وبينما يعاني السوريون أزمة اقتصادية خانقة تتكرر فيها بشكل يومي مشاهد الطوابير المذلة للحصول على رغيف خبز أو قطرة من البنزين، نشرت صفحات موالية للنظام ووسائل إعلام رسمية، صوراً ومقاطع فيديو للمتحف المخصص لعرض مقتنيات "الفارس الذهبي" وهو اللقب الذي أعطي لباسل الأسد بعد وفاته. واعتبر النظام هذا المتحف "رسالة للعالم بأن سوريا بلد محبة"، على حد تعبير أمين فرع حزب البعث الاشتراكي في محافظة اللاذقية هيثم إسماعيل.
وأثار المتحف استياء واسعاً بين الموالين للنظام من ناحية تكلفته الباهظة التي قدرت بعشرات ملايين الليرة السورية، لإنجازه، في وقت يعيش فيه أكثر من 80% من السوريين في الداخل السوري تحت خط الفقر بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، علماً أن مساحة المتحف الداخلية تبلغ 350 متراً مربعاً، ويضم أكثر من 60 صورة وكأسا وميدالية إضافة إلى لباس الفروسية والسروج التي يضعها على الخيول التي يمتطيها بينما يتضمن الموقع العام حدائق بمساحة 8000 متر مربع، حسبما ذكرت وكالة أنباء النظام "سانا".
وكررت التعليقات في الصفحات الموالية القول بأن باسل الأسد مات قبل أكثر من 26 عاماً، وإنشاء متحف له بعد كل هذه السنين ليس مجدياً، متسائلين عن الغاية من تكريم باسل الأسد في هذا التوقيت بدلاً من الالتفات لتأمين الخدمات الأساسية وتحسين الاقتصاد المنهار بعد عشر سنوات من الحرب والثورة في البلاد.
حكومة النظام السوري تصرف ملايين الدولارات في سبيل ترسيخ حكم العائلة عبر افتتاح متحف لباسل الأسد: افتتح الاتحاد الرياضي...
Posted by الشبكة السورية لحقوق الإنسان on Wednesday, November 18, 2020
وكانت التعليقات أكثر حدة في الجانب المعارض، حيث علق مدير "المركز السوري لحرية الإعلام والتعبير"، الحقوقي مازن درويش، عبر صفحته في "فايسبوك"، بالقول: "إذا لم تستح، فاصنع ما شئت"، في إشارة لعدم اهتمام القائمين على إدارة الدولة باحتياجات الناس المعيشية في هذه الفترة والاستجابة لها. فيما ذكرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" أن حكومة النظام السوري بهذا الافتتاح أنفقت ملايين الدولارات في سبيل ترسيخ حكم العائلة عبر افتتاح متحف لباسل الأسد.
وقال أحد المعلقين في "تويتر": "عائلة تستحوذ على كل شي في بلد عريق بلا أي امتياز يميزهم عن غيرهم، وعندما يثور الناس عليهم يوصف الشعب بأنه "فوضوي وارهابي!"، فيما قال آخر ساخراً: إعادة الإعمار تجري على قدم وساق تحضيرا لاستقبال وفود اللاجئين العائدين رغم الضائقة الاقتصادية بسبب العقوبات الدولية".
عائلة تستحوذ على كل شي في بلد عريق بلا أي امتياز يميزهم عن غيرهم، وعندما يثور الناس عليهم يوصف الشعب بأنه "فوضوي وارهابي"...!!!
— ENG.HaMeD (@EngHamed123) November 18, 2020
بينما الشعب السوري يشكوا القلة الشديدة في المأكل والملبس والعلاج وانبوبة الغاز وانعدام الكهرباء والخ ...
— فارس الشمال (@UneIzrG73fjTwjC) November 18, 2020
النظام السوري يفتتح متحف للابن الاكبر لحافظ الاسد .. باسل حافظ الاسد ، والمتحف يتظمن حذاء باسل سرج خيل باسل وسروال باسل . pic.twitter.com/uGWOaE0XzS
بشرى سارة لمحبي المتاحف وروادها ،
— Adib Shishakly ا د ي ب ا ل ش ي ش ك ل ي (@Shishakly) November 19, 2020
رغم االقصف الاسرائيلي الغاشم البارحة و طوابير الخبز و البنزين و انقطاع الكهرباء ، تمكن ثلة من اعداء الامبريالية و الصهيونية من افتتاح متحف الشهيد الفارس الذهبي الالماسي الطيار الضابط المهندس المظلي باسل الاسد pic.twitter.com/9OKDO6j4hm
#سوريا
— Alseid (@higpmv3bowgsgn) November 17, 2020
اعادة الإعمار تجري على قدم وساق تحضيرا لاستقبال وفود اللاجئين العائدين رغم الضائقة الاقتصادية بسبب العقوبات الدولية..
الصور من افتتاح متحف (الشهيد الفارس الذهبي باسل الأسد) في مدينة الأسد الرياضية باللاذقية.
يتضمن المتحف الذي تبلغ مساحته الداخلية 350 مترا مربعا أكثر من pic.twitter.com/xmgp3xdwpV
هل هناك انفصام عن الواقع اكثر من هذا ؟
— Ayman Abdel Nour (@aabnour) November 18, 2020
افتتاح متحف باسل الاسد في اللاذقيه
يتضمن المتحف الذي تبلغ مساحته الداخلية 350 م 2 أكثر من 60 صورة وكأساً وميدالية إضافة إلى لباس الفروسية الذي كان يرتديه الفارس الذهبي والسروج التي يضعها على الخيول التي يمتطيها و حدائق بمساحة 8000 م 2 pic.twitter.com/y9s1AIUTT9
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها