ومدام فاتن، هو الاسم الذي انتشر للموظفة فاتن الدخيل، التي انتشر لها مقطع فيديو وهي تتهجم على مواطنين كانا يراجعان دائرة رسمية تابعة لمؤسسة المواصلات الطرقية في وزارة النقل للحصول على مخصصات غذائية عبر البطاقة الذكية. ورغم أن الشخص الذي يظهر في الفيديو أتى في أوقات الدوام الرسمي لإجراء معاملة، فإن الرفض كان حاسماً في وجهه، ليس لنقص في أوراقه مثلاً أو عدم قانونية ما يقوم به، بل لأن الموظف لم يكن يريد العمل، ومع اشتداد وتيرة المحادثة، أتت مدام فاتن من داخل المكتب، لتقوم بشتم المُراجع وطرده.
هذا الموقف كفيل بخلق صدمة لو حصل في دولة تحترم نفسها ومواطنيها مثل فرنسا أو الولايات المتحدة، لكنه روتيني ومتكرر في سوريا الأسد، ومن المستحيل تقنياً ألا يكون هنالك ذكريات كامنة في عقل كل سوري عن موظف يمثل نسخة كربونية من مدام فاتن، من قبل سنوات الثورة في البلاد. وإن كانت الصدمة غائبة فإن الاستهجان كان سيد الموقف، وإن اقتصر لدى موالي النظام على الحديث عن الاهتراء الحكومي والخلل الذي يجب على "القيادة الحكيمة" معالجته.
اللافت في القصة كلها، هو حديث بعض الموالين عن أن الانتقادات التي انتشرت في مواقع التواصل، وإعادة نشر مقطع الفيديو المذكور يشكل تنمراً على خصوصية مدام فاتن! وهو أمر غريب لأن كلمة التنمر مهما كانت فضاضة ومائعة، فإنها لا تشمل قطعاً تداولات السوريين عن الموضوع، خصوصاً أنها تتعلق بموضوع عام. ومن المثير أن مدام فاتن نفسها لعبت على هذا الوتر، مهددة بمقاضاة كل شخص تحدث ضدها بسوء في السوشيال ميديا مع حديثها لوسائل إعلام محلية عن نيتها رفع شكوى أمام مكتب الجرائم المعلوماتية الذي يلاحق كتابات السوريين في مواقع التواصل.
وقالت مدام فاتن أنها تتعرض الآن لما وصفته بتشهير سمعة، موضحة أن إدارة المؤسسة التي تعمل فيها، أخضعتها لنوع من المساءلة، حول الموضوع، إلا أنها لم تكشف نتيجة سماع كلامها، حسب تعبيرها. وفي وقت لاحق، كتبت مدام فاتن منشورات اعتذرت فيها وحاولت اللعب على وتر العواطف بتصوير نفسها ضحية تتعرض للشتائم مع عائلتها من دون وجه حق، مطالبة من كتب عنها بسوء أن يحذف ما كتبه حفاظاً على السلامة النفسية لأبنها كي لا يتعرض للتنمر بدوره في المدرسة.
ودافعت مدام فاتن عن سلوكها، وقالت أنها كانت تدافع عن زميلها الذي كان يأخذ استراحة لتناول الطعام. لكن المعلقين وصفوا السلوك ككل بأنه تشبيحي وغير لائق ومهين للكرامة الإنسانية. ورأى كثيرون أن الاعتذار ليس كافياً، فيما كتبت وسائل سورية معارضة نقلاً عن مصادر أن الموظفة المذكورة مقربة من أجهزة المخابرات وإلى جانب كتابة التقارير الأمنية فإنها تعمل بالتنسيق مع الميليشيات الموالية للنظام أيضاً.
في ضوء ذلك، نظّمت مديرية التجارة الداخلية في دمشق، ضبطاً بحق الموظف الذي بدأ المشكلة، من دور الإشارة إلى مدام فاتن. واكتفى الضبط الذي تناقله ناشطون سوريون بإحالة الموظّف في "المواصلات الطرقية" عبد المنعم قرقور، إلى القضاء المختص بسبب "امتناعه عن بيع المواطنين للمواد المدعومة عبر البطاقة الذكية" بحجة انتهاء الدوام الرسمي.
#دمشق
— وداد عبد الرحمن (@wexP2S7t8yGMwRf) October 21, 2020
فيديو لاحدى موظفات المؤسسة السورية للتجارة( المؤسسة الاستهلاكية الكائنة في شارع الحمرا خلف وزارة الاتصالات ) تدعى فاتن و هي تهدد المواطنين بعد اغلاق المؤسسة قبل نهاية الدوام الرسمي تشبيح ررررسمي pic.twitter.com/V4vHb1xaUv
اغلب الي عم يهاجمو هي #مدام_فاتن عم يهاجموها وكانو هالتصرف اول مرة منشوفو
— Ahmad Daghstani (@ahmaddaghstani) October 22, 2020
وحاسس مانا عايشين بسوريا
بدكن تحاربو مشكلة احكو عنها وحاربوها، ماتحاربو شخص بحد ذاتو وكانو هوي سبب كل هالازمة العايشينها
صورها صارت بكل مكان وشرفها صار على كل لسان والله عيب هيك تصرف
موجودين هالنفسيات بكل مكان لانه ما يتشهر فيهم
— 🇸🇾mouhannad🇸🇾 (@mouhannd1) October 21, 2020
لو كل واحد يحط احتمال 10٪ انه يتصور ويتشهر فيه مثل مدام فاتن كان اضطر يحلي نفسيته الحامضة
بعدين التنمر يكون على صفة لا ارادية بالشخص.
هذه تستاهل كل الكلام اللي ينقال بحقها هي وكل موظف يستغل مركزه ضد المواطن
مديرية التجارة الداخلية بدمشق تنظم ضبطاً قضائياً بحق القائم على العمل في الجمعية "المدام فاتن" بمخالفة الامتناع عن البيع للمواطنين وتم تحويل الضبط أصولاً للقضاء المختص.#سوريون_كل_القصّة 🇸🇾 pic.twitter.com/LY2AA2W4K2
— سوريون | Syrians (@SyrianOfficial) October 22, 2020
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها