الجمعة 2020/02/07

آخر تحديث: 19:33 (بيروت)

جنود الأسد يهددون الأموات قبل الأحياء مع سقوط سراقب

الجمعة 2020/02/07
جنود الأسد يهددون الأموات قبل الأحياء مع سقوط سراقب
نزح سكان المدينة في وقت سابق إلى مناطق قرب الحدود التركية (غيتي)
increase حجم الخط decrease
رغم أن أول الفيديوهات التي بثت من مدينة سراقب بريف محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، بعد سيطرة جيش النظام عليها، أتت من طرف مراسل روسي يعمل لصالح وكالة "أنا نيوز" الروسية، إلا أن أبرز المقاطع والصور المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كانت لإعلاميي النظام السوري وعناصر في قواته، الذين بثوا جزءاً من أحقادهم، بحق المدنيين في المنطقة.


وبرز مقطع فيديو مستفز، هدد فيه عنصر في جيش النظام السوري، بنبش قبور بلدة خان السبل، قرب سراقب، متوعداً فيه بالانتقام من الأموات قبل الأحياء في إدلب. ما أعاد إلى الأذهان الصور المؤثرة التي تداولها ناشطون سوريون قبل أيام، وأظهرت أخذ سوريين شواهد قبور أفراد من عائلاتهم، معهم في رحلة اللجوء إلى المجهول، خوفاً من تدنيسها، كما يظهر في التهديد الأخير.

وإن كان هذا المقطع مستفزاً إلا أنه ليس صادماً عطفاً على كمية الإجرام الذي مارسه عناصر من جيش النظام بحق السوريين خلال السنوات الماضية. ولا يمكن نسيان الصور التي التقطها مراسلو التلفزيون السوري المختلفون، مع جثث مدنيين، احتفالاً بـ"تحرير الأراضي السورية" أو ابتهاجاً بـ"تقدم أبطال الجيش العربي السوري"، حسب وصفهم. ومن بين أولئك طبعاً، المراسل شادي حلوة، الذي قدم مقطع فيديو جديداً عبر صفحته الشخصية في "فايسبوك"، وصف فيه القصف على ريف إدلب بـ"الدعس" من دون أن يخفي فرحه بموجة نزوح المدنيين هناك.

وتتعرض إدلب لحملة عسكرية شرسة من قبل النظام وحليفه الروسي، أدت إلى مقتل وجرح مئات المدنيين، ونزوح نحو نصف مليون شخص بحسب تقديرات الأمم المتحدة، فيما استطاع النظام بدعم روسيا التقدم على الأرض والسيطرة على عشرات القرى في ريف إدلب، متبعاً سياسة الأرض المحروقة.

وخيم الحزن على مواقع التواصل، مع سقوط بلدات ومدن إدلب، وناقش سوريون أسباب تلك الهزيمة السريعة، متسائلين مجدداً عن دور الفصائل الجهادية التي سيطرت على المحافظة في وقت سابق، وغيابها عن المعارك، وتحديداً "هيئة تحرير الشام"، جبهة النصرة سابقاً، التي منعت السلاح عن الفصائل المعتدلة هناك.

وتداول ناشطون مقطع فيديو لمقاتل سوري معارض، لا ينتمي إلى الفصائل الجهادية التي صب السوريون غضبهم عليها، وهو يتهم "هيئة تحرير الشام" بأنها سبب سقوط سراقب من دون مقاومة تقريباً. قبل أن ينهار بالبكاء وهو يودع المدينة التي عاش فيها طوال حياته. علماً أن مقاطع الوداع المشابهة انتشرت وتحديداً تلك التي صورها المدنيون الهاربون من القصف ومن إرهاب قوات النظام.

على سبيل المثال، برز مقطع فيديو لشخص يدعى أبو إيهاب السراقبي، ودع فيه مدينته بدوره والتي لن يراها ربما مرة أخرى، وقال: "عشت بسراقب خمسين سنة، وبحبا كتير.. سراقب أمي". مضيفاً: "طلعنا بالثورة لا لمكاسب مادية ولا لتحقيق غايات شخصية، وإنما لتحصيل حقوق المواطن والوصول لكرامته المسلوبة، وفعلنا قدر ما نستطيع ولكن لله الحمد وهذا ما حصل، إذا إلنا عمر منرجع منشوفك يا سراقب، وإذا ما إلنا عمر هذا ما كتبه الله".

وأعربت الأمم المتّحدة وجامعة الدول العربية، ومسؤولون إنسانيون غربيون عن قلقهم البالغ إزاء العمليات العسكرية التي يقودها النظام وروسيا في شمال غرب سوريا، وتداعيات الهجمات التي تستهدف المستشفيات والمدارس والمرافق العامّة والأسواق، على المدنيين والأوضاع الإنسانية.

وسيطرت قوات النظام السوري بدعم روسي على سراقب ليل الخميس - الجمعة، لكن المدينة خلت تقريباً من المدنيين الذين نزحوا إلى مناطق قرب الحدود التركية، منذ الأربعاء. وتشتهر المدينة منذ بدء الثورة السورية، بجدرانها التي كانت بمثابة مدونات للناشطين، ليعبروا عمّا يجري من أحداث في سوريا، ويكتبوا أحلامهم بسوريا التي يريدون.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها