الإثنين 2020/03/30

آخر تحديث: 19:43 (بيروت)

كورونا سوريا: مذيعة تهدد المشاهدين.. ومنجّمون يستخفون بالوباء

الإثنين 2020/03/30
كورونا سوريا: مذيعة تهدد المشاهدين.. ومنجّمون يستخفون بالوباء
تجمع الموظفين للحصول على رواتبهم في اللاذقية (فايسبوك)
increase حجم الخط decrease
في ظل المخاوف المتزايدة من كارثة إنسانية جديدة في سوريا، مع تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم، تبدو تغطية الإعلام الرسمي وشبه الرسمي في البلاد، كوميدية، مع تعاملها مع الفيروس وكأنه عدو خارجي أو جزء من "الجماعات الإرهابية المسلحة".


وظهرت مذيعات في قناة "سما" شبه الرسمية، وهن يرتدين كمامات، ما أعاد للأذهان صور المذيعين والمذيعات في تلفزيونات النظام، وهم يرتدون البدلات العسكرية مثل "أبطال الجيش العربي السوري"، خلال السنوات الماضية.



إلى ذلك، هددت إحدى المذيعات عبر "الفضائية السورية" الرسمية، كل من يخرج من بيته أثناء حظر التجول، باقتياده إلى أحد فروع المخابرات، مثلما حصل لبعض الأشخاص مؤخراً.

ونشر ناشطون سوريون، مقطع فيديو، يظهر المذيعة وهي تخاطب المشاهدين: "نصيحة التزموا في بيوتكم حتى لا تتم معالجتكم من قبل يونس ورفاقه"، وفيما اعتبر بعض المعلقين الأمر مزحة من طرف المذيعة للجمهور، ذكر البعض الآخر بفيديو الشرطي يونس الذي تشير له المذيعة في حديثها، والذي انتشر في اليوم الأول من فرض حظر التجول المسائي في البلاد، ويصور اعتقال مواطن خالف القرارات الجديدة في العاصمة دمشق، واقتياده بشكل "حضاري" إلى الفرع المختص لمعالجة وضعه.



والحال أنه بموجب المادة 13 من المرسوم التشريعي رقم 7 للعام 2007 من قانون الوقاية من الأمراض السارية والإبلاغ عنها ومكافحتها، يواجه المخالفون للإجراءات الرسمية عقوبات قاسية. ووفقاً لنص المادة، "يعتبر كل من قام عن قصد بإخفاء مصاب أو عرّض شخصاً للعدوى بمرض سارٍ أو تسبب عن قصد بنقل العدوى للغير، أو امتنع عن تنفيذ أي إجراء طلب منه لمنع تفشى المرض الساري أنه ارتكب جرماً ويعاقب بالحبس من 6 أشهر إلى 3 سنوات وبالغرامة من خمسين ألف ليرة سورية إلى خمسمئة ألف ليرة سورية، ويحكم للمتضرر بالتعويض عن الأضرار التي لحقت به في حال ادعائه بذلك".



في سياق متصل، أثارت استضافة الإعلام السوري للمنجمين من أجل التقليل من شأن فيروس كورونا، غضباً واستياء واسعين في مواقع التواصل، حيث استضافت قناة "لنا" التي يمتلكها رجال أعمال مقربون من النظام، وتبث من العاصمة اللبنانية بيروت، المنجمة ليلى عبد اللطيف للحديث عن أزمة كورونا في سوريا، فيما تناقلت صفحات موالية تنبؤات للمنجم الآخر مايك فغالي، وتحدثا مجدداً عن عدم خطورة الفيروس في سوريا وأنها مجرد أزمة ستنتهي في نيسان/أبريل المقبل. بشكل مشابه لحديثهما الدائم على الشاشات السورية عن نهاية الأزمة السياسية في سوريا.



ولا يشير الإعلام السوري إلى المشاكل الحقيقية التي تتسبب بها إجراءاته بشأن احتواء الفيروس، ففي ظل الانهيار الاقتصادي وانعدام الخدمات الأساسية التي أثارت في السابق موجات احتجاج ضد حكومة النظام، تتم مطالبة المواطنين بتطبيق الحجر الصحي وحظر التجول والحد من الاحتكاك مع الآخرين، وهو أمر مستحيل في البلاد حيث يتطلب الحصول على الخبز مثلاً الوقوف في طابور طويل، أو التدافع بين حشد بشري أمام شاحنات توزيع الخبز.

وهنا، برز تسجيل مصور عبر مواقع التوصل، يظهر توزيع الخبز على الناس في حي الزهور بالعاصمة دمشق، يقوم فيه "المسؤولون" برمي الخبز على الناس، وسط تجمع حشود كبيرة حول السيارة التي توزع الخبز. ما اعتبره معلقون إذلالاً متعمداً للسوريين بدلاً من تأمين الأساسيات لهم بطريقة آمنة تمنع انتشار فيروس كورونا على الأقل.



وحتى بعد قرارات إيقاف البيع المباشر للخبز من الأفران، بقيت مشاهد التجمهر والطوابير موجودة، فظهرت مقاطع فيديو لطوابير في كل من مدينة قدسيا بريف دمشق وفي منطقة ركن الدين بالعاصمة دمشق. أما أطول طابور على الإطلاق فكان في مدينة حلب وامتد من جسر الأكرمية إلى فرن الذرة في حي الأعظمية.



مشاهد الطوابير والتجمهر استمرت، مطلع الأسبوع، مع مقاطع فيديو وصور في عدد من المدن السورية، لاصطفاف الناس أمام الصرافات الآلية  لاستلام مرتباتهم الشهرية. فبثت شبكة "السويداء 24" على سبيل المثال صوراً لطوابير من عشرات المواطنين ينتظرون دورهم لاستلام رواتبهم أمام المصرف العقاري والمصرف التجاري في مدينة السويداء.



من جهتها، بثت "شبكة أخبار اللاذقية" الموالية، صورةً تظهر تجمعاً كبيراً على صرافات مديرية تربية اللاذقية للمعلمين والموظفين القادمين من أرياف المدينة، بموازاة صور مماثلة من العاصمة دمشق أيضاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها