الثلاثاء 2024/05/07

آخر تحديث: 05:03 (بيروت)

السعودية: التجسس على النساء.. بأمر القانون

السعودية: التجسس على النساء.. بأمر القانون
أعيد احياء ملق تطبيق "ابشر" بعد قضية السعودية رهف القنون علما ان التطبيق متوفر منذ العام 2015
increase حجم الخط decrease


وسط معاركهن اليومية لنيل حريتهن، برز أمام النساء السعوديات تحدٍ جديد، إلكتروني هذه المرة. تطبيق أبشر للهواتف الذكية، يسهّل على الرجل السعودي تتبّع وملاحقة تحرّكات أي امرأة تخضع لـ"ولايته"، ويضعها تحت المراقبة الدائمة، داخل البلاد وخارجها.  

يكرّس التطبيق، الصادر عن وزارة الداخلية، "نظام الولاية"، الذي ترسّخ في القانون السعودي على مدى ثلاثة عقود. إحدى مميزات التطبيق تسمح للرجل بإدخال البيانات الخاصة بأفراد عائلته والنساء "التابعات لولايته"، ما يسمح له برصد تحركاتهن، خصوصاً في ما يخص مغادرة البلاد. 

من خلال "أبشر"، المتوفر على متجري "آبل" و"غوغل" وعلى موقع وزارة الداخلية السعودية، يمكن للرجل أن يراقب مكان وتاريخ السفر، ويمكنه بضغطة بسيطة أن يلغي الإذن بسفر المرأة "الخاضعة لولايته". 

وفي حال لم تحصل المرأة على إذن بالسفر من "وليّ أمرها"، يتم منعها من المغادرة بمجرد عرض جواز سفرها على شرطة مراقبة الحدود السعودية. وقد جاء توقيت الكشف عالمياً عن التطبيق التطبيق مع تزايد نسبة السعوديات الهاربات من البلاد، وكانت الشابة رهف محمد القنون (18 عاماً)، أكثرهن إثارةً للضجة. غلما ان التطبيق بات متوفراً على اجهوة "آبل" في العام 2015، وعلى "غوغل بلاي" في العام 2016، بحسب ما أفادت "سي ان ان". 

إسقاط الولاية: معركة طويلة

تحتاج المرأة السعودية إلى إذن "ولي أمرها" في مختلف شؤون حياتها، مثل الزواج والحصول على وظيفة والتنقل والسفر  وفتح حساب مصرفيّ، والتعليم، وبعض مجالات الرعاية الصحية، والإقامة، وتأجير مسكن. وتزايدت منذ عام 2011 الاحتجاجات على هذا النظام، وانطلقت حملة، ما زالت مستمرة، تحت شعار "إسقاط الولاية". 

الحملة أطلقتها ناشطات وحقوقيات ونساء سعوديات للمطالبة بإلغاء نظام الولاية على المرأة في المملكة، لأنه يعامل النساء البالغات كقاصرات من الناحية القانونية، ولا يحدد سن رشد قانوني لهن. 

الناشط الحقوقي السعودي يحيى عسيري، قال لـ"المدن" إن "الدولة تتمسّك بنظام الولاية الذي ينتهك إنسانية المرأة. ويحافظ على استمرارية هذا النظام من خلال ربطه (الولاية) بالدين وبالعادات والتقاليد حتى يفرضها على الناس، لكنها حقيقةً لا علاقة لها بالدين ولا بالعادات والتقاليد". وقال ان "الولاية" هو في الواقع "نظام سعودي صرف يتحكّم بالمرأة ويجعلها تابعة لرجل يتحكم بها ويقيّد حركتها بالقانون، ويستمد بذلك شرعيّةً دينيةً لنظام ولاية الأمر على النساء".

"تطبيق يسهّل انتهاك حقوق الإنسان"

"أبشر" أثار جدلاً لم يهدأ بعد، كما أثار اهتمام منظمات حقوق الإنسان العالمية والناشطون الحقوقيون، واعتبروه انتهاكاً لحقوق الإنسان والمرأة بشكل خاص. كما انتقده بعض السياسيين، مثل السناتور الديمقراطي رون وايدن، الذي راسل شركتي "آبل" و"غوغل"، طالباً منهما إزالة التطبيق. ويبدو أن هذه الشركات لم تدرك أنه يستخدم للتجسس على النساء، لأن فيه خدمات حكومية عدة.

ما يثير القلق، أن كل هذه الانتقادات لم تمنع التطبيق من الانتشار. إذ تفيد بيانات "غوغل بلاي" أن "أبشر" تمّ تحميله على الأجهزة الذكية أكثر من مليون مرة. كما تشير بيانات وزارة الداخلية إلى أن المنصة تملك أكثر من 11 مليون مستخدم بين أفراد وشركات.

ويقول ناشطون حقوقيون انه يتم الحفاظ على نظام الولاية عبر إقناع شرائح معينة من المجتمع بأن إلغاءه سينتج عنه مجتمع منحلّ غير أخلاقي، وينجحون في كثير من الأحيان، بينما "نحن فقط نريده أن ينتج مجتمعاً حراً ومنفتحاً بالمعنى الحقيقي".

وبحسب هؤلاء، "الانفتاح ليس إقامة حفلات موسيقية، إنما بإعطاء الناس حريتهم ليمارسوا حياتهم بالطريقة والشكل الذي يؤمنون به". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها