الإثنين 2018/09/17

آخر تحديث: 18:27 (بيروت)

بيع "تايم" بـ190 مليون دولار: فكيف ستبدو في 2040؟

الإثنين 2018/09/17
بيع "تايم" بـ190 مليون دولار: فكيف ستبدو في 2040؟
عملية البيع ستستغرق ما يقرب من الشهر (غيتي)
increase حجم الخط decrease
بعد مرور حوالي 8 أشهر على اكتمال استحواذ شركة "ميرديث كوربوريشن" على شركة "تايم إنك" في صفقة بلغت قيمتها 2.8 مليار دولار، قررت الشركة المالكة الجديدة بيع مجلة "تايم" الأسبوعية الأميركية للمؤسس المشارك لشركة "سيلزفورس" المتخصصة في الحوسبة السحابية، مارك بنيوف وزوجته لين.


وذكرت تقارير أن المجلة الإخبارية الشهيرة ستباع بمبلغ 190 مليون دولار إلى بينيوف وزوجته، وأن عملية البيع ستستغرق ما يقرب من الشهر، في حين أن الصفقة لا علاقة لها بشركة "سيلزفورس"، بل إنّ بنيوف، الذي تبلغ ثروته 6.5 مليار دولار ويشغل منصب الرئيس التنفيذي المشارك لشركة "سيلزفورس"، وزوجته استحوذا على المجلة بشكل شخصي.

وقال الزوجان في بيان "يشرفنا أن نكون رعاة واحدة من أهم شركات الإعلام والعلامات التجارية الشهيرة في العالم، لقد كانت مجلة تايم دائماً بمثابة انعكاس موثوق لحالة العالم".وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" أصبح السيد بينوف أحد المليارديرات التقنيين الذين يدخلون مجال الإعلام. ففي العام 2013 اشترى مؤسس شركة "أمازون" ومديرها التنفيذي صحيفة "واشنطن بوست"، وفي العام الماضي وافقت لورين باول جوبز، أرملة المؤسس المشارك لشركة "أبل" ستيف جوبز، على الحصول على أغلبية الحصص في مجلة "ذا أتلانتيك" من خلال منظمتها "إيمرسون" الجماعية.

وفي مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" قال بينوف: "نحن نستثمر في شركة ذات تأثير هائل على العالم ، وهو أيضا عمل قوي بشكل لا يصدق. هذا ما نبحث عنه عندما نستثمر كعائلة"، مضيفاً إننا "متفائلون بشأن جمهور تايم الكبير وقطاع الفيديو المتزايد". وفي تصريح للصحيفة نفسها قالت السيدة السيدة بينيوف: "إن قوة تايم هي روايتها الفريدة عن الناس والقضايا التي تؤثر علينا جميعا وتربطنا جميعا".

إلى ذلك، أوضح بينوف أنه وزوجته لن يكون لديهما دور في السياسة التحريرية أو القرارات الداخلية للمجلة، بل إنهما سيصبحان مجردّ مالكين لوسيلة إعلامية تعرضت لنكسات عديدة تمثلت بانحدار نسبة الاعلانات المطبوعة فيها وصولاً إلى المبيعات، وهي واحدة من العديد من وسائل الاعلام التقليدية التي تكافح لأجل البقاء.

ويمثّل هذا المزاد فصلاً جديداً لوحدة من أكثر وسائل الإعلام تأثيراً على المستويين السياسي والثقافي في البلاد، من خلال أغلفتها التي تعبّر بشكل مؤثر عن أهم أحداث الأسبوع. وصنعت المجلة أحداثاً إعلامية خاصة بها، بينها "شخصية العام السنوية" و"قائمة مجلة تايم"، وهي قائمة سنوية تضم أكثر من 100 شخص مؤثر في العالم.

وقال ريتشارد ستينغيل، مدير التحرير السابق في المجلة، إنه واثق من أن "تايم" ستبقى على قيد الحياة، واصفاً إياها بـ"قطعة كلاسيكية من الواجهة البحرية". ويأتي كلام ستينغيل في الوقت الذي تسعى فيه شركة "تايم إنك" إلى خفض تكاليف الطباعة وتركيز الاستثمار في الفرص الرقمية، والوصول إلى جمهور أكبر في هذا النطاق. وتشير الأرقام إلى جمهور مجلة "تايم" وصل إلى 31.7 مليون زائر في تموز/يوليو 2018، بعدما كان 27.4 مليوناً تقريباً في تموز/ يوليو 2015 ، وفقًا لشركة قياس الوسائط "كوموسكور إنك". وبحسب مراقبين، فإنه سيكون على المالكين الجدد أن يقرروا عدد المرات التي يجب أن تنشر فيها الطبعة المطبوعة، وكيف يمكن أن تتكيف بشكل أكبر مع القراء الذين اعتادوا على نحو متزايد على تقارير إخبارية أقصر وأكثر تركيزاً، وتقديم المعلومات في وقت ومساحة أقل.

في السياق، اعتبر روبرت طومسون، أستاذ الإعلام والثقافة الشعبية في جامعة "سيراكيوز" إن "حضور تايم في الانترنت لا يتمتع بالقدرة نفسها على جذب الانتباه، وسط بحر من المصادر الإخبارية المتنافسة"، لكن هذا الأمر "يُشكّل تحدياً بالنسبة إلى القائمين على المجلة". وفيما يشير إدوارد فيلسينثال، رئيس تحرير "تايم"، إلى أنهم عملوا طويلاً من أجل تحويل "هذه العلامة التجارية على مدى السنوات القليلة الماضية، بحيث تكون أبعد من مجلة أسبوعية، حيث تبيّن أن العمل مربح بقوة"، تساءل عن مصير المجلة في ظل ملكية بينوف وزوجته، قائلاً "كيف ستبدو تايم في العام 2040؟" و"ما الذي ستعنيه للجمهور بعد عقود من الآن؟".

وأُطلقت شركة "تايم" للمرة الأولى في آذار/مارس 1923، بسعر يبدأ من 15 سنتاً، وتم إطلاقها من قبل خريجي جامعة "يال"، هنري لوس وبريتون هادين، اللذين كانت لديهما رؤية حول مستقبل أميركا، وعملا معاً في صحيفة الجامعة التي كانت تحمل اسم "ديلي نيوز".

ونتيجة تأثرهما الشديد بتورط الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى، استخدم هادين ولوس، النفوذ الذي يتمتعان به في صحيفة الجامعة للترويج لحب الوطن بصورته المكثفة، وكان ذلك بمثابة الإلهام بأفكار حول مستوى الوعي الأميركي والحاجة إلى تطوير. ولاحقاً قرر الشابان أنه بالرغم من صدور العديد من الدوريات المتشابهة، فما زالت هناك حاجة إلى مجلة إخبارية مقروءة وتكون أكثر إختصاراً، وبعد جهود كبيرة لجمع الأموال والتجهيزات التحريرية نشرت أول طبعة من مجلة "تايم" في 3 آذار/مارس 1923، لتصبح أول مجلة إخبارية أسبوعية في الولايات المتحدة الأميركية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها