الجمعة 2019/11/29

آخر تحديث: 16:00 (بيروت)

جريدة "17 تشرين".. شركة ثورية مساهمة

الجمعة 2019/11/29
جريدة "17 تشرين".. شركة ثورية مساهمة
increase حجم الخط decrease
لا شكّ في أن 17 تشرين يوم دخل تاريخ لبنان، بعدما فرض نفسه بقوّة إلى جانب أيام حُفرت في الذاكرة اللبنانية. وليس من المستبعد أنّ يتحوّل هذا التاريخ ليصير اسماً لساحة أو شارعٍ في بيروت أو طرابلس أو صيدا.


ويبدو أنّ هذا الرمز، الذي يشدد الثوار على الإشارة إليه كنقطة مفصلية، ما بعدها ليس كما قبلها، أُطلقت التسمية على أول وسيلة إعلامية ناطقة باسم الثورة، وهي عبارة عن صحيفة ورقية، تبلورت فكرتها خلال جلسات النقاش في ساحة رياض الصلح، لتتحول إلى واقع ملموس بعدما صدر العدد الأول منها يوم أمس، لتصبح هذه الصحيفة واحدة من تجليات الثورة المتعددة، التي انبثق من رحمها فنانون ورسامون ومبدعون. كما بات في وسع الثوار، من الآن فصاعداً التعبير، عن آرائهم ونقل أصواتهم عبر منبرهم الاعلامي الخاص.

الجريدة التي ولدت فكرتها من سؤال طرحته مجموعة من الثوار في ما بينهم، عما إذا كانت هناك قدرة على إصدار جريدة خاصة بهم، "ولدت اليوم على ضفاف ذكرى أربعين الثورة، حاملة مقالات وصوَراً وأخباراً عن ثورتنا، حلمنا من الشمال إلى الجنوب والبقاع والجبل وبيروت"، حسبما كتب أحد مؤسسي الجريدة، الصحافي جعفر العطار، في منشور في صفحته في "فايسبوك".

وفي ظل عشرات الاتهامات والسهام التي صُوّبت على الثورة، في ما يتعلق بتمويلها ومصادر دعمها، يُطرح السؤال عن الجهة التي تموّل "17 تشرين"، ليؤكّد العطار في حديث إلى "المدن" أنّ التمويل قائم على تبرعات الثوار، مشيراً إلى أن العديد من اللبنانيين في الاغتراب عبّروا عن رغبتهم في دعم الصحيفة مالياً، وسيتم تخصيص رابط الكتروني من أجل ذلك.

الصحيفة ستكون شهرية لأسباب مالية، بحسب العطار، الذي يوضح بأنّ جميع الكتّاب والمصورين والرسامين والمحررين ساهموا بشكل تطوعي في العمل على إصدار أعدادها، مشيراً إلى أنّ فريق التحرير، المؤلف منه ومن الصحافيين ابراهيم حلاوي وبشير أبو زيد وأشخاص آخرين، وحده الذي سيكون ثابتاً، في حين يتغيّر فريق المساهمين بين عدد وآخر، والذي سيكون مفتوحاً أمام أي شخص من المواطنين الذين شاركوا في الثورة أو يؤيدونها ليعبّروا عن آرائهم ويُسمعوا أصواتهم من خلال صفحاتها.

وأشار العطّار إلى أن الصحيفة، التي صدرت من عددها الأول، ثلاثة آلاف نسخة، ستوزع مجاناً في ساحات الثورة في كافة المناطق اللبنانية، على أن تكون هناك في الوقت القريب نقاط توزيع ثابتة في هذه المناطق، فيما يعملون حالياً على إطلاق الموقع الالكتروني الخاص بها في أقرب وقت ممكن، حيث ستكون متاحة أيضاً بنسخة "بي دي إف"، كي تصل إلى أكبر عدد ممكن من اللبنانيين في الداخل والخارج.

ورغم الصعوبات العديدة التي واجهتها الصحيفة في بداية مشوارها، إلا أنّ فريق العمل استطاع تذليل أبرز العقبات المرتبطة ببلورة ملامحها الأولى. واجهوا في البداية صعوبة تحديد هويتها، على صعيد الشكل والمضمون والمواد، حيث كانت الفكرة أولاً بأن تكون صحيفة فكاهية ساخرة، قبل أن يرسو القرار على أن تكون صحيفة ذات طابع جدّي. إلا أن الفريق المشرف عليها ما زال، بطبيعة الحال، يتلمس الطريق فيما تتشكّل هويتها مع الوقت أكثر فأكثر، على ما يقول العطار.

لكن هل ستقتصر الجريدة على الآراء التي تشيد بالثورة؟ أم أن توجهها سيكون أكثر انفتاحاً مما درجت عليه الصحف التقليدية ذات الإعلام الموجه؟ وهل هناك توجّه لتكون وسيلة إعلامية شاملة؟ أم أنهم يفضلون أن تبقى متخصصة في شؤون الثورة واهتماماتها؟ يعلّق العطار بالقول إنّ "فكرة الصحيفة ارتبطت منذ البداية بإطلاق وسيلة إعلامية ثورجية الطابع، وأن تكون مجنونة لناحية كسر التقاليد الكلاسيكية للصحافة الورقية وموضوعاتها"، مشيراً إلى أنّ الصحيفة في انطلاقتها ستكون محصورة في التعبير عن قضايا الثورة ونقل أحداثها بعَين ثالثة ومن زوايا متعددة، مع العمل على الخروج بأفكار غير تقليدية، وأن تكون الصحيفة صوت الثورة ميدانياً، والأهم من ذلك أنها مفتوحة للناس من غير الصحافيين والكتّاب، ممن يتطلعون للمشاركة أو تقديم الاقتراحات لتطوير هذه المبادرة.

يقود ذلك إلى السؤال عن إمكانية اعتبار إطلاق هذه الصحيفة، أساساً يمكن البناء عليه لتوحيد خطاب الثورة وشعاراتها وتنظيم سبل تعبيرها؟ يجيب العطار: "من الممكن أن نكون مساهمين في ذلك، إلا أنّ ما تجدر الإشارة إليه هو أننا لم نسمّها صحيفة الثورة، ولم نحتكر هذا اللقب، بل إنّ الناس هم من أطلقوا عليها ذلك. نحاول ألا نضع أهدافاً تفوق قدرتنا، ولا شعارات كبيرة وفضفاضة مثل توحيد الصوت والساحات، لكننا بالطبع نحلم بأن تكون صحيفتنا هي صحيفة الثورة، كونها ولدت من رحمها ومن قلب ساحاتها".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها