الأحد 2020/04/19

آخر تحديث: 20:11 (بيروت)

حفيدة المطربة اليهودية اللبنانية نرجس تغني لفيروز..وللدعاية الاسرائيلية؟

الأحد 2020/04/19
حفيدة المطربة اليهودية اللبنانية نرجس تغني لفيروز..وللدعاية الاسرائيلية؟
احيت حفلاً ليهود لبنان والفارين من الجنوب بعد التحرير في العام 2000
increase حجم الخط decrease
"فيروزيات من إسرائيل.. تمارا شوقي من الجيل الثاني ليهود لبنان في إسرائيل تهديكم أغنية أعطني الناي وغني لفيروز التي تطرب عليها صباح مساء".. هكذا تستغل صفحة "إسرائيل بالعربية" الفايسبوكية المغنّين اليهود من أصل عربي بغية الترويج لدعاية "انفتاح إسرائيل ثقافياً كما لو أنها لوحة فسيفساء".



تظهر الشابة اليهودية من أصل لبناني تمارا شوقي في الفيديو المذكور ومدته دقيقة وهي تعزف على البيانو، بينما تُغنّي "أعطني الناي".. لتنهال التعليقات على الفيديو، حيث توزعت بين الثناء على صوتها وأدائها، وأخرى شنّت هجوماً على تمارا وإسرائيل. وكان أبرزها تعليق لناشط سوري، كتب فيه: "فيروز غنت القدس لنا والبيت لنا وفيروز ما تحبكم.. أنتم بلا تاريخ ولا راح يكون عندكم مستقبل. انتم شوية حاضر ابتلانا ربي فيكم".
 

مَن هي تمارا شوقي؟

بالغوص في محتوى صفحة الشابة تمارا الموسيقية في مواقع التواصل الاجتماعي، بموازاة البحث في البروفايل الخاص بها، يتبين ان والداها شوقي ودوريت هما أيضاً مغنيان.. لكنّ نجم ابنتهما تمارا سطع أكثر.

حكاية تمارا الفنية لم تبدأ من أبويها وإنما جدّيها أمل وسليم شوقي.. جدتها أمل عملت مطربة في الإذاعة اللبنانية، وعُرفت باسم نرجس، وتزوجت الملحن اليهودي اللبناني سليم بصل (اسمه الفني سليم شوقي).. ويقال يُقال إن شهرة أمل وسليم الفنية بلغت أرجاء العالم العربي.

وأما قصة خروج الجدّين من لبنان وتحديداً من طرابلس شمالاً فقد اتسمت بالهروب؛ ذلك أنّهما قررا مغادرة لبنان تجاه إسرائيل أواخر ستينيات القرن الماضي، بعدما حامت حولهما شكوك في شأن اتصالهما بأشخاص في إسرائيل. وكان قد مضى على اعلان الدولة العبرية  الاراضي المحتلة، واحد وعشرون عاماً حينذاك..

هرب الجدّان برفقة ابنهما شوقي الذي سيصبح لاحقاً، أباً لتمارا بعد أن يتعرف على أمها دوريت اليهودية المهاجرة من هنغاريا.

يقول الإعلامي من فلسطينيي 48 محمد مصالحة لـ"المدن" ان تمارا شوقي "تدمج الموسيقى الشرقية بالغربية.. فغنّت لفيروز وأم كلثوم وكبار الفنانين العرب".

تمارا التي درست موسيقى الجاز والكلاسيك في الأكاديمية الموسيقية بالقدس المحتلة، نفذت أعمالا مشتركة مع منتجين وفنانين من عرب 48 محليين مغمورين. وقدمت حفلات في الاراضي المحتلة وخارجها، وفق مصالحة. 

في صفحة تمارا الفايسبوكية، تقول إنها تعتز بالموروث الموسيقي العربي وإحيائها ألحاناً وأغاني فنانين عرباً كبار.

وبالبحث في حفلات أحيتها، يتبين ان تمارا غنّت أمام حشد من يهود لبنان وكذلك فارين من جنوب لبنان الى الاراضي المحتلة بعد انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000. وتنشر تمارا فيديوهات الحفلات على صفحتها بعنوان "ذكريات من لبنان". 

والحال، أن إسرائيل توظّف مراراً مغنّين يهود من أصول عربية لتكريس "التطبيع الغنائي" من بوابة الفنّ.. ولعل تقرير "يديعوت أحرونوت" الذي يضيء على تمارا، يعزز المحاولات الاسرائيلية حينما ركز على ما وصفه "التعاون" و"مشاريع" مع فنانين عرب واجانب.

تمارا شوقي أدت الدور الذي يخدم دعاية إسرائيل، لمجرد أن وجهت بطريقتها في فيديو نشرته صفحة "إسرائيل بالعربية" إلى جانب شخصيات يهودية من أصول عربية، "رسالة محبة وسلام بلهجات عربية مختلفة من إسرائيل من أجل الدعاء لدرء خطر الكورونا".. في الفيديو تغنّي أغنية لفيروز، وهي "ياقلبي لا تتعب قلبك وبحبك على طول بحبك بتروح كتير وبتغيب كتير وبترجع عادراج بعلبك". 
 


تمارا ليست وحدها من غنّى واشتهر في هذا المجال في صفوف يهود إسرائيل من أصول عربية لا سيما لبنانية.. فقد برزت أسماء مغنين من أصل مغربي ويمني وعراقي. وتروج اسرائيل لنفسها على أساس أنها صاحبة هذا اللقب، مدعية أنها "احتوت هذا التنوع الثقافي".

لكن نموذج تمارا وغيرها من يهود إسرائيل ذوي الاصول العربية، يكشف "ازمة الهوية" لديهم، لا التعبير عن التنوع الثقافي في الدولة العبرية الذي تدعيه اسرائيل.. وتعزز تمارا هذه العقدة عندما تنشر صورة فيروز على صفحتها الفايسبوكية وتصفها بـ"الإلهام". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها