الأحد 2019/07/14

آخر تحديث: 19:57 (بيروت)

نواف الموسوي.. "الأب" أم "البلطجي"؟

الأحد 2019/07/14
نواف الموسوي.. "الأب" أم "البلطجي"؟
(المدن)
increase حجم الخط decrease

انتشر في مواقع التواصل مقطع فيديو يُظهر مطاردة طليق ابنة النائب نواف الموسوي، غدير الموسوي، لها ولشقيقتها في محلة الدامور- الطريق الدولية باتجاه صيدا، قبل أن يعترض طريقهما ويوقفهما بالقوة ويتم اصطحابهم من قبل دورية من وحدة القوى السيارة الى مخفر الدامور.


وتحوّل الإشكال بين الطرفين إلى مادة سجال في مواقع التواصل، خصوصاً بعدما انتشر خبر مفاده بأنّ النائب الموسوي قد اقتحم مخفر الدامور منتصف ليل السبت وأطلق النار من مسدس حربي على شاب في داخل المخفر، قبل أن ينفي الموسوي هذا الأمر، قائلاً إنّ " ما يتم تداوله عن إطلاقي النار على شخص من آل المقداد هو كذب بكذب".

وأوضح الموسوي أنّ "صهره هجم على إبنته وبدأ بشتمها، وأن أحداً لم يضربه أو يطلق النار عليه"، مضيفاً أنه توجّه الى مخفر الدامور لاحضار ابنته التي كانت تدلي بإفادتها، وقال "بنتي وبدي احميها، عندي ياها بالدني ما رح يحل عنّا، عم نصبر عليه"، مشيراً الى ان "طليق ابنته من كان يتصرف بقوة داخل المخفر".

وفيما تصدّر الإشكال وتوابعه الحديث في "تويتر"، أطلق ناشطون هاشتاغ #متضامن_مع_نواف_الموسوي، مطالبين من خلاله بمحاسبة طليق ابنته كي يكون عبرة لمن يُمارس التهديد وتعريض المواطنين للخطر، معتبرين أنه من حق الموسوي أن يفعل ما فعله، كونه أباً قبل أن يكون نائباً في البرلمان. وقال أحد المغردين: "أمام عاطفة الأب لابنته تتحطم كل حواجز البروتوكول وحواحز المسايرة والمهادنة...بنتي خط أحمر".


وسلّط الإشكال الضوء مجدداً على قضية قوانين الأحوال الشخصية، التي تعدّ مجحفة بحق النساء في لبنان، خصوصاً في مسألة الحضانة. وكتبت الناشطة عليا عواضة إنّ "هذه القوانين التمييزية التي تغذّي فكرة "الفوقية" لدى الرجال بوصفهم الآمر الناهي في كل ما يتعلق بتفاصيل حياتنا كنساء. هذه القوانين لا تتعامل مع النساء كمواطنات بل كملحقات بالرجل وقاصرات". بدورها علقّت الإعلامية ديانا مقلّد قائلة: "ابنة نائب حزب الله نواف الموسوي تخوض معركة حضانة في ظل قوانين احوال شخصية لا تنصفها وفي ظل حزب يقف سداً منيعاً دون تعديلها. الموسوي لجأ الى السلاح والقوة للدفاع عن إبنته. حكاية تحمل مفارقات مذهلة عن الواقع السياسي والقانوني والأمني في لبنان".


إلى ذلك، تداول مغردون صورة برقية من آمر فصيلة الدامور، العقيد جوزيف غنوم، إلى المدير العام لقوى الأمن الداخلي، كان قد تمّ تسريبها إلى وسائل الإعلام، وجاء فيها أن النائب الموسوي حضر الى مخفر الدامور برفقة عشرين مسلّحاً وحاولوا الدخول، إلاّ أنّ عناصر المخفر منعوهم من الدخول محاولين تهدئة الموسوي الذي كان منفعلاً بشدّة.

وبحسب البرقية، فإنّ شجاراً  وقع بين إبنة نواف الموسوي وطليقها على الطريق الدولية للدامور باتجاه صيدا، على خلفية اشكالات سابقة وحق مشاهدة ​الأطفال​، ليتم إصطحابهما من قبل دوريّة الى مخفر الدامور، حيث رغبت ابنة الموسوي بالإدعاء على طليقها.

وتضيف البرقية: "لدى المباشرة بإجراء تحقيق عدلي، حضر 4 أشخاص الى المخفر واعتدوا بالضرب بواسطة مفكّ على طليق ابنه الموسوي وتسببوا له بجروح قطعية في رجله، فأوقف عناصر المخفر اثنين منهم، فيما لاذ اثنان آخران بالفرار. وبعد إحكام إغلاق الباب الرئيسي، حضر الموسوي الى المخفر وبرفقته نحو 20 شاباً مسلّحاً، لم يسمح لهم عناصر المخفر بالدخول وحاولوا تهدئته لانفعاله الشديد". وذكرت أنه "خلال إسعاف المصاب أطلق مجهولون النار من خارج المخفر باتجاه غرفة رئيس المخفر، فأصيب طليق ابنه الموسوي برصاصة في معصمه نتج عنها نزيف قوي، ليغادر بعدها النائب الموسوي الى جهة مجهولة".


وأثارت هذه التفاصيل سجالاً بين المغردين، حيث اعتبر البعض أن ما فعله الموسوي يندرج في إطار "البلطجة" و"استخدام فائض القوة"، وأنه "كان يجدر به، بصفته مشرعاً، أن يسعى إلى قوانين تحمي المرأة المطلقة وتضمن حقوقها ويعمل على تعديل قوانين الأحوال الشخصية المتعلقة بالحضانة، فلا يضطر إلى حلّ المسائل العائلية بإطلاق النار واستعمال القوة".


لكن وجهة النظر هذه قابلتها آراء مغايرة، حيث كتب الناشط أحمد ياسين قائلاً: "لو أراد النائب نواف الموسوي استغلال نفوذه لكان تدخّل في القضية منذ سنتين وضغط على المحاكم الجعفرية. تعرّضت ابنته وحفيدته لأكثر من اعتداء من قبل طليق ابنته والتزم الموسوي سقف الدولة والقانون، ما حصل البارحة محاولة قتل واضحة، ولا يمكن لوم الموسوي الأب على ردّه فعله الأبوية".

كما علّق الإعلامي جو معلوف بالقول: "انتظر النائب نواف الموسوي سنتين ولم يتدخل في المحاكم الشرعية في قضية ابنته! أما أن يتم الاعتداء عليها ولا يتم توقيف المعتدي ومحاسبته، هكذا تأتي ردة الفعل عند غياب العدالة. وعلى قيادة قوى الأمن توقيف من سرّب البرقية كما هي وهذه ليست المرة الأولى".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها