الجمعة 2020/12/18

آخر تحديث: 18:40 (بيروت)

فرنجية يحرق أوراقه مع "القوات": أنا هنا

الجمعة 2020/12/18
فرنجية يحرق أوراقه مع "القوات": أنا هنا
increase حجم الخط decrease
أسباب عديدة جعلت اللبنانيين بعد انتفاضة 17 تشرين 2019 يستثنون سليمان فرنجية من هجوماتهم على السياسيين وعدم التركيز عليه ضمن شعار "كلن يعني كلن". 
فسليمان فرنجية لم يكن موجوداً شخصياً في الحكومة وليس لتيار "المردة" تأثيراً كبيراً في مجريات السياسة اللبنانية، بل إن التيار، يكتفي بما منّ عليه به حلفاؤه بمنصب هنا ومنصب هناك، وهو من دونهم غير قادر على الوصول إلى الندوة البرلمانية. 

ويكتفي سليمان فرنجية بترداد ما يطلبه منه حلفاؤه من شعارات ومواقف باتت معروفة للجميع. هو حليف "حزب الله"، الصديق الوفي لسوريا، خلافه مع "التيار الوطني الحر" مجرد مناورات للوصول إلى الرئاسة. 

سليمان فرنجية بالنسبة للذين تظاهروا في 17 تشرين وما بعده كان مجرد تفصيل. وحين يسقط الأصيل، يسقط معه الوكيل. 

خلال الانتفاضة وما بعدها، اعتمد سليمان فرنجية سياسة السير الى جانب الحائط وطلب السترة، وقد يُهيأ للبعض أن البيك خائف أو أنه متلطٍ خلف جدران قصره في بنشعي، لكن يبدو أن مجريات الأمور كانت لمصلحته تماماً، أو هكذا رأى.

فنيران الانتفاضة أحرقت أهم خصومه ومنافسيه نحو كرسي الرئاسة، جبران باسيل، تركها البيك تصل إلى حدودها القصوى وحين يخفت وهجها قليلاً، يطل عبر الإعلام ليصب بعض الزيت على نارها، مهاجماً جبران باسيل والتيار الوطني الحر، فتتوهج من جديد.
 
كان شديد الحرص ليكون بمنأى عن نيران الإنتفاضة، لم يهاجم الثوار ولم يدعمهم، هم بدورهم نأوا بأنفسهم عنه، على الرغم من أن البيك متغول في الدولة اللبنانية، ومستفيد من الفساد المستشري فيها ليزيد ثروته ونفوذه. هاجم المنتفضون سمير جعجع الذي بدأت مشاركته الفعلية في السياسة بعد العام ٢٠٠٥ ونسوا سليمان فرنجية، المستفيد منذ العام 1992، والذي أكرمه الوجود السوري بالمناصب والمنافع ومن ضمنها وزارات مثل الصحة والداخلية.. وبعد انسحاب السوريين، حافظ الحلفاء على طفلهم المدلل وفاءً لهم وله. 


أطل سليمان فرنجية في حلقة الخميس من برنامج "صار الوقت"، ليطلق النار في كل الإتجاهات. هاجم الجميع، هاجم سمير جعجع الذي تقرب منه في الأشهر السابقة، معتبراً أن دوره قد انتهى ولا يمكن لشخص مثله أن يكون جزءاً من المستقبل. الآن وقد احترق جبران باسيل، شعبياً وأميركياً، حوّل البيك بندقيته إلى خصم آخر، سمير جعجع، ومن بعده إلى المجتمع المدني وثوار 17 تشرين، مهدداً ومتوعداً. 

وجه البيك إلى الثوار خطاب مفاده: أنا هنا، لا تنسوني، لا تقتربوا من مناطقنا، تأدبوا، إن لم تفعلو فأنا جاهز لقمعكم والتعدي على كراماتكم. 

موقف يبيعه البيك إلى المنظومة الحاكمة، يطمئنها عن كونه أفضل من يتولى رئاسة الجمهورية وبأنه أفضل من سيتعامل مع "قليلي الأدب" و"الممولين من الخارج" بهدف "نشر الفوضى وزعزعة الإستقرار". مواقف لم تمر مرور الكرام بالنسبة إلى مجموعات المجتمع المدني وبالنسبة للمشاركين في انتفاضة 17 تشرين. 

جمهور "القوات اللبنانية" من جهته، استغلّ الفرصة ليعبر عن صوابية اختيار سمير جعجع، لميشال عون رئيساً للجمهورية، بدلاً من سليمان فرنجية بعدما تحالف الأخير مع سعد الحريري واتفقا على انتخاب سليمان فرنجية رئيساً مقابل أن يستلم الحريري رئاسة الوزراء. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها