الخميس 2019/02/14

آخر تحديث: 12:56 (بيروت)

العالَم لـ"غوغل" و"آبل": أوقفوا تطبيق "أبشر" السعودي!

الخميس 2019/02/14
العالَم لـ"غوغل" و"آبل": أوقفوا تطبيق "أبشر" السعودي!
increase حجم الخط decrease
بات تطبيق "أبشر" الذي يراقب تحركات النساء السعوديات، الصداع الجديدة للرياض، مع ارتفاع حدة الانتقادات الدولية الموجهة للمملكة في ما يخص حقوق الإنسان.


وقالت صحيفة "واشنطن بوست" أن كثيراً من الدعوات ارتفعت من أجل الضغط على كل من شركتي "آبل" و"غوغل" لإلغاء التطبيق الذي يقيد سَفر النساء.

وتطبيق "أبشر"، الذي يتعرض للنقد، متوافر في متجر "غوغل بلاي" ومتجر تطبيقات "آبل"، ويمثل بوابة إلكترونية للحكومة وبرنامج خدمات عامة لوزارة الداخلية السعودية، ويتيح للسعوديين معالجة الكثير من قضايا الأحوال الشخصية ومتابعتها، مثل الحصول على جواز سفر أو شهادة ميلاد أو تسجيل مَركبة، علماً انه صُمم في الأساس لصالح وزارة الداخلية السعودية، وهو مستخدم منذ سنوات وتم تنزيله أكثر من مليون مرة.

لكن التطبيق، يحمل جانباً مظلماً وفقاً لناشطي حقوق الإنسان، إذ يسهل أيضاً فرض نظام الوصاية الذكورية على المرأة، ويقيدها. ويستطيع الرجال عبره تقييد سفر السعوديات، عن طريق اختيار "السماح أو عدم السماح" بمغادرة البلاد، كما يمكّنهم التطبيق من اختيار التواريخ والأماكن المسموح للنساء بالسفر إليها.

وأوضحت الصحيفة أن السيناتور رون وايدن، طالب مطلع الأسبوع، كلاً من "آبل" و"غوغل" بالتوقف فوراً عن تقديم التطبيق للحكومة السعودية، وحث في رسالة بعث بها إلى الشركتين العملاقتين، على ضرورة منع الرياض من الحصول على مثل هذه التطبيقات التي تسعى للمراقبة والسيطرة "المقيتة" على النساء.


إلى ذلك، دعت مجموعات حقوق إنسان كلاً من "آبل" و"غوغل" إلى النظر مجدداً في الإساءة والتمييز اللذين يمكن أن يتسبب التطبيق في إلحاقهما بالنساء. وقالت آدم كوغل، الباحثة في شؤون الشرق الأوسط في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أن المرأة السعودية مازالت بحاجة لأخذ إذن ولي الأمر في كثير من الشؤون الحياتية، مثل الزواج والسفر والتوظيف بالشركات الخاصة، بل حتى بعض أنواع الرعاية الصحية.

وأوضحت كوغل أن الحكومة السعودية تستخدم هذا التطبيق للتمييز في معاملة المرأة؛ ومن ثم يجب على من يوفرون هذا التطبيق التأكد من أن تطبيقهم يتوافق مع شروط الخدمة الخاصة بهم، وربما حتى النظر في دعوة السعودية لتغيير قوانينها من أجل تغيير التطبيق.

وانضمت منظمة العفو الدولية "أمنستي" لقائمة المنتقدين، وقالت في بيان أنها تدعو "آبل" و"غوغل" لتقييم مخاطر انتهاكات حقوق الإنسان، التي يسببها هذا التطبيق، وأيضاً العمل على تخفيف الضرر الذي يلحق بالمرأة، مضيفة أن "استخدام تطبيق أبشر للحد من حركة النساء يبرز مرة أخرى نظام التمييز المزعج ضد المرأة في ظل نظام الوصاية، والحاجة إلى إصلاحات حقيقية لحقوق الإنسان في البلاد، بدلاً من مجرد إصلاحات اقتصادية واجتماعية".

في ضوء ذلك، استجابت شركة "آبل" للمناشدات، وأعلنت أنها ستحقق في التطبيق السعودي المتوفر على هواتفها "آي فون". وقال تيم كوك، الرئيس التنفيذي للشركة، أنه لم يكن على دراية بتطبيق "أبشر" المستخدم في السعودية، لكنه سيبحث في الأمر، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وبينما تحاول الرياض تحسين صورتها في مجال حقوق الإنسان عبر القيام بإصلاحات اجتماعية غير مسبوقة في المملكة، كالسماح بالحفلات الموسيقية وتخفيف القيود الدينية، عانت البلاد من نكسة بعد اغتيال الصحافي جمال خاشقجي ما سلط الضوء على مسألة تراجع الحريات العامة، ثم فجرت قضية الشابة السعودية رهف القنون التي استطاعت الهرب ونيل اللجوء في كندا، قضية حقوق النساء وقانون الوصاية.

والحال أن بعض الشابات الهاربات، مثل القنون، تمكنّ من الوصول إلى هواتف آبائهن، وتعطيل إعدادات وإخطارات التطبيق. علماً أنه بغض النظر عن أعمارهن، يجب أن تحصل المرأة السعودية على موافقة قريب ذَكَر لاستخراج جواز سفر أو السفر للخارج أو الزواج. وفي الماضي، كان تصريح السفر عبارة عن وثيقة ورقية صادرة عن وزارة الداخلية وعليها توقيع أحد الأقارب الذكور. واليوم، يقوم تطبيق "أبشر" المتوافر في هواتف السعوديين بإخطارهم بسفر قريباتهم، ويمكن للرجال من خلاله الموافقة على سفر قريباتهم أو الرفض.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها