جاء في سياق توجّه أشمل نحو تضييق الخناق على حرية التعبير في الأردن.

وهكذا، يواجه حجاج محاكمة محتملة بموجب الفقرة (ب) من المادة 3 من قانون منع الإرهاب الأردني، وهو بند فضفاض للغاية يحظر "القيام بأعمال من شأنها تعريض المملكة لخطر أعمال عدائية أو تعكر صلاتها بدولة أجنبية أو تعرض الاردنيين لخطر أعمال ثأرية تقع عليهم أو على أموالهم". ووثّقت "هيومن رايتس ووتش" قضايا عديدة استخدمت فيها السلطات هذا البند لمعاقبة الأردنيين لمجرد نشر مقالات أو منشورات في مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد دولاً أخرى، لا سيما دول الخليج أو قادتها.

ويعتبر الأردن حليفاً مقرباً من الغرب وإحدى دولتين وقعتا اتفاقيات سلام مع إسرائيل، قبل الإمارات التي لا تتشارك مع إسرائيل في أي حدود ولم تخض حرباً مطلقاً معها، وباتت ثالث دولة عربية تطبع العلاقات مع إسرائيل.

يأتي ذلك في وقت تعرض اتفاق الإمارات مع إسرائيل لانتقادات حادة من الفلسطينيين ومؤيدي قضيتهم لأنه كسر إجماعاً عربياً قديماً على عدم منح الاعتراف إلا مقابل تنازلات في عملية السلام. لكن الإمارات قالت أن الاتفاق علق خطط إسرائيل لضم ثلث أراضي الضفة الغربية التي يطالب بها الفلسطينيون كجزء من دولتهم المستقبلية، بينما اعتبرت إسرائيل أن التوقف مؤقت، حسبما نقلت وكالة "أسوشييتد برس".

وقال ستورك: "ينبغي للأردن أن يكترث للإضرار بمكانته على الساحة الدولية من خلال هذه الملاحقات المسيّسة أكثر من اكتراثه للانتقاد السلمي لحكام دول أخرى من قبل مواطنيه".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها