الأحد 2018/05/06

آخر تحديث: 21:49 (بيروت)

شجارات #لص_العهد

الأحد 2018/05/06
شجارات #لص_العهد
هل يستبق باسيل الخسائر بإعلان تخوّفه من التلاعب والتزوير؟ (غيتي)
increase حجم الخط decrease
التفاعل الملحوظ الذي سجّله هاشتاغ #لص_العهد منذ ساعات الصباح الأولى، يحيل إلى السؤال عما إذا كان الوسم المذكور سيعمّق الهوة ويزيد الخصومة ما بين "التيار الوطني الحر" والرئيس نبيه بري، وعما إذا كان سيدفع بباسيل، المقصود بالهاشتاغ، إلى موقف سلبي متشدد من إعادة انتخاب بري كرئيس لمجلس النواب، بعدما بدا أن هذا الوسم يمكن قراءته كـ"فيتو" من "أمل" على توزير جبران باسيل بعد وصفه بـ"لص العهد".


الهاشتاغ المذكور قام مناصرو "أمل" باقتباسه من تغريدة نشرها الوزير علي حسن الخليل قبل وقت قصير من انتهاء فترة الصمت الانتخابي، رد فيها على الانتقادات الأخيرة التي وجهها باسيل لبري، الذي ردّ باسمه الخليل بالقول عن باسيل إنّ "تعابير لص العهد تشبهه تماماً، هو الذي يهوّش ولا يعود مدركاً حدوده. أقزام السياسة وتجار الطائفية لم يعودوا يستطيعون أن يغرروا بالرأي العام. مرة أخرى يصيب عهد رئيسه قبل أن يصيب الآخرين. أصبح لزاماً على رئيس الجمهورية إذ كان يريد لعهده أن يبقى قوياً كما يقول أن يحجر على هذا الموتور". ثم ردّ باسيل قائلاً إنّ "أكبر شهادة لي بأن يقوم أحد مثل الوزير علي حسن خليل باتهامي بأنني لص، فهذا يؤكد براءتي، خصوصاً بعد قرار مجلس الوزراء الأخير. لا أحد يستطيع أن ينكر الشعبية التي يمثلها الرئيس بري والخيار بالاختلاف معه يكلف الكثير، لكن لا يمكن أن نقبل بمنطق الآمر".

الجو المشحون بين الطرفين، والناتج عن تراكمات طويلة، بلغ ذروته في اليوم الانتخابي عبر صفحات مواقع التواصل، التي شهدت هجومات مكثفة، شنّها مناصرو "أمل" على باسيل هازئين مما اعتبروه "صرخات استغاثية" أطلقها ليشدّ أزر الناخبين الذين خذلوه بنسبة اقتراعهم الخجولة، وأبدوا شماتتهم بتغريدات على شاكلة: "كل صرخات وبرمات ولفات وجولات جبران باسيل ما نفعت بتجييش الناس للتصويت"، و"طلع جبران على جزين كرمال وضعو مهزوز"، مردفين بالترويج لخلافات نشبت بينه وبين المرشح زياد أسود، حيث علا صراخهما في مكتب التيار هناك، الأمر الذي ردّت عليه لجنة الإعلام في "التيار الوطني الحر" بالنفي، وقولها أن ذلك لا يعدو مزاعم يتداولها مدسوسون ومغرضون، مؤكدة أن زياد أسود هو في صلب "التيار الوطني الحر" ولم يخرج عنه أو منه.

التصريح الذي ألقاه باسيل في جزين، والذي اعتبر استجداءً لأصوات الناخبين من خلال مناشدتهم بأنّ "لا تبخلوا على لبنان بصوتكم، لإعادة قراركم الحر وبناء الدولة القوية"، لم يلق تجاوباً ذا بال من الناخب المسيحي، ولم يُلحظ من بعده أي نشاط أو حالة استنفار في أجواء مناصري التيار، لا في الإعلام ولا في مواقع التواصل. وكان لافتاً أنه، على الرغم من الهجوم الحاد الذي تعرّض له باسيل من قبل مناصري "أمل"، بدا التيار وجمهوره على استكانة تجاه هذه الهجمة. ولوحظ تحويل تفاعلهم بشكل تغريدات ضمن هاشتاغ #العهد_القوي، التي تشيد بالرئيس ميشال عون، وتعبّر عن الاعتزاز والأمل فيه. الأمر الذي بدا وكأنه يعكس تدني النسبة المتحمسة بين جمهور التيار، قياساً بانتخابات العام 2009، عندما كان ميشال عون يدير الحملة الانتخابية. فاعتبر البعض أنّ التجاوب والتفاعل مع باسيل ينقص من شعبية التيار بشكل ملحوظ، وإنّ "التيار الوطني الحر" برئاسة باسيل يختلف عن التيار برئاسة عون.

باسيل الذي عيّن، ولم ينتخب، رئيساً للتيار الوطني الحر، جاءت محصلة الانتخابات بنسبتها المنخفضة لتشير إلى الخطأ الذي ارتكبه الرئيس ميشال عون وأن شخص باسيل ليس محبوباً ولا مرغوباً عند قاعدة التيار الشعبية، رغم أنّ باسيل لم يألُ جهداً في تسخير آلته الإعلامية الانتخابية الجبّارة، إضافة إلى التحريض والشحن الذي قام به الفترة الماضية بغية شدّ العصب المسيحي حوله، بدا اليوم وكأنها كلها ذهبت أدراج الرياح، ما جعل البعض يضع كلمة الرئيس عون الموجههة إلى الناخبين اللبنانيين بدعوتهم للتصويت، في خانة المحاولة للتعويض عن عدم تجاوب الجمهور العوني مع باسيل.

ووزير الخارجية المرشح، وصف كل من يمتنع عن التصويت بأنه خائن لبلده، وأدلى بتصريح بعد إقفال صناديق الاقتراع، كاشفاً عما سمّاه "الظاهرة الجديدة التي برزت بشكل صارخ اليوم" والمتمثلة "بالوحشنة المالية على الناس عبر شراء الأصوات والضمائر والتهديد العلني بالسلاح، تزامناً مع افتعال اشكالات طوال النهار بموازة التحريض والهجوم على التيار لأهداف مشبوهة"، داعياً مندوبي التيار في جميع الأقلام إلى اليقظة أثناء الفرز خوفاً أو توجساً من أي مخطط يهدف للتلاعب بنتائج الانتخابات والتزوير المبطّن، ما بدا وكأنه استباق للمعطيات الأولية التي تجمعت عند قيادة التيار، والتي قد تظهر نتائجها خسارة غير متوقعة أو محسوبة في مجموعة من الدوائر التي خاض التيار معاركه الانتخابية فيها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها