الخميس 2019/12/05

آخر تحديث: 20:14 (بيروت)

إيران: قتل جماعي في ماهشر ذات الغالبية العربية

الخميس 2019/12/05
إيران: قتل جماعي في ماهشر ذات الغالبية العربية
increase حجم الخط decrease
نشرت الصحافية الإيرانية - الأميركية فرناز فصيحي، مقطع فيديو يوثق عملية قتل جماعي لشبان في مدينة ماهشهر الإيرانية ذات الأغلبية العربية جنوب البلاد، كانت صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت تقريراً حولها قبل نحو يومين.


ويسمع في الفيديو إطلاق نار كثيف من قبل آليات أمنية، وأصوات صراخ وتعليقات في الخلفية باللغة العربية.


وكانت "نيويورك تايمز"، قالت في تقرير مفصل بني على شهادات حية، أنه خلال ثلاثة أيام في منتصف الشهر الماضي، جرت حوادث قتل جماعي أدت إلى سقوط بين 40 إلى 100 متظاهر في ماهشهر. ووصفت الصحيفة مجرزة ماهشهر بأنها "أسوأ أعمال العنف التي تم توثيقها حتى الآن، قد حدثت في مدينة ماهشهر وضواحيها".

وبدأت التظاهرات في 15 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعد ساعات على إعلان مفاجىء في منتصف الليل عن رفع أسعار البنزين فورا بنسبة تصل إلى 200 في المئة. وتحولت التظاهرات إلى احتجاجات غاضبة شملت إحراق محطات وقود ومهاجمة مراكز شرطة.

ووفقاً لمنظمات حقوقية وصحافيين محليين، يتراوح عدد قتلى المظاهرات الإيرانية بين 180 إلى 450 شخصاً، وربما يكون العدد أكثر بكثير، بينما أصيب نحو ألفين واعتقل سبعة آلاف. علماً أن معظم التظاهرات تركزت في الأحياء والمناطق التي يعيش فيها أصحاب الدخل المتدني وأبناء الطبقة العاملة، ما يشير إلى أن الاحتجاجات برزت من داخل قطاعات ظلت مؤيدة للمؤسسة الإيرانية منذ الثورة، كما أن المتظاهرين وجهوا غضبهم تجاه المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي، الذي قال أن القمع مبرر من أجل مواجهة المؤامرة الأجنبية التي تهدف لتدمير إيران.

وأوضحت الصحيفة في تقريرها أنها قابلت ستة مواطنين في المدينة، من بينهم قائد في الاحتجاجات كان شاهد عيان على العنف، وصحافي محلي يعمل مع الإعلام الإيراني وحقق في العنف، لكنه منع من النشر، وممرض في مستشفى ساهم في علاج الجرحى، الذين قدموا رواية متشابهة عن قيام الحرس الثوري بنشر قوات ضخمة في المدينة يوم 18 تشرين الثاني/نوفمبر لسحق التظاهرات. واستطاع المتظاهرون السيطرة على المدينة لمدة 3 أيام، حيث أغلقوا الطرق المؤدية إلى مجمع البتروكيماويات الشهير في المنطقة.

وحاولت قوات الأمن وقوات مكافحة الشغب تفريق المتظاهرين، والسيطرة على المدينة، وفتح طرقها، لكنها فشلت، قبل إرسال قوات الحرس الثوري، وعندما وصلت عند بوابة المدينة وقرب حي شاهراك تشارمان، الذي تسكنه الطبقة العاملة من الأقلية العربية، بدأت إطلاق النار من دون تحذير على مجموعة من السكان كانوا يقفون عن تقاطع، وقتلوا عدداً منهم في المكان، وذلك بحسب سكان قابلتهم الصحيفة عبر الهاتف.

وبحسب السكان، فإن بقية المتظاهرين تجمعوا في الأهوار القريبة، وكان أحدهم مسلحاً ببندقية إي كي- 47 أطلق النار، ثم قام الحرس الثوري بمحاصرتهم، وردوا بإطلاق النار من الرشاشات، وقتلوا حوالي 100 منهم. وجمع الحرس الجثث ووضعوها في شاحنة، بحسب السكان المحليين، فيما نقل قام أقارب الجرحى بنقلهم إلى مستشفى "ميمكو". وقال أحد المشاركين الذين ساهموا في تنظيم الاحتجاج، وهو عاطل عن العمل ويحمل شهادة في الكيمياء، أنه كان بعيداً بمقدار ميل عن القتل الجماعي، وأشار إلى أن صديقه وابن عمه قتلا من رصاص الحرس، وأضاف أن كليهما قتل برصاص أصابهما في الصدر، وتمت إعادة جثتيهما إلى عائلتيهما بعد خمسة أيام، وبعد توقيع تعهد بعدم إقامة جنازة أو عزاء أو تقديم مقابلات للإعلام.

وأكدت لقطات فيديو وتغريدات عبر "تويتر" استخدام الدبابات في الهجوم، وقالت ممرضة اتصلت معها الصحيفة عبر الهاتف، أنها عالجت الجرحى في المستشفى، ومعظمهم كانوا يعانون من إصابات رصاص على الصدر والرأس، ووصفت مشهداً فوضوياً في المستشفى، حيث جلبت العائلات الجرحى، من بينهم شاب عمره 21 عاماً كان ينتظر زواجه بعد أسبوعين، لكنه مات متأثراً بجراحه. وأضافت الممرضة أن قوات الأمن التي كانت في المستشفى اعتقلت بعض الجرحى من المحتجين بعدما استقرت حالاتهم، وأضافت أن عائلات كانت تخشى من الاعتقالات أوصلت أبناءها وهربت وحاولت التغطية على هويتها.

هذا العنف غير المسبوق منذ نحو 40 عاماً في إيران، دفع ممثل المدينة في البرلمان الإيراني محمد غولماردي، للتصريح بغضب لوسائل إعلام محلية، في 25 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد نهاية العملية العسكرية، وقال: "لقد فعلنا ما لم يفعله الشاه الذليل"، وأدت تصريحاته إلى معركة مع النواب الآخرين، حيث أمسكه أحدهم من عنقه في البرلمان الإيراني. وقال صحافي محلي أن عدد القتلى في 3 أيام وصل إلى 130 قتيلاً، وفي المدن الأخرى، مثل شيراز وشهريار، تم قتل أعداد أخرى بعد إطلاق قوات الأمن النار على المتظاهرين العزل.  وقال الناشط السياسي من خوزستان، يوسف الشرخي (29 عاماً)، الذي يعيش في هولندا: "لقد دفع النظام الناس إلى العنف. كلما قمعوهم أصبح الناس عدوانيين وأكثر غضباً".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها