الإثنين 2018/08/06

آخر تحديث: 20:23 (بيروت)

حزب الله محرج.. والتوضيح بأداة جديدة

الإثنين 2018/08/06
حزب الله محرج.. والتوضيح بأداة جديدة
النائب محمد رعد هو المعنيّ بضبط الخلاف على خلفية المناكفات في مواقع التواصل الاجتماعي
increase حجم الخط decrease
الرد لا يكون إلا بالأداة نفسها. هكذا أراد "حزب الله" الردّ على تحليلات واستنتاجات تتعلق بالتباين مع "التيار الوطني الحر" حول باخرة الكهرباء في الزهراني، وموقف الحزب منها. 

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتفسيرات لموقف الحزب، وموقف النائب محمد رعد تحديداً من أزمة الباخرة بين "حركة أمل" و"التيار الوطني الحر". ضاع الموقف، وتضاربت المعلومات، فوجد الحزب نفسه ملزماً بالتوضيح، حتى لو خرق العرف القائم عنده بالتخاطب الاعلامي، واستخدام مواقع التواصل، للمرة الاولى، لغرض مشابه. 

في الرد، لا مواقف منبرية ولا بيانات هذه المرة. فالقضية حساسة، تستدعي اسهاباً بالتوضيح، كيلا تضعه على مفترق طرق بين حليفين. فاختار النائب محمد رعد الرد بالفيديو، ليتكفل المناصرون بنشره في مواقع التواصل الاجتماعي. وهو أول خروج من نوعه لدى الحزب عن العرف التقليدي في الردّ، وأدبيات الخطاب الاعلامي. هو فيديو مصور بتقنية عادية، بدا أنه مصوّر على عجل، منعاً لتكرار استنتاجات ملتبسة مرة أخرى.

وبعدما جرى حديث عن خلاف حول الملف بين حزب الله وحركة أمل، انعكس بشكل واضح على مناصري التنظيمين على مواقع التواصل، لم ينكر رعد التباين، لكنه لم يقل ان هناك خلافاً، بل مقاربة مختلفة. قال رعد: "اننا لم نوافق على منع الباخرة من المرابضة في الزهراني، وقلنا ان 3 اشهر تمر وتستفيد الناس من التغذية. تميز موقفنا عن موقف الحركة، لكننا تفهمنا ان موقف الحركة منطلق من حيثيات معينة قابلة للنقاش، ولا داعي للذهاب الى التوتر والاحتقان بيننا وبين الحركة". 

والحال ان ما جرى في مواقع التواصل الاجتماعي، لولا احتوائه، كان كفيلاً بزعزعة العلاقة على مستوى القاعدة بين جمهوري الحركة والحزب، وآخرين طالبوا بأن ترسو الباخرة في الزهراني لتغذية المنطقة. التوتر الالكتروني، يمثل أبلغ التحديات أمام الثنائي الشيعي الآن الذي يسعى لتطويقه كلما اشتغل، وابقائه ضمن سقف "المقبول". 

لم يكن هذا التوتر بين جمهوري الحركة والحزب هو الاول. فقد تعرض لاختبار سابق هذا الشهر على خلفية الازمة المتعلقة بالمؤتمر الصحافي للنائب جميل السيد، وذهاب جمهور "أمل" الى مطالبة الحزب بموقف حاسم من الازمة، ما اضطر النائب محمد رعد نفسه لابداء موقف الحزب وايضاحه. 

ورعد، بهذه المهمة، هو المعنيّ بضبط الخلاف، وإبراز موقف الحزب، كما ظهر خلال تجربتين في شهر واحد. في العلاقات السياسية، ثمة شخصيات أخرى تتولى الامور، لكن ما يجري في مواقع التواصل من التعاطي بحدة بين الطرفين على خلفيات ملفات مرتبطة بالتيار الوطني الحر. هذه المرة كان رعد واضحاً في مطالبته رواد مواقع التواصل بالهدوء. وكان حازماً في تفسير الازمة التي تظهر إثر التغريد في مواقع التواصل، ما يكشف ان التغريدات تضع الحزب، على مستوى القاعدة، في موقف محرج، بالنظر الى ان علاقته السياسية بالرئيس بري لا تحتمل أي شكّ ولا يشوبها أي التباس. 

الاحراج والاستياء استطراداً، دفعا رعد للرد بالأداة نفسها. قال: "لم نعترض على أحد في وسائل التواصل وكل الناس حقها تعبر عن نفسها، لكن حقنا نطالب الناس بلغة مهذبة لفتح باب حوار جدي ومسؤول. هيدا هو كل التعليق. لم نتبن موقف أحد وأكدنا تمايزنا عن مواقف الآخرين وطالبنا باستخدام لغة مهذبة يفهمها الناس". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها