وفي ليلة الجمعة الماضي، تابع المشاهدون مراسل قناة "سي إن إن" عمر خمينيز وطاقمه أثناء إلقاء القبض عليهم على الهواء مباشرة أثناء تغطية احتجاج في أعقاب مقتل جورج فلويد في مدينة منيابوليس. ويوم السبت أثناء اشتباك محتجين مع الشرطة في مختلف أنحاء البلاد صرخت المراسلة كايتلين راست من محطة الإذاعة في لويزفيل بولاية كنتاكي: "أتعرض لضرب النار! أتعرض لضرب النار" وصورتها الكاميرات بينما كانت الشرطة المحلية تستهدفها هي وطاقم العاملين معها برذاذ الفلفل من مسافة قريبة.
في ضوء ذلك، علق المدير التنفيذي في "لجنة المراسلين لحرية الصحافة" بروس براون: "الاعتداءات العديدة المقصودة التي واجهها الصحافيون الذين يغطون الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد من جهات إنفاذ القانون خلال الليلتين الماضيتين مستهجنة وانتهاكات واضحة للتعديل الأول". علماً أن التعديل الأول للدستور الأميركي ينص على حرية التعبير وحرية الصحافة ضمن الحريات الأساسية الأخرى.
والحال أن الاعتداءات جاءت وسط التصريحات المعادية لوسائل الإعلام التي يطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واستهدفت مؤسسات إعلامية تمثل مختلف ألوان الطيف السياسي.
وعليه، اعتدى متظاهرون على ليلاند فيترت مراسل قناة "فوكس" الإخبارية، الذي يملك خبرة في العمل في مناطق الحرب، وطاقم العاملين معه بالقرب من البيت الأبيض يوم الجمعة بعد أن اكتشفوا أنه يعمل لقناة "فوكس". وقال فيترت في مقابلة مع وكالة "رويترز" يوم الأحد: "لم أشعر بمثل هذا الرعب منذ وجدت نفسي وسط حشد من الغوغاء انقلب علينا في ميدان التحرير" بالقاهرة.
وأشار فيترت إلى أن الصورة العامة لوسائل الإعلام تدهورت خلال الفترة التي قضاها في تغطية الأحداث في الشرق الأوسط، وأضاف: "شهدنا حدوث هذه النقلة حيث أنقلب من كنا ننقل أخبارهم من السعادة بوجودنا لنقل حكاياتهم إلى اعتبارنا أهدافا محتملة... ونحن الآن نشهد هذه النقلة نفسها في أميركا وهو شيء مرعب".
ومنذ تولى ترامب منصبه في 2017 دأب على مهاجمة وسائل الإعلام. وقالت كورتني رادش المديرة في "لجنة حماية الصحافيين": "ثمة حملة افتراء من جانب الرئيس ترامب على وسائل الإعلام". وأضافت أن ذلك يحدث أيضا لأنّ المحتجين "يريدون التحكم في سرد موقفهم أيضاً. الكل يريد التوجه مباشرة للشعب بروايته للأحداث".
وكتب الرئيس يوم الأحد مثلاً، تغريدة قال فيها: "وسائل الإعلام العرجاء تبذل كل ما في وسعها لبث الكراهية والفوضى. وما دام الكل يفهم ما تفعله وأنها أخبار كاذبة وأنهم أشرار حقا لهم برنامج يثير الاشمئزاز، فبإمكاننا شق طريقنا إلى العظمة غير عابئين بهم". وكان بعض أنصار ترامب قد هونوا في السابق من الهجوم على وسائل الإعلام وعلى دور الرئيس فيه قائلين أن وسائل الإعلام أضعفت مصداقيتها بالتغطية الإخبارية المنحازة.
Much more “disinformation” coming out of CNN, MSDNC, @nytimes and @washingtonpost, by far, than coming out of any foreign country, even combined. Fake News is the Enemy of the People!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) May 30, 2020
وقال براون أن ترامب "لم يكن الشرارة الوحيدة" لكن "سيكون من المفيد كثيراً أن يتوقف عن مهاجمة الصحافيين". بينما يقول الخبراء الإعلاميون أن مشاهدة الصحافيين أثناء القبض عليهم والاعتداء عليهم على شاشات التلفزيون يبعث برسالة للمشاهدين مفادها أنه لا تداعيات للعنف.
واعتذر حاكم مينيسوتا بعد القبض على صحافيي "سي إن إن" كما اعتذرت شرطة لويزفيل لاستهداف الصحافية راست لكونها مراسلة. لكن لم تُتخذ أي إجراءات بحق ضباط الشرطة المعنيين حتى الآن، فيما أعلنت صحافية مستقلة في مينيابوليس، اسمها ليندا تيرادو، أنها فقدت النظر في عينها بعدما أصيبت بعيار مطاطي.
وامتلأت مواقع التواصل بمقاطع فيديو وشهادات توثق الاعتداءات. ومنها إعتقال مصور قناة "WCCO" التابعة لشبكة " CBS"ت وم أفيليس في منيابوليس، بعدما استهدفه شرطي برصاصة مطاطية، وبقي قيد الاحتجاز لساعتين، ليل السبت، رغم تعريفه عن نفسه وسؤاله أين يجب أن يتوجّه. وقالت مراسلة القناة الأخرى جوان غيلبيرتسون أن شرطياً هددها بإجراء مماثل، وقال لها: "سيحصل لك ما حصل له، أو أنتِ التالية". وفي لاس فيغاس قالت المصورة بريجيت بينيت لشبكة "سي أن أن" أنها احتُجزت مع مصور صحافي آخر في مكان الاحتجاج. مضيفة: "أنا مصورة صحافية مستقلة، وأعمل في مهمة لوكالة فرانس برس. أطلق سراحي صباح السبت".
إلى ذلك أُلقي القبض على إيلين شميت، وهي مصورة لصحيفة "لاس فيغاس ريفيو جورنال"، كما احتجز مراسل "هافنغتون بوست"، كريس ماتياس، أثناء تغطيته للاحتجاجات المناهضة للعنصرية في نيويورك رغم أنّه كان يرتدي تعريفاً بأنه صحافي. فيما قالت الصحافية في "لوس أنجلوس تايمز" مولي هينيسي فيسك، إنّها كانت تقف مع مجموعة من نحو عشرة صحافيين عندما أطلقت دورية ولاية مينيسوتا قنابل الغاز المسيل للدموع عليهم من مسافة قريبة. وأشارت إلى أنّ المجموعة حدّدت نفسها بوضوح كإعلامية، وسألت الضباط أين يجب أن يتنقلوا، لكنّهم لم يجيبوا.
وقالت الصحافية في "لوس أنجلوس تايمز" مولي هينيسي فيسك، أنها كانت تقف مع مجموعة من نحو عشرة صحافيين عندما أطلقت دورية ولاية مينيسوتا قنابل الغاز المسيل للدموع عليهم من مسافة قريبة.
ولم تقتصر الهجمات على الصحافيين، بل شملت أيضاً مؤسسات إعلامية. ففي أتلانتا عاصمة ولاية جورجيا، هاجم عشرات الأشخاص مقر شبكة "سي إن إن" الإخبارية وألقوا قنبلة صوتية في ردهة المبنى حيث كان يتواجد شرطيون. وأعاد الرئيس ترامب نشر تغريدة جاء فيها: "إنها سخرية القدر، مقر سي إن إن يتعرض لاعتداء من قبل مشاغبين كان تعتبرهم نبلاء وأصحاب حق".
في سياق متصل، أعربت منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، الاثنين، عن قلقها بشأن العنف ضد الصحافيين الذين يغطون الاحتجاجات في الولايات المتحدة، مشددة على ضرورة توفير أقصى درجات الحماية للصحافيين.
وذكر بيان للمنظمة الأوروبية، من مقرها في فيينا، أن ممثل منظمة الأمن والتعاون الأوروبي بشأن حرية الإعلام، هارلم ديسير، طالب بوقف العنف ضد الصحافيين الذين يغطون الاحتجاجات في أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، مضيفاً: "إنني قلق للغاية من عدد الحوادث والهجمات التي تشنها الشرطة والمتظاهرون ضد الصحافيين الذين كانوا يغطون الاحتجاجات في الولايات المتحدة خلال الأيام القليلة الماضية"، مشيراً إلى أن العديد من هذه الحوادث شهدت اعتقالات واستخدام القوة من قبل الشرطة بما في ذلك الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل، وكذلك أعمال العنف من قبل المتظاهرين.
ودعا البيان السلطات الأميركية إلى ممارسة ضبط النفس والتأكد من أن الصحافيين يمكنهم العمل بأمان أثناء تغطية الاحتجاجات العامة، حيث يجب الحفاظ على دور الصحافة الحرة في جميع الأوقات ، ويجب أن يتمتع الصحافيون بحرية الكتابة من دون التعرض للعنف أو الاعتقال أو الترهيب.
ولم تقتصر الهجمات على الصحافيين، بل شملت أيضاَ مؤسسات إعلامية ففي أتلانتا عاصمة ولاية جورجيا، هاجم عشرات الأشخاص مقر شبكة "سي إن إن" الإخبارية وألقوا قنبلة صوتية في ردهة المبنى حيث كان يتواجد شرطيون. وأعاد الرئيس ترامب نشر تغريدة جاء فيها: "إنها سخرية القدر، مقر سي إن إن يتعرض لاعتداء من قبل مشاغبين كان تعتبرهم نبلاء وأصحاب حق".
CNN’s @OmarJimenez and his crew have been released from police custody. He recounts getting arrested and what happened while they were in custody. https://t.co/v3kMq77Oro pic.twitter.com/JoqmwlTc5i
— CNN (@CNN) May 29, 2020
Looks like an officer points weapon and shoots right at cameraman for no apparent reason. https://t.co/nxIuvBLqkc
— Jason Riley (@JasonRileyWDRB) May 30, 2020
We are extremely alarmed that our reporter Chris Mathias (@letsgomathias) has apparently been taken into NYPD custody while doing his job as a journalist. We demand that he be released immediately. CC: @NYPDnews @NYCMayor @NewYorkStateAG
— HuffPost (@HuffPost) May 31, 2020
Minnesota State Patrol just fired tear gas at reporters and photographers at point blank range. pic.twitter.com/r7X6J7LKo8
— Molly Hennessy-Fiske (@mollyhf) May 31, 2020
A man with a video camera and a PRESS helmet runs after being hit by... something... apparently some sort of pellet fired by police pic.twitter.com/OpH2Q60ry4
— Brian Stelter (@brianstelter) May 31, 2020
Tensions rose slightly on Lake Street at 17th Street as protestors were surrounded on both sides. pic.twitter.com/m9kvtZmgUv
— Michael Anthony Adams (@MichaelAdams317) May 31, 2020
LAPD just shot me and protestors gathered at Beverly & Fairfax with rubber bullets. I was holding my press badge above my head. pic.twitter.com/9YCXq3rUvc
— Cerise Castle (@cerisecastle) May 30, 2020
Clean up underway right now at the CNN Center in Atlanta after overnight protests. pic.twitter.com/eiRpAuzxvC
— Brett Rosner (@Brosner85) May 30, 2020
Grand Rapids, Michigan — thankfully this studio is not being used right now: https://t.co/47bdZECOam
— Brian Stelter (@brianstelter) May 31, 2020
I’m was attacked by protestors downtown by the arena. They stomped and kicked me. I’m bruised and bloody but alive. My camera was destroyed. Another group of protesters pulled me out and saved my life. Thank you! @KDKA pic.twitter.com/clyANKodth
— Ian Smith (@ismithKDKA) May 30, 2020
Some of the demonstrators near the White House who were protesting the death of George Floyd targeted journalists. Some chanted “fuck Fox News.” https://t.co/tYAqwYFSk3
— Jennifer Jacobs (@JenniferJJacobs) May 30, 2020
Won a @PulitzerPrizes while on furlough on May 4. Was tear gassed while reporting on May 29. This is journalism in 2020. https://t.co/dBgodzt7z1
— Andrea Bitely (@AndreaBitely) May 30, 2020
Police just fired off paintballs and tear gas.
— adigtv (@AdiGTV) May 30, 2020
Our photographer got hit four time and our camera got hit.
Luckily, I ducked and avoided getting struck.#denverprotests @DenverChannel pic.twitter.com/8KstNp39HS
I was chased out of the park and threatened with spray despite repeatedly identifying myself as press and waving my Secret Service issued credential.
— Hunter Walker (@hunterw) May 30, 2020
Check this out. Rubber bullet fired by #LAPD gashes by camera instead of my face during #GeorgeFloydprotest in LA. pic.twitter.com/aTh46j2DZa
— luis sinco (@luissinco) May 30, 2020
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها