الثلاثاء 2019/01/22

آخر تحديث: 15:53 (بيروت)

حكم بحبس إعلامي مصري لاستضافته شاباً مثلياً!

الثلاثاء 2019/01/22
حكم بحبس إعلامي مصري لاستضافته شاباً مثلياً!
increase حجم الخط decrease
تقدم الإعلامي المصري محمد الغيطي، باستئناف ضد حكم بحبسه لمدة عام، بعد إدانته بالتحريض على الفجور وازدراء الأديان، بسبب استضافة شاب مثلي في برنامج على قناة فضائية خاصة منتصف آب/أغسطس الماضي.


وأصدرت محكمة مصرية، الأحد الماضي، حكماً بحبس الغيطي لمدة عام وتغريمه ثلاثة آلاف جنيه (147 دولاراً أميركياً) وكفالة ألف جنيه (55 دولاراً)، لوقف التنفيذ ومراقبته لمدة عام بعد تنفيذ العقوبة، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وتعود القضية إلى خمسة أشهر عندما استضاف الغيطي شاباً مثلياً في برنامجه التلفزيوني "صح النوم" على محطة "تي إل سي" الخاصة، وناقش معه أموراً متعلقة بميوله الجنسية. وبعد إذاعة الحلقة، أوقف المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري الفضائية لمدة أسبوعين بسبب ما وصفه بـ"انتهاكات مهنية"، وبعد قرار سابق اتخذه المجلس بمنع ظهور المثليين أو الترويج لشعاراتهم.

ورفعت دعوى قضائية ضد الغيطي واتهم بالتحريض على الفسق والفجور وازدراء الأديان. وجاء في البلاغ الذي تقدم به المحامي سمير صبري أن الغيطي "خالف أبسط القواعد والثوابت الدينية وضرب بعرض الحائط كل القوانين" بعد أن استضاف شاباً مثلياً، وبدأ في طرح العديد من الأسئلة عليه، "إجابتها لا يجوز إذاعتها على الفضائيات أو على أي وسيلة إعلامية أخرى".

إلى ذلك، نقلت "بي بي سي" عن الغيطي قوله أنها ليست المرة الأولى التي يناقش فيها قضايا المثلية الجنسية. وأضاف أنه "خصص حلقة في الماضي من برنامجه التلفزيوني لمناقشة القضية بعد "رفع علم المثليين خلال حفلة غنائية لفرقة لبنانية (مشروع ليلى) في ضاحية التجمع الخامس شرقي القاهرة".

واعتبر الغيطي أن حفل مشروع ليلى الذي أقيم في أيلول/سبتمبر 2017، ورفع العلم خلاله والصور التي التقطت فيه تمثل تهديداً حقيقياً للمجتمع وترويجاً لفكرة المثلية الجنسية التي يرفضها المجتمع المصري المحافظ، حسب تعبيره! وأضاف أنه يناقش قضايا المجتمع بحرية تامة وأنه استضاف الشاب بعد التمويه على شخصيته بعدما قال له "إنه يعتزم التوبة عن ممارسة المثلية الجنسية الذي تسببت في إصابته بمرض الإيدز"!.

وقال الغيطي أن الحكم الذي صدر قبل أيام هو حكم أول درجة وأنه تقدم باستئناف على هذا الحكم. كما تعرض الغيطي لانتقادات عديدة من جانب بعض رجال الدين والصحافيين الذين يرون أن أبرز ما جاء في اللقاء التلفزيوني هو أن "المكاسب المادية التي جناها هذا الشاب من وراء علاقته مع رفيقه الخليجي وصلت خلال عدة شهور إلى أكثر من 450 ألف جنيه وتلقيه للهدايا الثمينة والعيش بصورة رغدة تغنيه عن العمل لكسب العيش".

في السياق، قال المحامي سمير صبري في تصريحات صحافية، أنه لن يتنازل عن حقه في تنفيذ العقوبة المقضي بها على الغيطي لأنه الحكم الثالث من نوعه في قضايا مشابهة. وأضاف أن الغيطي لم يرتدع عن ممارسة ما وصفه "بالمخالفات المهنية الجسيمة" ضد قيم المجتمع من خلال برنامجه.

كما نفى صبري الاتهامات التي توجه إليه بأنه يقوم برفع "قضايا حسبة" ضد صحافيين وفنانين ومشاهير، وقال إنه يرفع الدعاوى القضائية "ضد الممارسات التي تمثل تهديداً لقيم وتماسك المجتمع، ومن يقوم بالفصل في هذه الأمور هو القضاء الذي قد يقوم بتبرئة من يتقدم ضدهم بالقضايا".

من جهته، اعتبر الباحث بمؤسسة حرية الفكر والتعبير، مصطفى شوقي، في تصريحات نقلتها "بي بي سي" ان الحكم الذي صدر ضد الغيطي حلقة في سلسلة من القضايا المشابهة التي اعتاد صبري وأخرون رفعها ضد بعض الإعلاميين والمشاهير بغرض ما وصفه بتحقيق "الوصاية على قيم المجتمع".

وأضاف شوقي أن هذه القضايا تعتبر "اعتداء مباشراً على حرية المجتمع في مناقشة كل الآراء والقضايا بحرية كاملة"، مشيراً إلى أن الدستور المصري ينص صراحة على حرية الرأي والمعتقد والتفكير.

يذكر أن المجلس الأعلى للإعلام يحظر ظهور المثليين في كافة وسائل الإعلام المصرية إلا بغرض "إعلان التوبة"، ويرى في مناقشة قضايا المثلية الجنسية انتهاكاً صريحاً لقيم وأعراف المجتمع وازدراء الأديان التي تحرم هذه الممارسات. وينص الدستور المصري في عدد من مواده على حرية الرأي والمعتقد والتعبير، كما يكفل حرية التعبير عن هذه الآراء بكل الصور المتاحة.

ولا يجرّم القانون المصري المثلية الجنسية بشكل صريح، غير أن بعض نصوص قانون العقوبات تصنف أفعال المثلية الجنسية باعتبارها أفعالاً خادشة للحياء وتمثل دعوة للانحلال والفجور وتتناقض مع القيم الدينية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها