السبت 2020/06/20

آخر تحديث: 16:58 (بيروت)

أسماء الأسد تتحدى أميركا.. بزيارة الجنود في بلودان؟

السبت 2020/06/20
أسماء الأسد تتحدى أميركا.. بزيارة الجنود في بلودان؟
increase حجم الخط decrease
أثارت الصور الجديدة لرئيس النظام السوري بشار الأسد وعائلته مع جنود في الجيش السوري، تساؤلات كثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، بداية من مكان التقاط الصور إلى سبب ارتداء الملابس الشتوية في فصل الصيف، وصولاً إلى تجاهل حسابات رئاسة الجمهورية في مواقع التواصل، للصور بشكل تام على غير المعتاد.

وفيما قال ناشطون أن الصور التقطت في مكان ما من الساحل السوري بالقرب من جبهات القتال في محافظة إدلب، قال آخرون، وتحديداً الناشطون الموالون للنظام، أن الصور التقطت بالقرب من دمشق، ويرجح أنها في منطقة بلودان الباردة نسبياً، ما يفسر الملابس الشتوية التي ارتدتها عائلة الأسد في الصور.


وعادة ما يجذب بشار الأسد الأنظار في هذه النوعية من الصور حتى لو كان محاطاً بأفراد عائلته، مثلما هو الحال في الزيارات التي قام بها العام 2017 إلى مناطق في ريف حماة وريف الساحل السوري على سبيل المثال، وكان أفراد عائلته مجرد رتوش تضاف إلى صورته كقائد مثالي يرعى أفراد شعبه، إلا أن أسماء التي شملتها العقوبات الأميركية لأول مرة بعد تطبيق قانون "قيصر" في 17 حزيران/يونيو الجاري، كانت محور الاهتمام وهي تقف أمام زوجها وخلفهما أبناؤهما الثلاثة، مع جنود النظام.

وامتلأت مواقع التواصل بالتعليقات التي اعتبرت أن أسماء الأسد تتحدى الإدارة الأميركية، عبر هذه الإطلالة. وعلق الكاتب والصحافي الأميركي البارز سام داغر، في "تويتر": "رسالة بشار الأسد وأسماء بعد عقوبات قيصر هي: لن نرحل، لقد تجاوزنا كل الرؤساء والعقوبات الأميركية، سيفوز بشار بالانتخابات العام 2021، وبعد ذلك ستخلفه أسماء ومن بعدها حافظ الثاني".

من جهته وصف الباحث البريطاني في معهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، ظهور أسماء الأسد بأنه "غير عادي جداً وجريء جداً"، فيما نشرت الصفحات الموالية للنظام، قصة تتكرر في كل مرة تظهر فيها مثل هذه النوعية من الصور، وهي إيقاف العساكر على أحد الحواجز لسيارة مارة في منطقة الزبداني "من دون مرافقة عسكرية"، ليُفاجأوا بالأسد يقود السيارة مع عائلته في نزهة في المنطقة ليطلبوا منهم التقاط صور تذكارية، ما يدل على "تواضع" العائلة و"بساطتها".

ويعطي شكل الدعاية المقدمة بصورة غير رسمية، من دون نشرها في معرفات الرئاسة الرسمية في مواقع التواصل، وربطها بعنصري البساطة والتواضع، انطباعاً بأن الرسالة ليست موجهة للإدارة الأميركية، بقدر ما هي موجهة للبيئة الداخلية الموالية للأسد، والتي تحدثت الأنباء عن وجود استياء واسع ضمنها من الأسد شخصياً بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة وانهيار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي.


ونسي موالو النظام الواقع الاقتصادي المتردي في البلاد، والذي تشير التقديرات إلى تفاقم انهياره في الفترة المقبلة، عبر نشر الهتافات التي تحيي الجيش وتدعو لمزيد من العمليات العسكرية. وكتب أحد المعلقين في "تويتر": بعد تطبيق قانون قيصر الظهور الاول للسيد الرئيس بشار حافظ الأسد والسيدة الاولى أسماء الأسد يزوران احدى النقط العسكرية لحماة الديار. يعني لا باجتماع طارئ مع الحكومة ولا مع حاكم البنك المركزي ولا مع رجال الأعمال. يعني بقلم نشرح: مكملين بالعملية العسكرية. قيصرك ياترامب بللو واشرب ميتو".


إلى ذلك، غرد العشرات بعبارة "الأم القاتلة" لوصف أسماء الأسد ودورها المتنامي ضمن نظام الأسد، علماً أن هذه هو الوصف الذي اعتمدته مجلة "ديرشبيغل" الألمانية قبل أيام في قراءاتها لفرض عقوبات على "سيدة الياسمين"، حسبما نقلت مواقع سورية معارضة.

وأشارت المجلة إلى أن أسماء الأسد كانت تتسوق من أوروبا عبر الأنترنت من الحلي والمجوهرات والأثاث، في حين كان الشعب السوري يموت جوعاً ويتعرض للتشريد على يد زوجها القاتل، ورغم أنها عملت للترويج على أنها الأم الراعية للسوريين، وقامت بعدد من الحملات الدعائية لتلميع صورتها، إلا أنها لم تفلت من العقوبات الأميركية.

وأكملت المجلة بأن أسماء حرصت على الظهور بمظهر السيدة الأنيقة والقوية، وكانت تدعي أن زوجها انتصر وسوريا بدأت تستقر، بينما شهدت العملة السورية أسوء انهيار لها منذ بدء الثورة المناهضة لزوجها. كما اعتقدت أنها في مأمن من العقوبات أو المحاكم الدولية، لكونها تحمل الجنسية البريطانية، ولكن الحال تغير بعد أن طالتها العقوبات الأميركية لأول مرة.

وكان المبعوث الأميركي الخاص بسوريا، جايمس جيفري، قال عن دور أسماء الأسد في النظام أنها " تشارك شخصياً وبوسائل عديدة بالأهوال التي تشهدها سوريا اليوم ولذلك فرضت عقوبات عليها وليس لأنها زوجة الأسد".

ودخل قانون قيصر الأميركي حيز التنفيذ، الأربعاء، بإعلان واشنطن إنزال عقوبات على 39 من الأشخاص والكيانات المرتبطين بالنظام، كشفت الخارجية الأميركية عن الجهات المستهدفة والتي تشمل بشار الأسد وزوجته أسماء اللذان وصفتهما بـ "مهندسي معاناة الشعب السوري".

 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها