الأربعاء 2018/05/23

آخر تحديث: 19:12 (بيروت)

بولا يعقوبيان في الحلقة الأولى: الإعلامية تلمّع النائبة

الأربعاء 2018/05/23
بولا يعقوبيان في الحلقة الأولى: الإعلامية تلمّع النائبة
كشفت أن موظفاً يمكنه أن يصادر رأي نائبة في الأمة منتخبة من الشعب (عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease
ليس التهجم على النائبة بولا يعقوبيان، منطقياً، بعد الاعتراض على "طمس" اسم نادين لبكي الذي وضعته من خارج "جدول الاعمال" واسقطته رغماً عن سياق آلية البرلمان، فكرستها مرشحتها لرئاسة المجلس. يعقوبيان حرة في رأيها، ومن تنتخب ومن ترشح، بمعزل عما إذا كانت نادين لبكي مثَلها الأعلى أو سواها. 
ولعل أبلغ ما قامت به بولا، أنها وضعت موظف مجلس النواب في موقع محرج. كشفت أنه لا يأخذ النواب وخياراتهم على محمل الجد. حسم الموظف بأن اسم نادين لبكي، هو ورقة بيضاء، لا ورقة لاغية. باعتراضها، قالت انه زوّر رأيها، وكشفت أن موظفاً يمكنه أن يصادر رأي نائبة في الأمة منتخبة من الشعب، حتى لو كانت وجهة نظر وقعت في مناسبة غير مناسبتها. 

من هذا المنطلق، سجلت يعقوبيان نجاحاً في الاعتراض ورفع الصوت.. لكنها، بوضع اسم لبكي، سجلت "استعراضاً" أرادت أن تقول فيه انها تنتمي الى المجتمع المدني وانجازاته، وأنها تتبنى تلك الانجازات، وستكون المحطات الثقافية جزءاً من برنامجها "المختلف" عن البرامج الأخرى.

من هذا المنطلق، حققت ضربة إعلامية، رفعتها الى صدارة نشرات الأخبار والتداول الاعلامي في يوم انتخاب رئيس مجلس النواب. فهي لن تنتخب بري، كما أعلنت، لأنها رأت في انتخابه "مبايعة". كما لن تنتخب الحريري. بهذا المعنى، هي رافضة لركنين من أركان الطبقة السياسية. وعوضاً عن أن يضيع رفضها للشخصين (أو المنهجين) في زحمة الأوراق البيضاء، أنتجت لنفسها حركة رفعتها الى مصاف رأس هرم التداول الإعلامي، وهي الخبيرة في صناعة الصورة الإعلامية، وصناعة صورتها وتسويقها بما ينتج جدلاً سيعود عليها مردوده، مهما كان، لتكريسها في موقع "المغاير".

أرادت بولا الانتماء الى نادين، ابنة بيروت، وابنة دائرة بيروت الأولى، والسابقة على يعقوبيان في تجربة الانتخابات ضمن لوائح "المجتمع المدني"، وكانت تجربة لبكي في الانتخابات البلدية.. وأرادت يعقوبيان أيضاً أن تسجل نقطة في مرمى زميلها النائب عن "حزب الله" نواف الموسوي، بإعلان تأييدها لنادين لبكي، بعد أزمة الكترونية امتدت ثلاثة ايام، جرى فيها انتقاد النائب إثر تحقيره للاحتفال بنجاح نادين لبكي التي نالت جائزة في مهرجان "كان". 

لكن هذه "المقاومة" لتراث مجلس النواب في أولى جلسات ولايتها النيابية، في يوم انتخاب رئيسه وهيئة المجلس، تقودها في الوقت نفسه الى صورة مختلفة. صورة "الزاهدة" بالمكان ورمزيته. فيعقوبيان بدت زاهدة في السياسة، ولا يعنيها انتخاب هيئة المجلس، كون الأولوية في مكان آخر من خارج النواب الـ127 الآخرين.. ظهرت، في يوم استحقاقات المجلس بانتخاب رئيسه ونائبه وأمناء السر، على أنها "مش قابضة المجلس"، وهو أخطر شعور يمكن أن يواجه نائب منذ مشاركته الأولى في المجلس النيابي. فهو إما شعور بالفوقية، أو شعور باليأس، وكلاهما لا يناسبان مسيرة طموحة لنائب دخل المجلس النيابي بهدف التغيير من الداخل. أما الشعور بالرفض، فيمكن أن يساعد في التغيير، إذا تمت معالجة الرفض ضمن الأطر القانونية المنتظرة. 
وكانت يعقوبيان استبقت الجلسة بالقول "معارضة ايجابية وحقيقية"، وقالت: "لن انتخب الرئيس بري ولن أضع ورقة بيضاء، وسأمتنع عن التصويت لأن هذا ليس انتخاباً، بل مبايعة، ولن أسمّي سعد الحريري". وبعدها، قالت إنّ "النائب يسجل موقفاً للتاريخ، وأنا قمت بتسمية نادين لبكي لرمزيتها في هذه اللحظة، حيث أن الدولة اللبنانية لا تريد تكريمها ولا حتى اعتبار انّها قامت بإنجاز. ألا أنّ الشعب اللبناني كرّمها".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها