الثلاثاء 2020/05/05

آخر تحديث: 19:25 (بيروت)

رقابة الليث حجو وراء التشبيح في "مسافة أمان"؟

الثلاثاء 2020/05/05
رقابة الليث حجو وراء التشبيح في "مسافة أمان"؟
كاريس بشار في "مسافة أمان"
increase حجم الخط decrease
في العام الماضي، تم الترويج لمسلسل "مسافة أمان"، على أنه مسلسل يتحدى إلى حد ما، سردية النظام السوري عن الحرب في البلاد، أو بوصفه يقدم دراما تصور الواقع في أقل تقدير. لكن المتابعين اصطدموا بعمل أقرب للدعاية الرسمية منه للفن.


وبعد عام كامل من عرضه، هاجمت كاتبة المسلسل، إيمان السعيد، مخرجه الليث حجو، عبر منشور طويل في "فايسبوك"، واتهمته بممارسة رقابة شديدة على العمل، أدت لظهوره بهذا الشكل، علماً أن حجو ومجموعة من الممثلين في المسلسل تحدثوا العام الماضي عن أن الكاتب الموالي للنظام رامي كوسا، هو من كتب جزءاً كبيراً من أحداث المسلسل رغم عدم إيراد إسمه في شارة المسلسل.



وأوضحت السعيد أنها قدمت كامل حلقات المسلسل لشركة "إيمار الشام" المنتجة للمسلسل والتي يمتلكها رجل الأعمال المقرب من النظام سامر فوز، بعكس ما روج له حجو الذي قال أنه استعان بكوسا من أجل إكمال المسلسل وتصويره.

ويبدو من كلام السعيد أن العمل كان مكتملاً، لكن حجو استعان بكوسا لتنقيحه وتقديم نسخة مشوهة منه، تتماشى مع سردية النظام السوري حول الحرب والثورة في البلاد.

ومن اللافت أن السعيد هنا، برّأت مؤسسات النظام من فرض رقابة على المسلسل، كما هو متعارف عليه في البلاد، وألقت بالمسؤولية على حجو الذي تعامل مع النص والممثلين بأسلوب "أمني وترهيبي"، وصل إلى حد منع الممثلين من ذكر اسمها في المقابلات الصحافية التي أجريت معهم عن المسلسل.

وقالت السعيد: "نعم حدثت تعديلات على النص لم تكن بعلمي ولا بموافقتي وخاصة أن بعض التعديلات ذات أبعاد أمنية على حد علمي لم تطلب لا من الشركة ولا حتى في تقرير الرقابة في التلفزيون الذي تمتع الناقد سومر ابراهيم عندما كان في منصبه بكامل النزاهة والشجاعة لتمرير عدد من النصوص الجريئة ذلك الموسم الرمضاني، الأمر الذي لن نشهد مثله بعد ذلك وبات هذا واضحاً بعدما أضحى السقف الرقابي هذا الموسم، كما قيل، فوق الرؤوس. شجاعة كلفته منصبه وأخرجت الدراما السورية بموسم رمضاني أضعف في طرحه وجرأته هذا العام. وإنما كانت هذه التعديلات باجتهاد إخراجي".

يذكر أن المسلسل من بطولة أسماء بارزة مثل كاريس بشار وسلافة معمار وقيس الشيخ نجيب، ولعب على أفكار عديدة، منها شيطنة اللاجئين السوريين وتبرئة الأجهزة الأمنية من تهم تخويف وإرهاب السوريين، وتحميل المعارضة مسؤولية مشاكل البلاد كافة، بالإضافة إلى إلصاق تهمة استخدام الأسلحة الكيماوية في البلاد، بـ"المنظمات الإرهابية"، رغم أن كافة التقارير الدولية ذات الصلة تثبت مسؤولية النظام عن المجازر الكيماوية في البلاد منذ العام 2013.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها